زوجتي تبغض أهلي وتسيء عشرتي!

2020-11-18 23:43:45 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

زوجتي تنام فجرا وتستيقظ ظهرا، وأشد ما يحزنني أنها تبغض أهلي.

13 سنة أخرجت أسوأ ما بي، والله الذي لا إله إلا هو لقد نلت جائزة أحسن خلق قبل الزواج، ثم ما لبثت وتحولت إلى إنسان آخر سيئ الخلق معها فقط، ولا نكاد نقترب حتى نتخاصم بسبب كذبها علي دائما.

ثم أتت الطامة الكبرى حيث وجدتها تفشي أسراري لأهلها وأصحابها، وليس ذلك فحسب بل وجدتها تسبني وتسب أهلي مع أهلها وأصدقائها.

أفكرا كثيرا في الزواج من أخرى ويرد الفكرة أولادي، وللأسف إن أهلها متكبرون مثلها، وأحيانا يسيئون لي ولأهلي، ولم أجد منهم النصح لها يوما، على الرغم من مظاهر صلاحهم.

أعيش معها أقل من نصف حياتي، حيث أعمل مهندسا بنظام شهر عمل وشهر إجازة، ورغم ذلك الخلافات لا تنقطع، أصبحت أتجسس عليها فزاد كرهي لها، حيث علمت ما كانت تخفيه من الكبائر.

أرجو النفع بجوابكم.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:

غالبا ما تنشأ هذه الصفات السيئة في الإنسان بسبب ضعف إيمانه، فإن صلة الإيمان بالسلوك، والأخلاق وثيقة جدا، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (لاَ يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلاَ يَشْرَبُ الخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلاَ يَنْتَهِبُ نُهْبَةً، يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ)، والمقصود أنه لا يقع في الذنب في حال كون إيمانه كاملا.

اجتهد في تقوية إيمانها من خلال التوسع في الأعمال الصالحة؛ فإن قوة الإيمان تولد في القلب ما يمنع من الوقوع في المعاصي.

قم بوعظها وتذكيرها بالله سبحانه، وذكرها بتبعات إفشاء أسرار البيت، واستنقاص الزوج عند الآخرين.

سلط عليها النساء الصالحات، واطلب منهن أن يصادقنها وينصحنها على سلوكياتها المنحرفة؛ فإن تأثير النساء بعضهن في بعض كبير، وبصمات الصديق صالحا أو طالحا لا نشك فيها، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (إِنَّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالحِ والجَلِيسِ السّوءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِير، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً)، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)، ويقال في المثل: الصاحب ساحب.

لا تتعجل في اتخاذ أي قرار؛ ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة، كما ورد في الحديث الشريف.

اقترب من زوجتك أكثر وتحاور معها برفق ولين، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع منه إلا شانه، وعليك أن تتعاهدها بالهدايا فإنها توطد العلاقة والمحبة، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (تهادوا تحابوا).

تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتحين أوقات الإجابة، وسل ربك أن يصلح زوجتك، وأن يلهمها الرشد، ويرزقها الاستقامة، ويؤلف بين قلبيكما، وأكثر من دعاء ذي النون: (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

الزم الاستغفار وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

عليك أن تتعاهد نفسك بالتوبة؛ فإن للذنوب آثارا على حياة الإنسان والتوبة تمحو ذلك، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (وإن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه) ومن الرزق الحياة الزوجية الهادئة الطيبة.

لا داعي للتجسس على زوجتك، فذلك باب من أبواب الشيطان الرجيم يتوصل به إلى هدم البيوت.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يلهم زوجتك الرشد ويؤلف بين قلبيكما إنه سميع مجيب.

www.islamweb.net