أشعر بقلق وخجل وضيق تنفس، فكيف أتجاوز مشكلتي؟
2020-12-01 03:11:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
مشكلتي بدأت منذ مدة طويلة، كنت أعيش حياتي بسعادة وبكل ثقة في النفس، أما الآن فلدي العديد من المشاكل، منها القلق والتوتر والخجل الشديد من كل الناس، حتى من عائلتي، وأصبحت منعزلا تماما عن كل الناس، ولدي صعوبة تنفس مستمرة من أنفي، أشعر بتعاسة وحزن مستمر في حياتي، أريد أن أعالج نفسي بدون دواء، أفيدوني أفادكم الله.
وشكرا، وبارك الله فيكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حطاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
المتغيرات التي طرأت عليك كلها طابع نفسي (القلق، التوتر، الخجل الشديد، الانعزال، الشعور بالضيق في التنفس، والشعور بالضجر، وبالاكتئاب والكدر والحزن) لا شك أن هذه هي أعراض ما يُسمَّى بـ (القلق الاكتئابي) الذي أسأل الله تعالى أن يزيله عنك.
الخطوة الأولى التي يجب أن تتخذها هي أن تقوم بإجراء فحوصات طبية عامة، تذهب للطبيب الباطني أو طبيب الأسرة، وتقوم بإجراء فحص إكلينيكي سريري، وكذلك تقوم بإجراء فحوصات مختبرية للتأكد من مستوى الهيموجلوبين لديك – أي قوة الدم – ومستوى السكر، ووظائف الكلى، الكبد، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى الدهنيات، ومستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12).
هذه الفحوصات فحوصات أساسية جدًّا، والممارسة الطبية السليمة والرصينة تُحتّم على أنه - حتى وإن كانت الأعراض أعراض نفسية – يجب أن نتأكد من الصحة الجسدية، ويُعرف تمامًا مثلاً أن نقص فيتامين (د) أو فيتامين (ب12) واضطراب أو ضعف إفراز الغدة الدرقية قد يُسبب أعراض نفسية مثل الذي تعاني منه.
فيا أخي: تحوُّطًا أرجو أن تقوم بمقابلة الطبيب وإجراء هذه الفحوصات. وبعد ذلك تقوم بالعلاجات النفسية السلوكية والاجتماعية والإسلامية، وهي تعتمد حقيقة على مبدأ تحفيز النفس، أنتَ رجلاً كنت تعيش حياة سعيدة، وكانت لديك المهارات ولديك التجارب الإيجابية في الحياة، فلماذا لا ترجع لسيرتك الأولى؟! يجب أن تناقش نفسك وتحاور نفسك حول هذا الأمر.
إذًا التغيير الفكري المعرفي مهمٌّ جدًّا للخروج من مثل هذه الأعراض، وإذا كانت هنالك أي إشكالات أو صعوبات أو ضغوطات نفسية – والحياة لا تخلو من هذا – أرجو أن تصل إلى الحلول المعقولة لهذه الصعوبات، وما يستصعب البتَّ فيه أو الوصول إلى حلٍّ حياله يُترك ويُجمَّد، ويأتي إن شاء الله الوقت لحلِّه. هذه هي النقطة الأولى.
النقطة الثانية هي: أن تحرص على الواجبات الاجتماعية، تحرص على أن تُشارك الناس في أفراحهم، تُلبّي الدعوات، وتُشارك أيضًا الناس في أتراحهم، تُقدّم واجبات العزاء، تمشي في الجنائز، زيارة المرضى أمر ممتاز جدًّا، تخرج وترفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، تكون لك لقاءات اجتماعية، وتخرج نفسك من هذه العزلة. الإنسان يجب ألَّا يقبل أي شعور سلبي يأتيه، وقطعًا الصلاة مع الجماعة في المسجد فيها دعم نفسي واجتماعي كبير جدًّا للإنسان.
والخطوة الثالثة هي الرياضة، الرياضة مفيدة جدًّا، خاصة رياضة المشي، تقوّي النفوس كما تقوّي الأجساد، وقد وُجد الآن أن الرياضة تُنشّط المواد الدماغية التي تُسمَّى بالموصلات العصبية، والتي يُعتقد أن اضطرابها هو الذي يؤدي إلى القلق والتوترات والمشاعر الاكتئابية. فإذًا الرياضة يجب أن تكون جزءًا من حياتك.
حاول في محيط عملك أن تتواصل اجتماعيًا مع زملائك، وأن تكون شخصًا لك حضور.
هذه هي النصائح التي أنصحك بها، وهي التي نسميها بالعلاجات التأهيلية النفسية السلوكية، وربما تحتاج لدواء، عقار مثل الـ (بروزاك) والذي يُسمَّى علميًا (فلوكستين) دواء سليم، ودواء غير إدماني، تحتاج له بجرعة صغيرة، وهي كبسولة واحدة يوميًا (عشرون مليجرامًا) لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة يوميًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم تتوقف عنه.
هذا ما أود أن أنصح به، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.