أشاهد بعض المنكرات في وسائل المواصلات

2020-11-26 01:45:46 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا أركب المواصلات يومياً للذهاب إلى دروسي، وللأسف الشديد المواصلات هذه أحياناً تكون فيها أغاني خليعة، بل يصل الحد إلى تصفيق الشباب معها، وأنا أحياناً أكون مضطرة لركوبها، ويكون فيها أحياناً أكثر من هذا، فيجلس الرجال الأجانب بجانب النساء، ولكن أنا لا أسمح بذلك، وأحياناً أسمح اضطراراياً، ويكون هناك مسافة بيننا، ومن الممكن أن نلتصق ببعض بدون قصد للأسف، بل أحياناً يصل الحد إلى أن يلمس الرجل المرأة قصداً، وهو يتكلم معها، على الرغم أنه ليس بينهم أي علاقة.

يتكلم النساء مع الرجال الأجانب، وبجانب هذا توجد غيبة أحيانا، أنا صراحة قلبي يوجعني كثيراً من هذه المنكرات، وأحياناً أفكر أن أجلس في البيت ولا أخرج للذهاب للدروس، قلبي تشرب هذه المنكرات ولا يستطيع أن ينكر من كثرة رؤيتها، وأنا ضعيفة جداً إيمانياً، ماذا أفعل؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مممم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونسأل الله أن يهديك، ويجعلك سببًا لمن اهتدى، ونحن نفخر بأمثالك الحريصات على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والثبات والهداية.

أسعدنا جدًّا وأعجبنا رفضك لهذه المنكرات، وأفرحنا جدًّا أيضًا حرصك على الابتعاد عن الرجال، ونسأل الله أن يعينك على الخير.

هذا دليل على الخير الذي فيك، فالإسلام دينٌ يُباعد بين النساء والرجال حتى في صفوف الصلاة، فيجعل خير صفوف النساء آخرها لبُعدها عن الرجال، ويجعل شرُّها أولها لقُربها من الرجال، والله يقول: {فاتقوا الله ما استطعتم}، فاجتهدي في البُعد عن الرجال، وكوني دائمًا إلى جوار أخواتك أو زميلاتك أو أمهاتك من النساء، واحرصي دائمًا على أن تشغلي نفسك بذكر الله وطاعته.

الإنسان إذا لم يستطيع أن يُغير المنكر بلسانه فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وفي الرواية الثانية: (وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)، فكُرهك لهذا الشر ورفضك له يدلُّ على أنك لا تزالي في دائرة الطيبين المنكرين لهذه المنكرات، وهذا لا يمنع البحث عن وسائل أخرى للوصول للدراسة، أو لترتيب النفس، أو للاستعانة بأحد الأهل ليكون معك،... يعني: المهم أن المؤمن ينبغي أن يتخذ الاحتياطات وكذلك المؤمنة.

نحن سعداء بأمثالك، وليت البنات وأخواتنا يفكرنَ بهذه الطريقة، إذ انعدمت هذه المنكرات. نسأل الله لك التوفيق، ونسعد بتواصلك المستمر، وزادك الله حرصًا وخيرًا، وهيأ لك البيئة الصالحة، ونحن حقيقة: لا نؤيد فكرة الاستعجال بترك الدراسة، ما دمت أنت ولله الحمد تحافظين على بُعد المسافات، تكرهي المنكرات، تجتهدي في البُعد عن الرجال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُصلح الأحوال، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

www.islamweb.net