أصابتني نوبة هلع في بداية كورونا!
2020-11-03 02:13:30 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر القائمين على هذا الموقع الرائع، وعلى جهودهم في خدمة الحائرين في أمورهم.
بدأت حالتي في بداية فترة كورونا، كنت حينها في البيت ولا أعرف ماذا حصل لي؟ أصابتني نوبة هلع دون سابق إنذار، زادت دقات قلبي وشعرت بأنني سأفقد عقلي، ودخلت في موجة من الذكريات السيئة، وشعرت بأنني إنسان غير طبيعي وغير سوي، ولا أستحق أن أعيش أو أن أرتبط وأتزوج، وشعرت بأن جميع أصدقائي غرباء عني.
علما بأنني إنسان محافظ وملتزم بعض الشيء، والجميع يشهد لي بأخلاقي وحسن سمعتي، لكنني لا أعرف كيف حصل هذا، ثم بعدها بفترة أصبحت تصيبني حين أكون في رحلة مبيت بالخارج مع أصدقائي حتى كرهت المبيت في الخارج.
ثم هدأت حالتي بعدها، ولكن بقيت تأتيني في بعض الأحيان أفكار بأنني غير طبيعي، وبأنني سأفقد عقلي، وأنني إنسان ضعيف لا يقوى على عمل شيء.
ذهبت بعدها إلى دكتور نفسي، وكانت أول مرة في حياتي أقصد مكانا مثل ذلك، ترددت في البداية، ولكن قلت: إن كانت مشكلتي نفسية فأريد لها العلاج، دخلت إلى الدكتور وشرحت له حالتي، فوصف لي دواء cipralex حبة كل يوم لمدة 6 أشهر، ودواء أنافرونيل 25 حبة في المساء لمدة 3 أشهر.
سؤالي هو: ما تأثير هذه الأدوية بعد التوقف عنها؟ لأنني أخشى التعود عليها مدى الحياة.
وسؤالي الثاني هو: أنا خجول بعض الشيء، خاصة في مقابلة الناس الجدد، فقرأت بأن Cipralex يقضي على هذا الرهاب إذا زدت الجرعة 20 ملج في اليوم، هل يجب الالتزم في موعد الدواء في ساعة معينة أم لا؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في دراسة أصدرتها هيئة الصحة العالمية في زمن جائحة الكورونا، والأمراض النفسية الأكثر حدوثًا مع جائحة الكورونا، جاء اضطراب الهلع رقم واحد، وبعده الوسواس القهري، وبعده أعراض القلق والتوتر مشتركةً، ولذلك موضوع الكورونا هو السبب الرئيسي -أخي الكريم- بإصابتك بنوبات الهلع، ومن ثمّ أصبحت اضطرابًا للهلع، وبه أعراض قلق وتوتر.
وحسنًا فعلت بذهابك للطبيب النفسي، الطبيب النفسي مثله مثل أي طبيب يقصده الناس عندما تكون عندهم مشاكل نفسية، وليس هناك عيب في ذلك، وليس في ذلك منقصة، والحمد لله أنك قررت أن تذهب في النهاية، وأعطاك الطبيب فعلاً العلاج المناسب.
السبرالكس علاج فعّال جدًّا لنوبات الهلع والقلق المصاحب لها، والذي تشعر به من أعراض غُربة وتوتر وعدم الخروج من البيت، كل هذه يُعالجها السبرالكس بإذن الله، و (أنفرانيل) من فصيلة أخرى، والطبيب صرفه لزيادة فعالية العلاج، وفعلاً السبرالكس أيضًا يُعالج الرهاب الاجتماعي -لحسن الحظ- فسوف يُساعدك في موضوع الرهاب الاجتماعي، كما أنه يُعالج اضطراب الهلع والقلق الذي حصل لك.
والشيء الأخير: العلاج تأخذه مرة واحدة في اليوم، والسبرالكس يُستحسن أن تأخذه في النهار بعد الإفطار، والأنفرانيل يستحسن أن تأخذه ليلاً، وبعد ذلك عليك الالتزام بهذا الزمن، يعني تأخذ الدواء في نفس الزمن تقريبًا بصورة تقريبية، ولا يجب أن يكون ذلك بالدقيقة والثانية، ولكن بصورة تقريبية، مثلاً المطلوب ألَّا تُغير تناوله من الليل إلى النهار، مثلاً تتناوله يوما في الصباح ويوما آخر تأخذه ليلاً، لا، الالتزام بتناول الدواء في وقته يوميًا، مثلاً: في الصباح تناول السبرالكس بعد الإفطار، وفي الليل تناول الأنفرانيل قبل النوم.
وفقك الله وسدد خطاك.