لم لا يستطع أحد أن يحبني رغم شخصيتي المرحة؟
2020-11-18 04:26:43 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا هذه الفترة أحس أني مسحورة أو محسودة.
أحببت شخصاً ولكنه خانني، ولم يحبني، وفي هذه الفترة لما أحب شخصاً لا أتحصل عليه أو يكرهني، أو تحدث بيننا خلافات عديدة!
أنا بنت شخصيتي مرحة ولطيفة ـوالحمد لله- مؤمنة وأصلي وأقرأ القرآن، الحمد لله، لكني أحسست أني مكروهة، مع أن كل من يتحدث إلي يقول: إني مرحة ولطيفة.
الحمد لله هناك من يقول إن لدي القبول، أتمنى منكم مساعدتي، لماذا أي شخص يتحدث معي لا يكمل معي؟ هل أنا مملة حقاً؟ لم لا يستطع أحد أن يحبني رغم شخصيتي المرحة؟
أنا بنت أسعى لفعل الخير، وأسعى لإرضاء ربي، ولكن بعد كل هذا الخير لماذا يأتيني فقط شر؟ ولماذا لم يعوضني الله بإنسان يعوضني عن كل هذه الخيبات المتكررة؟
أرجو المساعدة عاجلاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -أختنا الكريمة- ورداً على استشارتك أقول:
احذري من بناء أي علاقة حب مع شباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فإن ذلك أمر محرم، فإن أكثر من يكون في الطرف الآخر من الشبكة إنما هم من الذئاب البشرية الذين ينصبون شباكهم للفتيات بالكلام المعسول، ويوهمونهن أنهم يرغبون في التعارف والزواج ثم يوقعون البعض في شباكهم وينهشون أعراضهن، ويختفون ويتركونهن يصطلين بنار العار.
هذه الطريقة تورث الهم والحزن والاكتئاب، نتيجة تعلق قلب المرأة المسكينة الرقيقة التي تغرها الكلمة العاطفية، فإن تركت أصيبت بهذا كله.
هذه الطريقة لا يمكن أن تعرف الفتاة بالصفات التي يحملها هذا الشاب أو ذاك، لأنهم غالباً يتزينون بأحسن الصفات، فإن تم الزواج ظهرت صفاته الحقيقية، فحصل ما حصل من المشاكل ومن ثم الطلاق.
دينك يريدك أن تكوني عزيزة مطلوبة لا ذليلة طالبة، فمن أراد الزواج منك فعليه أن يأتي البيت من بابه، لا أن يتسلق السطوح، وينبغي أن تتيقني من توفر الصفات التي ينبغي أن يتصف بها شريك حياتك، وأهمها الدين والخلق، كما أرشدنا نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله: (إِذَا جَاْءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِيْنَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوْهَ إِلَّا تَفْعَلُوْا تَكُنْ فِتْنَةٌ فَيْ الأَرْضِ وَفَسَاْدٌ كَبِيْرُّ).
الدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبداً، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.
احذري من آثار المعاصي والذنوب فإنها تحرم صاحبها من الرزق، ومن ذلك إعراض الخطاب، يقول عليه الصلاة والسلام: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).
لا تزكي نفسك بأنك تفعلين الخير، وأنك تسعين لإرضاء ربك، ولا تمني على الله بذلك، ولا تتسخطي بما يحل بك، فالله لا يجب عليه شيء، وعليك أن تتهمي نفسك وتراجعي أعمالك، فلربما ما يصيبك إنما هو بسبب ما كسبته يداك، كما قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)، وقد ذكرت في الفقرة السابقة أن العبد يحرم الرزق بسبب ذنوبه.
نوصيك أن تتضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة لله، وسلي ربك أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الحياة، وأكثري من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
اعلمي أن الزواج رزق من الله، يسير وفق قضاء الله وقدره، فمتى أتى الوقت الذي قدره الله لزواجك أتى بالشخص الذي اختاره ليكون شريك حياتك، وتيسرت الأمور وسارت بيسر وسهولة.
الزواج لا يأتي بشدة الحرص، ولا يفوت بالترك، فإن أتى وقت الزواج فلن يستطيع أحد أن يقف في الطريق، وإن لم يأت فمهما فعلت فلن يتم الأمر، لأن مشيئة الله هي النافذة وليست مشيئة العبد، قال تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ).
نوصيك أن تجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة ومن ذلك أن تتيسر أمورك كلها يقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
ليس كل شيء يعلق بالسحر أو الحسد بل يجب أن يغلب جانب تقدير الله تعالى ولا بأس أن ترقي نفسك بنفسك صباحا ومساء بما تيسر من القرآن والأدعية المأثورة.
إن كان ولا بد من الرقية عند راق متخصص فابحثوا عن راق أمين ثقة ليستكشف حالتك ولتكن الرقية بحضور أحد المحارم فإن تبين أنك مصابة بالحسد فاستمروا بالرقية حتى يزول بإذن الله تعالى.
عليك بالتضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد وسلي الله تعالى أن يرفع عنك ما تعانين وأكثري من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى أن يذهب عنك ما تجدين وأن يرزقك الزوج الصالح إنه على كل شيء قدير.