لا أثبت على مبدأ في التصرفات والسلوكيات أبدا، فما الحل؟
2020-11-03 02:39:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 23 سنة، متناقض جدا، فتارة مؤمن تقي وأخرى أبعد ما أكون عن الإيمان، مرة أنهض لصلاة الفجر في المسجد، ومرة لا أصلي حتى أستيقظ من النوم، ومرة أقرأ البقرة كاملة في اليوم، ومرة لا أقرأ حتى آية، مرة أبتعد عن ذنوب معينة، ومرة أتعمد فعلها في اليوم أكثر من مرة، مرة أواظب على الأذكار، ومرة لا أقرأ ولا ذكر، ومرة أذاكر لساعات طوال، ومرة لا أستطيع حتى لدقيقة، ومرة أنصح المقصرين ومرة أكون معهم، وكل هذا يتكرر معي بشكل أسبوعي، فتراني أفعل كل هذا في أسبوع، لا أستطيع الثبات على حالة واحدة لمدة شهر، ناهيك عن العمر كله.
أتمنى منكم المساعدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي العزيز: إذا كنت تشعر بوجود تناقض كبير في شخصيتك ولا تستطيع السيطرة عليه، وتشعر أنه يحدث رغماً عنك، فأنت في الأغلب تعاني من اضطراب الهوية الانفصالي، هذا الاضطراب المعروف سابقًا باضطراب الشخصية المتعدد،والذي يتصف بتحول الشخص بين الهويات البديلة، فقد يشعر بوجود شخصين أو أكثر يتحدثون أو يعيشون داخل عقله، وقد يشعر وكأنه خاضع لتأثير هويات أخرى، وتوجد اختلافات أيضًا في درجة الألفة بين كل هوية وأخرى.
وتتشكل هذه الاضطرابات في معظم الأحيان في الأشخاص الذين تعرضوا للاعتداء البدني أو الجنسي أو العاطفي، أو بشكل أقل في البيئة المنزلية المخيفة، أو التي لا يمكن التنبؤ بها على نحو مبالغ فيه، يمكن أيضًا للضغط النفسي الذي تسببه الحرب أو الكوارث الطبيعية أن تؤدي إلى هذه الاضطرابات.
وفيما يلي مجموعة من المؤشرات التي قد تدل بشكل أولي أنك قد تكون تعاني من مشكلة، وإذا انطبقت عليك، فلا بد من مراجعة طبيب نفسي لمزيد من التشخيص:
- أنت تُبدي، أو يلاحظ الآخرون، اثنتين أو أكثر من الهويات أو الشخصيات المميزة، وتكون لكل شخصية نمطها الخاص لإدراك ذاتها والعالم، وإقامة صلة معهما، والتفكير فيهما.
- لديك فجوات متكررة في الذاكرة فيما يخص الأحداث اليومية، والمهارات، والمعلومات الشخصية الهامة والأحداث الصادمة التي يبلغ من اتساعها أن يصعب تفسيرها بالنسيان المعتاد.
- ليست أعراضك جزءًا من ممارسة ثقافية أو دينية مقبولة على نطاق واسع.
\
- ليست أعراضك بسبب الخمر أو غير ذلك من العقاقير، أو بسبب حالة طبية.
- تسبب لك أعراضك الكثير من الضغوط أو المشكلات في علاقاتك أو العمل أو في مناحٍ أخرى من حياتك.
أما إذا كنت تشعر أن حالتك ليست بهذا السوء، فإنني أنصحك بما يلي:
\
- تغيير الأشياء اليومية التي تتعامل معها من أشخاص، وأحداث، وأماكن، تلك الأشياء التي تجعلك تذهب نحو الشخصية السلبية، وابحث عن الأشياء الإيجابية وتعامل معها.
- ابحث عن أي مثيرات تجعلك منساقا إلى اتجاه محدد، أقصى الالتزام أو أقصى الانفلات أو السلبية، وبعد تحديد تلك المثيرات، يمكنك تحديد نقطة تواجدك بين الاتجاهين، وإلى أين أنت أقرب.
- لا تكن متطرفاً بتوجهك نحو الاتجاه السلبي أو نحو الاتجاه الإيجابي، فإذا كنت تعتقد أن قراءة سورة البقرة تمثل الجانب الايجابي، اعلم أيضاً أن قراءة جزء من القرآن يعتبر إيجابياً أيضاً، بمعنى: لا تعتقد أن الإيجابية تكون بالفكر المنحاز نحو اتجاه ما، فالوسطية مطلوبة لكي تشعر أن الدين والالتزام بتعاليمه أمر يمكنك القيام به بيسر وسهولة وعدم فتور الهمة، وعلى النقيض، إذا نظرت إلى أن الالتزام الديني والاجتماعي أمران يرهقانك، فهذا بالطبع سوف يجعلك تتجه نحو الأسهل وهو عدم الالتزام، أو التخلي عن تلك المبادئ والمُثل التي تقيد شخصيتك.
- كن مقتنعاً ومؤمناُ بما تقوم به من عبادات وتقرب من الله، فالعبادات الدينية تحتاج إلى أن تؤدى بقناعة وإيمان، واعلم أن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ كما في الحديث:" أحب الأعمال إلى الله أدومها، وإن قل". رواه البخاري ومسلم. لذا عليك مجاهدة النفس لتصبح أقرب إلى الإيجابية منك إلى السلبية.
- عليك الاعتناء بالدعاء أوقات الإجابة، والاستعاذة بالله من كل شر، ومن الأدعية المأثورة في هذا المجال قوله صلى الله عليه وسلم: "قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثاً تكفيك من كل شيء". رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع، فعليك بكثرة اللجوء إلى الله، واستغفاره وسُؤاله الثبات حتى الممات، كما أُوصيك بالبعد عن المحرمات.
غفر الله ذنبك، ويسرَّ أمرك.