بعد عقد القران تغير زوجي عليّ وأصبح يراني بشعة، فماذا أفعل؟

2020-11-11 05:00:55 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا فتاه تقدم لخطبتي شاب منذ شهر ونصف، واستخرت أكثر من مرة، وهو كذلك، وجلسنا قبل عقد القران 4 مرات وتعرفنا على بعض، وكان أيضا هناك تواصل على الهاتف، وكل ذلك بعلم الأهل.

اتفقنا على عقد القران، وكان سعيدا جدا بخطبته لي، ثم بعد عقد القران أصبح يشعر بنفور وكره تجاهي، وأصبح يراني بشعة.

طلبت الطلاق بعد أسبوع إلا أنه رفض، وطلب فرصة ووافقت، ذهب عنه هذا الشعور وأصبح يراني جميلة ولا ينفر مني، وذهبنا لراق شرعي، قال إنه لا يوجد به شيء، إلا أن المشكلة تأتيه بعض الأوقات، فيشعر بضيق وعدم راحة، ولا يشعر بالسعادة أبدا، ومعنوياته منخفضة جدا.

عندما يزورني يكون سعيد جدا، ويحبني ويسمعني كلاما جميلا، لكن بمجرد أن يخرج من منزلي ويذهب لمنزله أو عمله يعود لحالته، ويقول لي: اصبري علي.

هو إنسان ملتزم ويخاف الله، ويقول إنه يشعر بأنه يمر بصدمة نفسية، فقلت له: أريد الانفصال، إلا أنه لا يريد أن نتسرع، وهو متمسك بي، ويريد أن نعطي لأنفسنا فرصة.

أشعر أنني تعبت من هذا الوضع، وأريد أن يعود لوضعه الطبيعي، ويذهب منه هذا الشعور والضيق، ولا أعلم ماذا أفعل؟

هو يرفض الانفصال ومتمسك بي، ولكن لا توجد سعادة بيننا، بالرغم من الاستخارة، ثم تيسير الأمور حتى تم العقد بسهولة، وللعلم هو لا يعاني من أي أمراض نفسية أو جسدية أو روحية.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:

قد تكون هنالك أسباب هي التي تجعله يشعر بهذا الشعور، ومن ذلك شعوره بعدم القدرة على تحمل التبعات كفتح بيت ونفقة، ويشعر أن الزواج سيستنزف ما عنده من المال، ولا يقدر على توفير شيء من المال، فمثل هذا الشعور قد ينتاب البعض، والسبب هو حب المال الزائد وإن كانت عنده الرغبة في الزواج، لكنه حين يشعر أنه هو وحده المسئول عن النفقة يتسبب ذلك في النفور من الطرف الآخر وبغضه.

من الأسباب أن البعض حين يكون عند زوجته فلا يرى غيرها، فيطمئن إلى النظر إليها وسماع كلامها فيشعر بسعادة، فإذا خرج من عندها وأطلق نظره في وجوه النساء فيبدأ بالمقارنة في كل شيء، ومن هنا يبدأ النفور والكره، كونه يرى أنه لم يوفق، ولكنه يستحيي أن يبوح بما في نفسه، ولذلك يجاهد نفسه على تقبل الوضع، ويطلب المزيد من الوقت للتأقلم، هذا قد يكون من جملة الاحتمالات بغض النظر عن قوته أو ضعفه.

نوصي زوجك بأن يجتهد في تقوية إيمانه من خلال كثرة العمل الصالح، فهذا هو السبيل لجلب الحياة الطيبة كما قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

طالما وقد تم عقد القران فاجتهدي أن تقتربي منه أكثر من الناحية الروحية، فابتدئيه بالكلام العاطفي وأشبعي رغبته في هذا الجانب، وتجملي له لكن احذري أن يتمادى فيحصل دخول قبل الزفاف، وحين زيارته لك لا تغلقوا باب المكان الذي تجلسون فيه.

أرسلي له الرسائل العاطفية، وانتقي أحسن الكلام فلعل ذلك يخفف ما في نفسه.

لا بد أن يكون ثمة سبب لهذا النفور، ولكنه يخفيه ومن خلال كلامك والتباحث معه قد يتفوه بشيء من ذلك، وأنصح بأن تبحثوا عن راق آخر يكون أمينا موثوقا ليستكشف حاله، فإن تبين أنه لا يعاني من شيء فقد يكون بحاجة إلى زيارة طبيب نفساني لكن زيارة الطبيب تكون في آخر المراحل إن لم يذهب عنه ما يجد.

نوصيكما أن ترقيا نفسيكما صباحا ومساء بما تيسر من القرآن والأدعية المأثورة ثم النفث في الكفين ومسح ما تيسر من الجسد، نوصيكما أيضا أن تحافظا على أذكار اليوم والليلة، ففي ذلك حرز ووقاية من شر كل ذي شر.

تلاوة القرآن واستماعه يجلب للقلب الطمأنينة كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)، فالزما الاستغفار، وأكثرا من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

عليكما بالتضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى أثناء السجود مع تحين أوقات الإجابة، وأن تسألا الله تعالى أن يؤلف بين القلوب وأن يذهب هذا الشعور وأكثرا من دعاء ذي النون: (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

لست أدري إن كان هنالك من أسرته من عانى أو يعاني من نفس هذا الشعور، فهذا يحتاج إلى دراسة في تاريخ الأسرة من الناحية النفسية، ولا تتعجلي في طلب الطلاق، وتأنوا في أمر الزفاف وليكن حين تطمئني أن ذلك الشعور قد زال منه ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة.

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى أن يؤلف بين قلبيكما وأن يوفقكما في حياتكما إنه سميع مجيب.

www.islamweb.net