أرغب بترك تخصص الطب لأنني لا أرى نفسي أهلًا له، ما رأيكم؟
2020-11-17 23:57:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا طالبة طب في السنة الثانية، على بعد خطوات من السنة الثالثة -إن كتب لي الله النجاح-، بعد صدور نتائج البكالوريا وتفوقي اخترت الطب دون تفكير، ولا حتى استخارة خوفاً أن لا أرتاح له.
الآن تأتيني وساوس عديدة أن أترك الطب لمن هو أهل له، فلا أرى أنني أستحقه صدقاً، أضف إلى ذلك أنني مصابة بعين وحسد شديدين، وقد اكتشفت هذا مؤخرا، وأنا ماضية في طريق العلاج.
أشعر بتناقض داخلي، فأحياناً أرى أن الطب لو لم يكن من نصيبي لما كتب لي الله التوفيق في البكالوريا، ثم ما ألبث أن أرى حالي وما آلت إليه نفسي من كره للدراسة، وكسل عنها ونفور منها، وملل وفشل يتبعه فشل، فأقول: هذا ليس إلا من العين والحسد، ولو لم أكن مصابة بذلك لكنت ما كنت في السابق، خاصة بعد أن أرى أنني في أسفل الأسفلين، بعد أن كنت ذات يوم على رأس قوائم الناجحين، ومن كنت أفضل منهم تحصيلاً سبقوني بأشواط -جعلني الله منهم-، فأقول: إن الله يعاقبني لا محالة لأنني لم أستخره، ولم أسأله عما هو خير لي، فأقبلت متجاهلة.
أحياناً أبيت الليل باكية ومتحسرة على نفسي التي كانت قبل البكالوريا، فأقول: هذا الطريق ليس لي، ولو كان كذلك فلِمَ ألقى كل هذا الفشل، ثم أقرر المضي رغم ما أعانيه، فما زلت لا أرى نفسي إلا طبيبة، أنا على هذه الأفكار منذ سنتين، وما زلت بالبكاء كلما حانت فترة الامتحانات.
ما ذا ترون من خلال ما كتبت؟ هل أنا غير سوية نفسيا، أم أنها من وساوس الشيطان، أم أن ما أظنه ربما هو صحيح؟
أفيدوني بنصحكم وتوجيهكم، جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابنتي العزيزة: عدم تفوقك في مجال الطب ليس بالضرورة أن يكون له علاقة بعدم صلاتك لصلاة الاستخارة، فهي سنة، وبالتالي فإن الله لن يعاقبك على ترك السنة.
أما بالنسبة لإصابتك بالحسد، واعتقادك أن هذا هو سبب تراجع مستواك العلمي في الكلية، هذا أمر يتوقف على تشخيص حالتك إذا كانت فعلاً حسدا أم لا، وما يحدد ذلك هي الأعراض التي تظهر على الشخص، فالكثير يظن أنه "محسود" عندما يفشل، أو عندما لا يتزوج، أو عندما تواجهه ظروف صعبة، فترينه يبرر ما يحدث معه على أنه "حسد". أما موضوع هل أنك سوية أم غير سوية نفسياً، فهذا موضوع لا تتم الإجابة عليه إلا بعد تشخيص دقيق من قبل طبيب نفسي.
ابنتي العزيزة: فيما يلي مجموعة من الإرشادات العملية، نتمنى منك اتباعها، للتخلص من مشكلتك:
- أنت الآن قطعتِ شوطاً كبيراً في دراسة الطب، فمن المؤسف أن تتراجعي، والأفضل هو حل مشكلاتك، والسير إلى الأمام والتخرج، فهذا أفضل من الانسحاب أو تغيير التخصص.
- لا تيأسي، انهضي وكوني أكثر تصميماً على النجاح والتفوق، راجعي العوامل التي تؤثر في دراستك، خاصة ما يتعلق (بمكان ووقت الدراسة، ساعات الدراسة، العوامل التي تشوش تفكيرك، رفاق الدراسة، كيفية الدراسة فيما يتعلق بالتلخيص والمتابعة والتذكر).
- اعلمي أن الخاسر الوحيد هو أنت في حال استسلمت لكل ما يجري، فحاولي أن لا تؤثر الظروف التي تمرين بها على دراستك ونجاحك، وثقي أن النجاح والتفوق هما مصدران مهمان للثقة بالنفس والتخلص من مشاعر الإحباط التي تشعرين بها.
- لا تؤجلي الدراسة والواجبات، بل أنجزي كل ما هو مطلوب منك، فهذا سيثير فيك الالتزام والرغبة في التعلم.
- صممي برنامجاً لدراستك، يتضمن الأيام، وساعات الدراسة، وساعات الفراغ والترويح عن النفس.
- صممي قوائم تُبين مدى الإنجاز أثناء الدراسة بحيث يتم تثبيت الوحدات أو الصفحات المُنجزة لكل مادة.
- الانتهاء من الدراسة أولاً ثم ممارسة الهوايات المفضّلة، وقراءة المادة الدراسية بإتقان وتركيز، ومراجعتها جيداً.
- اختاري بعض الزميلات الفاضلات وراجعي معهن المادة العلمية، فهذا سوف يشجعك ويوجد فيك حب التنافس.
- مارسي الرياضة التي تحبينها وخصصي لذلك وقتا محددا ضمن الجدول اليومي.
- قللي من استخدام جميع مشتتات الذهن، وأهمها: (الهاتف الذكي وما يتضمنه من برامج تواصل اجتماعي، وغيرها).
وفقك الله لما يحبه ويرضاه.