دائم التفكير بالأحداث السيئة التي مررت بها!
2020-12-01 01:28:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
شكرا على جهودكم الحثيثة ومساعدتكم للناس.
أنا شاب، عمري 29 سنة، أعاني من القولون العصبي، مررت بأحداث عاطفية منذ أربع سنوات، وكان لها تأثير علي أني كبت نفسي، ولم أعرف كيف أعبر عن نفسي جيدا، أنا إنسان سليم، لا أشكو من الأمراض.
أنا مغترب عن بلادي، وحالتي بخير، منذ سنة وقبل سفري واغترابي ذهبت لطبيب الجهاز الهضمي على خلفية القولون الذي أعاني منه، فوصف لي دواء نفسيا، تناولته لمدة 5 أيام، وقطعته فجأة، فأصابتني أعراض انسحابية (اكتئاب وصداع وتقلب مزاجي)، بعد أسبوع اختفت والحمد لله.
أنا الآن مغترب عن بلادي، وعملي دوام ليلي، ثم أعود في الصباح وأنام.
في فترة حظر الكورونا قام صاحب العمل بتمديد العمل، فأتت إلينا الشرطة، وقامت بحجزنا يومين لمخالفه قرار الحظر، تأثرت نفسيتي بعد هذا الحجز، وخصوصا أنه لا ذنب لي، وإنما ذنب صاحب العمل، تجاوزت الأمر -الحمد لله-، وانتقلت لعمل آخر ولمدينة أخرى، وعدت لعملي القديم هذا، لكنني دائم التفكير بالأحداث التي مررت بها، وأصبح لدي خوف أن يقوموا بحجزنا، مع أن الحظر قد زال وسمح بالعمل ليلا، هذا الخوف من هذا الأمر جعلني أقلق وأفكر بهذا الأمر مع أني في قرارة نفسي أعرف جيدا أن هذا الأمر من المستحيلات أن يحدث!
منذ يومين أصابتني حالة غريبة، بعد أن تذكرت هذه الأمور عدت للبيت، أحسست بانزعاج بسيط، وفي اليوم الثاني بدأ مزاجي ينقلب مرة ومرتين في النهار، تذكرت أيام الأعراض الانسحابية؛ فقتلني الخوف من العودة لهذه التجربة.
نومي جيد، أكلي جيد، مزاجي ينقلب مرة أو اثنين أو ثلاث خلال اليوم، ما نصيحتكم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ nawardayoub حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرًا، وأرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
الذي يظهر لي أن شخصيتك ذات طابع حساس مع بعض الميول للقلق، ولديك أيضًا بعض سمات التفكير الوسواسي، وهذه ليست أمراضًا نفسية، هذه مجرد صفات وسمات وظواهر بسيطة جدًّا.
القولون العصبي هو نتاج للقلق لدى معظم الناس؛ لذا نحب أن نسميه بالقولون العُصابي وليس العصبي كما هو شائع.
من أفضل العلاجات لحالتك هذه – أخي الكريم – هي تغيير نمط الحياة، أن تجعل نمط حياتك نمطًا إيجابيًّا، أن تمارس الرياضة، أن توزّع وقتك بصورة جيدة، أن تتواصل اجتماعيًّا، أن ترفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، أن تحرص على الصلاة في وقتها، وأن يكون لك ورد قرآني يومي، لا تنس الأذكار – خاصة أذكار الصباح والمساء – أبدًا، وأن تحرص على أذكار النوم وأذكار الاستيقاظ والأذكار الموظفة في اليوم والليلة.
كن متواصلاً اجتماعيًا، النسيج الاجتماعي الإيجابي يُساعد الإنسان كثيرًا على أن يحوّل الطاقات النفسية السلبية – كالقلق والوسوسة – إلى طاقات إيجابية، واحرص على النوم الليلي المبكّر، وتجنب النوم بالنهار، ولا تسهر إلى وقت متأخر من الليل، واضبط ساعة نومك واجعله محددًا.
هذه هي الأشياء التي أنصحك بها، أمَّا موضوع الكورونا وقضية الحجز والمخالفات: هذا أمرٌ وقتي، أمرٌ -إن شاء الله- عارض، ونسأل الله تعالى أن يحفظ البلاد والعباد، وأن يرفع هذه الجائحة عنَّا وعن جميع الناس، وأن يرحمنا ويرحم الجميع.
أنا أعتقد أنك إذا جعلت نمط حياتك إيجابيًا سوف تجد أنك تحسّنت نفسيًّا بصورة ممتازة جدًّا.
العلاج الدوائي أنت تحتاج له، لكن نمط الحياة هو الأهم، وأنا سأصف لك أدوية بسيطة، ليس لها آثار انسحابية، من أفضل الأدوية عقار (فلوكستين/بروزاك)، هو في الأصل مضاد للاكتئاب، لكن حين نعطيه بجرعات صغيرة ككبسولة يوميًا يُعالج القلق والتوترات، وقطعًا سوف يُحسِّنُ ويُعالج لديك الوسوسة كثيرًا.
الفلوكستين يُضاف له دواء آخر داعم يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل) واسمه العلمي (سولبرايد).
ابدأ في تناول الفلوكستين بجرعة كبسولة واحدة يوميًا لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، بعد ذلك تناول الدواء كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.
أمَّا السولبرايد فتناوله بجرعة كبسولة واحدة (خمسين مليجرامًا) يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناوله.
كلا الدواءين – الفلوكستين والسولبرايد – من الأدوية السليمة والفاعلة جدًّا في علاج الأعراض النفسوجسدية، كأعراض القولون العُصابي والتوترات والقلق، وقطعًا سوف يؤديان إلى استقرار كامل في مزاجك، وتنتهي تمامًا التقلُّبات المزاجية لديك.
احرص على نمط الحياة، خاصة تنظيم الوقت، والحرص على العبادات والمحافظة عليها، واحرص على ممارسة الرياضة، وكن شخصًا مُبدعًا في عملك ومُجيدًا له، وكن دائمًا ذا تفكيرٍ ومشاعر إيجابية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.