قلبي متعلق بفتاة لا أستطيع الوصول إليها، فما الحل؟

2020-11-24 01:33:30 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا شاب أبلغ من العمر 18 عاما، تعرفت على فتاة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، ولقد تعلق قلبي بها ولم أعد أستطيع فراقها، ولا أستطيع الزواج منها، لأنها تقيم في دولة بعيدة عن بلدي، ولا أملك المال لأسافر وأخطبها.

أعلم أن علاقتي بها محرمة، ولكني لا أستطيع فراقها، وحتى لو حاولت أخشى أن أكسر قلبها، لم أعد أعلم ماذا أفعل؟ لقد تدهورت حالتي النفسية لدرجة كبيرة، وذلك أثر على صحتي وعلى دراستي وعلى علاقتي بأهلي، وأثر ذلك على علاقتي بربي، أصبحت مقصرا بصلاتي وواجباتي، لم أعد أعلم ماذا أفعل؟ أرشدوني أرجوكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الابن- في موقعك، ونشكر لك التواصل، وأرجو أن تكون ممَّن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ونتمنَّى أن يكون في تواصلك مع الموقع قاطع لهذه الأوهام، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يُعمّر قلبك بحبِّه وبحبِّ مَن يُحبُّه سبحانه وتعالى، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

لا شك أن الآثار الخطيرة التي ذكرتها الآن من تدهور حالتك النفسية، وقد أثرت على صحتك وعلى دراستك وعلى علاقتك بربك ثم علاقتك بأهلك، وصلاتك، وكل هذه الأمور؛ هذه بدايات لهذا النفق المظلم، فأرجو أن تتوقف، إنَّ ما تقومُ به قد يُوصلك إلى العشق -والعياذ بالله-، والعشق أسوأ من كل الفواحش، لأنه يُوصل إلى الشرك بالله تبارك وتعالى.

فتعوّذ بالله من شيطانٍ يريد أن يُعلِّقُك بما لا تستطيع الوصول إليه، هذه العلاقة محرمة شرعًا، وغير مقبولة عقلاً، لأنها علاقة بمن لا سبيل لك إلى الوصول إليها، والإسلام لا يرضى بأي علاقة لا تنتهي بالزواج والرباط الشرعي، ولا يقبل بأي علاقة تكون في الخفاء، حتى مَن يريد الزواج ومن يريد الحلال لا بد أن يأتي البيوت من أبوابها، لا بد أن يتواصل مع أولياء الفتاة، وبعد ذلك يأتي التواصل.

أمَّا أن يكون التواصل بمواقع التواصل أو بغيرها سابقا لكلِّ علاقة شرعية ولكلِّ غطاء شرعي؛ فهذا يعني أن الأمر من الخطورة بمكان.

وأرجو أن أشير لك بأن هذا الذي تجده من المرارة عندما تفكّر في فراقها أقلَّ وأضعف وأهون ممَّا ينتظرك إذا استمررت في هذا النفق المظلم، ونؤكد أنك قد تتألم وأنها قد تتألم، لكن هذا الألم لا يُساوي شيئًا إلى جوار الألم الذي يترتَّب على المعصية. ونحب أن نؤكد أن المستقبل أيضًا مخيفٌ للطرفين، فإن أي تواصل بالطريقة المذكورة هو خصم على سعادتك وعلى سعادتها، حتى ولو حصل رباط شرعي بينكما، لأن الحرام خصمٌ على الحلال؛ فلذلك أرجو أن تنتبه.

أمَّا لو ارتبطت بغيرها وارتبطتْ بغيرك فإن العذاب يكونُ مضاعفًا، إذ يصعب على الإنسان أن يعيش بجسده مع إنسان وروحه عند آخر، ونسأل الله أن يجعل قلوبنا عامرة بحبه سبحانه وتعالى، والإنسان في محابِّه ينبغي أن ينطلق من حُبِّه لله، ويتقيَّد بالمنهج الذي أنزله الله، ونسأل الله أن يردّك إلى الحق ردًّا جميلاً.

فتوقف عن الجري وراء السراب مهما كانت النتائج، ومهما كانت الآثار المترتبة عليك أو عليها، فإنها أهون وأخف من مسألة الاستمرار والسير في هذا الطريق الذي لا يُرضي الله.

نسأل الله لك التوفيق والهداية.

www.islamweb.net