بعد أن تم تشخيصي بمرض السكر أصبت بصدمة وحالة نفسية!
2020-11-23 02:22:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أختصر ما أمكن، سامحوني جزاكم الله خيراً.
أولاً: بدأ الأمر عندما تم تشخيصي بسكري النمط الأول، بعدها أصبت بصدمة، وبدأت أبكي بمرارة واكتئاب لذلك، لأني أخاف الحقن، ولكن عندما اكتفشت أن حقنة الأنسولين لا تسبب الألم، وليست الجرعة كبيرة، وليست بذلك السوء الذي كنت أتوقعه ارتحت، وعادت حالتي النفسية كما كانت من قبل، لكن بعد شهر تقريباً بدأت أوسوس بأن ضغطي مرتفع، ودقات قلبي غير عادية، وأصابني ذعر وخوف من مرض مزمن آخر.
كما أتذكر حدثاً صار لي وهو اضطراب في النوم، ولكن بحمد لله اختفى كل شيء، وعدت سليماً مرة أخرى، لكن بعدها بستة أشهر حدث لي طنين في الأذن، وبدأت أوسوس بمرض الضغط مرة أخرى، ودخلت في حالة ذعر وهلع، وبعد بحث مطول في الإنترنيت اكتشفت أني مصاب برهاب المرض.
بدأت عندي أفكار أني مصاب بأمراض نفسية لا تعالج، وتستدعي فقط المهدئات، وأيضا أفكار أنني إذا ذهبت إلى طبيب نفساني سيقول لي: "حالتك سيئة وتأخرت" وسيتم إعطائي دواء لا يمكن الاستغناء عنه طول حياتي.
عندما تتردد علي هذه الأفكار ينتابني خوف وأبكي لبعض الأحيان, والآن صرت أخاف من المرض عموماً حتى ولو كان نفسياً أحس أنه سيدمر حياتي.
لدي المزيد من الأسئلة حول حالتي هذه، هل هي فعلاً بسيطة ومعقدة؟ وهل ستختفي؟ وهل الأدوية النفسية فعالة معي؟ أريد الجواب، جزاكم الله خيراً، أجاهد نفسي ما أمكن لأطرد هذه الأفكار ولكني أجد صعوبة بالغة، وهل الأدوية ستجعلني أنسى هذه الأفكار؟ وهل سأقلع عنها أم هي مزمنة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صلاح الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
طبعًا تشخيص مرض السكر في مثل سِنّك قد يُسبب شيئًا من الانزعاج وعدم القبول في الوهلة الأولى، لكن المؤمن يقبل هذا الأمر كابتلاء، وهو ابتلاء بسيط إن شاء الله جدًّا.
ألاحظ أنك -الحمد لله- بدأت في التواؤم والتكيف مع تشخيص السكر، وتناولت إبر الأنسولين، وأنك متأكد أنك رفعت من مستوى ثقافتك المعرفية حول مرض السكر في مثل عمرك، وأهمية نمط الحياة الذي يجب أن تنتهجه فيما يتعلق بممارسة الرياضة، وتنظيم الأكل، وكل المتطلبات، وأنا متأكد أنك ستعيش حياة طبيعية جدًّا، وبدون أي مشكلة، فاحرص – أخي الكريم – على هذا الأمر، وعلى وجه الخصوص الناحية التثقيفية المتعلقة بمرض السكر.
لا تعطّل حياتك – أخي الكريم – أبدًا، على العكس تمامًا، هذا الذي أتاك من ارتفاع في السكر في هذا العمر يجب أن يكون مُحسِّنًا للدافعية لديك لتجتهد في دراستك، وتكون من المتميزين، وتتخطى هذه العقبة بكل قوة وبكل شكيمة وبكل دافعية إيجابية.
الأفكار التي تُراودك الآن وتُسبب لك الإزعاج هي عبارة عن نوع من قلق المخاوف ذي الطابع الوسواسي، وهو حقيقة أمرٌ بسيط جدًّا، ولم يصل لمرحلة المرض النفسي، هي ظاهرة نفسية مُصاحبة لتشخيص مرض السكر، وكما ذكرتُ لك هذا نسميه بعدم القدرة على التكيف وعدم القدرة على التواؤم، أنت بالفعل تكيفت مع المرض بعد تخوفاتك الأولى وصارتْ الأمور على خير، لكن بعد ذلك ظهرت هذه الأعراض، وهذا ليس مستبعدًا أبدًا.
أهم شيء هو ألَّا تُعطّل حياتك، هذا أكرره لك، مهما كانت هذه الأعراض يجب أن تتجاهلها، يجب أن تُحقّرها، يجب أن تنظم وقتك، وأن تكون متفائلاً، تؤدي صلواتك في وقتها، وتكون بارًّا بوالديك، وترفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل.
بهذه الكيفية -إن شاء الله تعالى- ستؤهل نفسك تأهيلاً صحيحًا لتطوِّرَ من صحتك النفسية، وتتخلص من هذه الأعراض، وحتى نُكمل لك الوصفة العلاجية الصحيحة أقول لك: أنت محتاج لدواء بسيط جدًّا، دواء يُسمَّى تجاريًا (سبرالكس) من أفضل الأدوية المتميزة لعلاج القلق والتوترات والوسوسة، وهو سليم جدًّا، وغير إدماني، وأنت تحتاج له بجرعة صغيرة، ولمدة قصيرة.
السبرالكس يُسمَّى علميًا (استالوبرام)، هناك حبة تحتوي على عشرة مليجرام، وأخرى تحتوي على عشرين مليجرامًا، الحبة ذات العشرة مليجرام ستكون كافية بالنسبة لك، ابدأ في تناول نصفها – أي خمسة مليجرام – يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم تناول حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة مرة أخرى –أي خمسة مليجرام– يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
أنا أعتقد أنك بتناول هذا الدواء البسيط، وغير الإدماني، والسليم؛ زائد تطبيق ما ذكرتُه لك من إرشاد يتعلق بكيفية التواؤم مع مرض السكري، وكيفية إدارة حياتك بصورة إيجابية؛ أعتقد أن صحتك النفسية ستتطور جدًّا وتكون أكثر إيجابية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.