أتوتر وأخاف كلما تكلمت مع خطيبي، فما السبب؟

2020-11-30 02:56:20 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أصبت بقلق وتوتر وخوف وبكاء شديد بعد الخطبة، علما أن الخاطب جيد، ولكن يزداد التوتر والخوف كلما تكلمت معه، لا أعرف ماذا أفعل؟ أشك أنها عين أو حسد، فما نصيحتكم؟


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Manosh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
عليك أن تتيقني من الصفات والمواصفات التي يحملها هذا الرجل، وعلى ولي أمرك أن يبحث ويسأل عنه أصدقاءه وأهل منطقته، وأهم الصفات ما أرشدنا نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: (إِذَا جَاْءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِيْنَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوْهَ إِلَّا تَفْعَلُوْا تَكُنْ فِتْنَةٌ فَيْ الأَرْضِ وَفَسَاْدٌ كَبِيْرُّ)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها، وإن كرهها سرحها بإحسان.

صلي صلاة الاستخارة وادعي بالدعاء المأثور، ووكلي أمرك لله تعالى ليختار لك ما فيه الخير، فإن فعلت ذلك فلن يخيب الله ظنك؛ لأن اختيار الله للعبد خير من اختيار العبد لنفسه.

إن تبين لكم أن الرجل صاحب دين وخلق فلا تترددي بقبوله، وبعد صلاة الاستخارة إن كان فيه خير لك فإن الأمور ستسير بيسر وسهولة، وإن كان ليس فيه خير لك في دينك ودنياك فإن الأمور ستتعقد وستنغلق الأبواب، ومن ثم سيصرفه الله عنك، لا داعي للخوف ولا للقلق طالما وكلت أمرك لله تعالى، ومن توكل على الله كفاه الله.

نوصيك بالمحافظة على ما افترض الله عليك من العبادات، وأهم ذلك الصلاة فأديها في أول وقتها، فإنها من أسباب دفع الضر وجلب الرزق الحسن، وحافظي على أذكار اليوم والليلة، فذلك فيه وقاية من شر شياطين الإنس والجن.

اجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

ارقي نفسك صباحا ومساء بما تيسر من القرآن والأدعية المأثورة، فالرقية نافعة مما نزل ومما لم ينزل كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

أحيانا يكون الخوف والقلق من الشيطان الرجيم الذي لا يريد لمسلم أن يحصن فرجه بالحلال، فيبث الرعب والخوف من الزواج، فلا تستسلمي لذلك وأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم كلما أتتك هذه النوبات.

الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وتحيني أوقات الإجابة وسلي ربك أن يذهب عنك ما تجدين وسليه أن يختار لك ما فيه الخير، وأن يصرف عنك كل شر، وأكثري من دعاء ذي النون: (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

انظري إلى الجوانب المشرقة في الحياة الزوجية، ولا تسمحي لأي أفكار خاطئة تسيطر على عقلك، لأن ذلك سينعكس على سلوكياتك.

لا بد أن تعملي بهذه الموجهات ولا تتركيها أبدا، فإن استمرت معك هذه الحالة، فابحثوا عن راق أمين وثقة ليستكشف حالتك، فإن تبين أنه أصابك حسد، فعلاج ذلك إن كنتم تشكون بأحد أن تطلبوا منه أن يغتسل أو يتوضأ وتأخذون الماء الذي اغتسل به فتغتسلين به، فإن كان هو فسوف يذهب ما تعانين منه مباشرة، وإن لم يكن هو فلا بد من الرقية حتى تشفين، وتكون الرقية بحضور أحد محارمك.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله لك التوفيق والسعادة.

www.islamweb.net