لدينا طفل بعمر ثلاث سنوات لا ينطق جملة مفيدة.
2020-11-09 00:33:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي طفل أتم 3 سنوات, لا ينطق جملاً مؤلفة من كلمتين, ولا ينظر إلينا عندما نناديه في بعض الأحيان!
علماً بأنه يسمع بشكل جيد، فعندما نناديه من أجل شيء يهمه ينظر إلينا ويأتي, يلفظ الكلمات، ويعدد الأرقام لل 10 بالعربي وبالإنجليزي، والأحرف كلها باللغتين، ولكن لديه أخطاء في النطق، فبعض الكلمات يعطيها لفظاً خاصاً به.
لديه أحياناً سلوك قهري بالكلام، فمثلاً عندما يشاهد الألوان يقول اللون وينظر إلينا لتأكيد الكلمة، ويبقى يعيدها حتى نقولها وراءه، وأحياناً يغضب إذا لم تتم إجابته, أحياناً يغمض عينيه ويدور ويستمتع بالدوران, عصبي وأحياناً عندما يغضب جداً يرمي بنفسه على الأرض, لديه أخت بعمر سنة و3 أشهر, يتعامل معها بلطف ويقبلها ولا يؤذيها, لا يخاف من الأصوات ويقلد أصوات الحيوانات, يحفظ أسماء الكثير من الحيوانات والأشياء, يدخل إلى الحمام بمفرده ويقضي حاجته بنفسه, يقلدني بحركات الصلاة, ويتصل بالعين بشكل ممتاز, يفهم المشاعر فعندما نمثل عليه البكاء يبكي ويحزن, ويخاف إذا كسر شيئاً ما.
إنه كثير الحركة والنشاط واللعب، واكتشاف الأشياء إلى درجة الأذى, يحب الطعام والفاكهة والحلوى, لا يعترض على حضنه أو ملامسته بل بالعكس يحب أن يحضن ويتم تقبيله, صحته وأعضاؤه جيدة، والحمد لله.
علماً أننا في بلد عربي ولا يوجد أقرباء والأصدقاء قليلون جداً، والاحتكاك بالعالم الخارجي قليل جداً، والخروج من البيت قليل, وضعناه بروضة مع أطفال بعمر 4 سنوات، وكان سعيداً جداً، ولكن بعد 10 أيام تم حظر المدارس بسبب كورونا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى أن يحفظ هذا الابن ويجعله وأخته قرة عينٍ لكما.
لا أدري ما الذي يجعلك – أخي الكريم – تفكّر في التوحّد أو الذواتية؟! فهذا الابن بفضلٍ من الله تعالى ليس به أي سمة من سمات التوحد، من الناحية الوجدانية، وحتى من الناحية اللغوية، ومن الناحية الاجتماعية، أراه متفاعلاً جدًّا، وبالنسبة للنطق والكلام أيضًا يُناسب عمره جدًّا، فالذكور غالبًا ليسوا بنفس الطلاقة أو التكوين والمخزون اللغوي مقارنة بالبنات، قد يكون هنالك بعض التأخُّر البسيط.
بالنسبة لموضوع التفاعلات الاجتماعية البيئية: لا أستطيع أن أقول أنه محروم، أنا متأكد أنكم في البيت يمكن أن تلاعبوه، بعض البرامج التلفزيونية، اللعب العادية، فلا نستطيع أن نقول أن هنالك حرمانا، نعم هنالك فروق مقدرة، وأن الطفل لم يستطيع أن يكون مع الأطفال في الروضة نسبةً للسبب المعروف، وهو جائحة الكورونا، فلا تحس – يا أخي – بالذنب أبدًا، أنك قد حرمت طفلك من شيء، لا، هذا أمرٌ أصاب العالم كله، وإن شاء الله هذه فترة مؤقتة وتنفرج الأمور تمامًا.
أنا أرى بكل المقاسات أن هذا الطفل طفل عادي جدًّا، الطفل طبيعي جدًّا، ومستواه الارتقائي وما يقوم به وكيفية تفاعله الوجداني وحتى اللفظي يتناسب تمامًا مع عمره، وقد أعجبني كثيرًا أنه يعامل أخته بلطف، هذا أمرٌ جيد، لم تُبنى لديه غَيْرَة أو شيء من هذا القبيل.
الطفل طبيعي، وأسأل الله تعالى أن يحفظه، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.