هل قول الحقيقة يعتبر من الغيبة في حال السؤال عن الشخص للزواج؟
2020-12-01 00:54:09 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة لا أحب الغيبة، ولكن الشيطان يغويني في بعض الأحيان، لكني لا أخوض في أعراض الناس ولا أستهزأ بأشكالهم، إنما أتكلم عن أفعالهم التي تغضبني، وأعلم أن هذا حرام، وأدعو الله أن يغفر لي.
قبل سنتين ذهبت خالتي لخطبة إحدى الفتيات، وكانت هذه الفتاة زميلتي في الجامعة، ولكن لا أعرفها حق المعرفة ولم أخالطها كثيرا، كانت في الجامعة تصادق شابا وتتحدث معه، وتجلس بجانبه في المحاضرات، مع العلم أنه لا يقربها، وعندما سألتني خالتي عنها وعن أخلاقها، قلت لها: لا أعلم، فقالت خالتي: أن ابنها سأل عن هذه الفتاة وعلم أن أخلاقها ليست جيدة، فعندما سمعت ذلك قلت لخالتي: إنها كانت تصاحب الشباب في الجامعة، فهل ما فعلته حرام؟ وماذا أفعل؟ أرجو الرد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلاً ومرحباً بك
عزيزتي: لقد جعل الله النميمة والغيبة من الكبائر، لما تسبب من ضرر بين أصحاب العقول الصغيرة والنفوس الضعيفة، ولما لها من آثار منها الغدر والنفاق والإفساد بين الناس، والتفريق بين الأهل والأحبة والمخطوبين، وقَطْع أرزاق الناس.
لذلك جاء ذمه في القرآن الكريم والتنديد به في الآيات الكريمة وفي الأحاديث، وقد شبه الله تعالى المغتاب بآكل لحم أخيه ميتاً، فقال جل وعلا في كتابه الحكيم: "أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه"، وأيضاً قال لنا عز وجل:" هماز مشاءٍ بنميم"، فقال ابن كثير في قوله تعالى: "مشاءٍ بنميم"، يعني: الذي يمشي بين الناس، ويحرش بينهم..
هل تعلمين أنّ النميمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر؟!
تمعني معي في حديث رسولنا الصادق الأمين ماذا أخبرنا عندما حين مر بقبرين حيث قال:" إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من البول". متفق عليه. وقوله صلوات عليه من رب البرية:"لا يدخل الجنّة نمّام". رواه البخاري ومسلم.
والشرع يقول: الشهادة أمرها عظيم فإذا كان عنده علم وجب عليه الأداء وحرم عليه الكتمان، وما يشهد إلا بالأمر الواضح، وإلا شهادة الزور من أقبح الكبائر نعوذ بالله، فلا بدّ أن يشهد الإنسان بشيء يعلمه.
وبالنسبة إلى ما ورد في استشارتك حيث ذكرت:" قلت لخالتي أنها كانت تصاحب الشباب في الجامعة" وهذه العيوب، والشهادة التي أدليت بها أمام خالتك تعتبر في محلها في حال كنت متيقنة منها، بشرط أنّ تكون هذه العيوب مما يؤثر على الحياة الزوجية، ولكن إذا كانت الشهادة مبنية على الشك والظن والتخمين، فعليك أنّ تراجعي نفسك فيما أدليت به حتى لا يعتبر كلامك من الغيبة المحرمة، فالمسلم مأمور بستر عيوب أخيه، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة". رواه البخاري.
وللتخلص من عادة النميمة أنصحك بما يلي:
- أن تضعي نفسك مكان أي شخص أو أية فتاة التي تغتابينها، فهل بالله عليك لو علمت أن هنالك فتاة تغتابك وتتكلم فيك بسوء، هل ستكونين راضية ومستريحة؟ من المؤكد ستقولين لا أرضى.
- التخلص من الغيبة والنميمة: ومن الأمور التي تعينك مثل: مجالسة الصالحات، فالصحبة الصالحة هي التي تعينك على عمل الخير، واجتنبي الصحبة التي لا تقيم لأعراض الناس وزناً، وتذكري بأن الغيبة تذهب حسناتك وتمحوها وتحبطها.
- معاقبة وتربية النفس: وذلك من خلال وضع شرط من أجل عدم الوقوع في الغيبة؛ بمعنى أنك كلما اغتبت إنساناً تعاهدين الله عز وجل على أن تتصدقي مثلاً بمبلغ من المال، أو أن تصومي لله يوماً وهكذا.
- تقربي إلى الله عز وجل بالطاعات، وادعي الله أن يرزقك الصحبة الصالحة التي تعينك على الخير، والله مع العبد، وما على العبد إلا تحسين الظن به، ولذلك قال لنا الرحمن: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان..) فكوني متفائلة وواثقة بالله تعالى، وليس أصلح من حلقات تلاوة القرآن الكريم؛ فهي تهذب النفوس.
وفقك الله لما يحب ويرضا.