لماذا لا أستطيع الشعور بالقرب من الله؟
2020-12-01 03:15:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة لدي العديد من الطموحات والأفكار لنشر الإسلام في العالم، وكسب النقود للتبرع بها للفقراء، لكن أريد أن أبدأ الإصلاح من نفسي، وقد أتتني هذه الأفكار لأنني أطمع في رضا الله، ودخول أعلى مراتب الجنان، لا أريد الجنة فقط بل أعلى مراتبها، وأعرف أن هذا يحتاج الكثير والكثير من العمل ومجاهدة النفس.
منذ أشهر انضممت لمجموعة لحفظ القرآن، ولا أزال أحاول الحفظ -والحمد لله-، وأحاول قراءة كتب الأحاديث، وأحاول قدر الإمكان الحفاظ على الذكر يوميا.
لكن رغم ذلك أشعر بعجز شديد، هذا يسبب لي الحزن، لدرجة أني لا أستطيع الاستيقاظ لصلاة قيام الليل، رغم أنني قبل سنة كنت أستيقظ لها أنا وأمي ليليا، أرى أن قلبي يقسو شيئا فشيئا بسبب هذا العجز عن فعل أي شيء، وبسبب هذا أشعر بتأنيب ضمير شديد عندما أفكر أنه فجأة سيأتي ملك الموت ليأخذ روحي، وأنا لم أقم بشيء لأمتي وديني، ولأحصل المراتب العالية في الجنة.
أريد أن أبكي عندما أقرأ القرآن، وألتزم بصلاة قيام الليل، وألتزم بالقراءة، وأن يحبني الله، لكن كيف؟ وأنا يسيطر علي العجز والكسل دائما رغم أنني أدعو: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل.
حاولت ولا زلت أحاول وضع جداول لتنظيم وقتي، ألتزم بها تارة وتارة لا ألتزم، أشعر أن وقتي يضيع، هل هنالك دعاء يقال أو عمل أفعله ليذهب عني العجز، وبالتالي تأنيب الضمير، وأعمل لأجل نفسي وديني؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الكريمة- في موقعنا، وأسأل الله أن ينفع بك الإسلام والمسلمين، وأن يوفقك إلى كل خير، والجواب على ما ذكرت:
- بما أنك نشأت محبة للعمل الصالح ولديك النية الصالحة والطموح على أن تكون من الصالحات، وأن تقدمي الخير لنشر الإسلام والإعانة للفقراء والمحتاجين، فهذا علامة على أن فيك خيرا عظيما، وأن الله سيوفقك إلى ما تريدين لأن لديك نوايا صالحة، وأنت بحسب ما ذكرت قريبة من الله، وكونك ما زلت محافظة على دين الله، فإن الله قريب منك معين لك، فأبشري بخير -بإذن الله تعالى-.
- ومن جانب آخر لو أردت أن تحافظي على العمل الصالح والاستمرار فيه مثل المحافظة على الصلاة وقيام الليل، فهناك وسائل لا بد من تحصيلها، منها الدعاء بأن يثبتك الله على دينه، وأن يصرف قلبك على طاعته، ومنها كثرة الاستغفار والإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ومنها مجالسة الصالحات، وأوصيك بالاستمرار بملازمة من انضممت إليهن من الأخوات الصالحات، ومن وسائل الثبات على الطاعة حمل النفس على ما تطيقه من العمل من غير إفراط، ومنها التوبة إلى الله في حال التقصير، ومن ذلك أيضا قراءة سير الأنبياء والصحابة، ومنها وضع برنامج عملي مرن سهل شامل متنوع فيه الطاعات والقربات والتقيد به بحسب الاستطاعة، وإذا حصل تقصير أو خطأ لا بد من المبادرة إلى تدراك الأمر، والنفس بطبيعتها تحب الراحة والدعة، ولكن مع حملها على العمل الصالح شيئا فشيئا تعتاد إليه، فلا بد من الصبر، ويمكن أن تكثري من هذا الدعاء المأثور عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال "رواه أبو داود.
- تأنيب الضمير والخوف من الموت ولوم النفس على التقصير إذا وجد في النفس، فإنه وسيلة لتدراك التقصير في العمل الصالح والعودة إلى الله في حال المعصية، وهو علامة على الإيمان وأن صاحبه على الخير، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "من سرَّتهُ حسنتُه وساءتْه سيئتُه فذلكمُ المؤمن" رواه الترمذي، ولكن أرجو أن لا يتحول تأنيب الضمير إلى نوع من القنوط واليأس فيؤدي إلى ترك العمل، والشعور بالعجز، ولو حصل هذا لكان مدخلا من مداخل الشيطان على النفس حتى تنصرف عن طاعة الله.
- وأما البكاء من خشية الله فإنها منزلة تحصل للفتاة عندما تكون قوية في الإيمان، لديها حسن التدبر والتأمل في معاني القرآن، وعندما يكون في النفس تعظيم الله تعالى، وسرعة الامتثال لأوامره وسرعة التوبة من المعصية، وأرجو أن لا تقلقي سيكون لك تلك المنزلة إذا فعلت ما ذكرت لك، وسيأتي مع مرور الأيام -بإذن الله تعالى-.
كان الله في عونك.