كلما أردت فعل شيء ما، أقول لماذا أفعله وأنا سأموت.. ما نصيحتكم؟
2020-11-25 05:30:06 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 17 سنة، أصبت قبل أيام بوسواس يخبرني بأني سأموت قريبا، قرأت كثيرا على حالتي، ولكني لم أرتح، وأنا مداوم على الصلاة، وأقرأ سورة البقرة، وأذكار الصباح والمساء، وفي بعض الأحيان تخف الأعراض، وأحيانا أخرى تأتي.
انصحوني جزاكم الله خيرا، لقد رأيت الكثير من الفيديوهات لأشخاص أحسوا بموتهم وماتوا فعلا، وهذا الشيء يرعبني أصبحت كلما أريد أن أفعل شيئا ما أقول لماذا أفعله، وأنا سأموت، لم أعد كما كنت من قبل، أصبحت كل ما أفكر فيه هو الموت، ومتى سأموت.
علما أني لا أستطيع الذهاب إلى طبيب نفسي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مروان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أخي الكريم، وردا على استشارتك أقول:
اعلم أن الوسواس مصدره الشيطان الرجيم، وهو أكبر عدو للإنسان يريد إغواءه وإفساد حياته، ومع هذا فهو ضعيف جدا لذلك لا يقوى على مواجهة الإنسان من أجل هذا لجأ إلى الكيد عن طريق الوسوسة يقول تعالى: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).
ما منا من أحد إلا ويوسوس له الشيطان حتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوسوس لهم وتعامل الناس مع الوساوس على نوعين الأول: يحتقرها ولا يعيرها أي اهتمام ويقطعها أول ما تأتيه، ولا يتحاور معها أبدا، وهذا الصنف لا تضره تلك الوساوس وينصرف عنه الشيطان ويخنس.
النوع الثاني: يتقبلها ويتحاور معها، فهذا الصنف هو الذي يفترسه الشيطان الرجيم، ولعلك من هذا الصنف تقبلت تلك الوساوس.
كلنا سنموت ولن يخلد أحد في هذه الدنيا، فحين يأتي أجل كل إنسان يموت، ولكن الشيطان يريد أن يفسد حياتك من خلال هذه الخواطر، ويسبب لك الحزن والخوف والهلع، وفي الحقيقة لن يحصل من ذلك شيء يعني لن تموت كما يوسوس لك قريبا، فعليك أن تتخلص من هذه الوساوس من خلال احتقارها وعدم التحاور معها وقطعها فور ورودها، مع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، هكذا أرشدنا نبينا عليه الصلاة والسلام.
حافظ على الصلاة في أوقاتها، وأكثر من تلاوة القرآن الكريم، وحافظ على أذكار اليوم والليلة، فذلك سيعينك على طرد الشيطان الرجيم؛ لأن الشيطان الرجيم يجثم على قلب ابن آدم فإن ذكر الله خنس، وإن غفل وسوس يقول سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما: (الشَّيْطَاْنُ جَاْثِمٌ عَلَىْ قَلْبِ اْبْنِ آدَمَ، فَإِذَاْ ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ، وإِذَا غَفَلَ وَسْوَسَ).
احذر من القراءة عن هذا الموضوع، أو النظر في اليوتيوب؛ لأن الشيطان هو الذي يوسوس لك في هذا كونه لا يريد أن تخرج من هذا الموضوع ويبقيك في دوامة لا نهاية لها.
من حولك من الناس يعيشون حياتهم بشكل اعتيادي، ولا تأتيهم هذه الأفكار الشيطانية كونهم يحتقرون تلك الوساوس ويقطعونها فور ورودها، صحيح أنهم يتذكرون الموت ولكن ليس كهذه الوساوس التي تفسد الحياة.
مارس حياتك بشكل اعتيادي، وقم بأعمالك فإن الذي يعيقك عن العمل هو الشيطان الرجيم بوساوسه، فلا تطعه فالموت لا يعلم متى يأتي للإنسان إلا الله تعالى ألم يقل ربنا في القرآن الكريم: (إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) فبالله عليك من تصدق ربك الكريم الرحيم أم الشيطان الرجيم.
من رحمة الله بعباده أنه أخفى الموت عن عباده حتى لا يقنطهم ولو أن كل إنسان فكر بما تفكر به لتعطلت الحياة تماما.
من أسباب طرد الشيطان الرجيم الأذان، فكلما أتتك هذه الأفكار أذن، ومنها الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، مع النفث عن اليسار ثلاثا.
أكثر من تلاوة القرآن الكريم واستماعه، وحافظ على أذكار اليوم والليلة، فذلك سيعينك على الانتصار على الشيطان الرجيم ووساوسه.
احرص على أذكار الخروج من البيت والدخول فيه، والدخول إلى المسجد والخروج منه، وأذكار الطعام، وأذكار دخول الخلاء، وأذكار النوم، ففي ذلك وقاية من الشيطان الرجيم.
شغل تلاوة سورة البقرة في البيت عبر الهاتف، أو غيره فإن الشيطان لا يدخل البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.
لست بحاجة للذهاب إلى طبيب نفساني إن عملت بما أرشدتك من العلاج السلوكي، فذلك كفيل بطرد تلك الوساوس بإذن الله تعالى.
الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك الشيطان ووساوسه، إنه على كل شيء قدير.