معاناتي من القلق والتوتر قديمة، أفيدوني بنصحكم.

2020-10-29 03:53:35 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الإخوة الفضلاء، يعجز اللسان عن شكر هذا المجهود الذي تبذلونه، شكر الله لكم وأثابكم.

أنا شاب عمري 30 سنة، منذ 15 عشر سنة وأنا أعاني من الاكتئاب والتوتر والقلق، في البداية كنت أتحمل، لكن في الآونة الأخيرة لم أعد أتحمل، مما دفعني إلى زيارة الطبيب، فقصصت عليه معاناتي من قلة النوم والتوتر والقلق، وعدم القدرة على تحمل الكلام الذي يسيء لي من طرف الناس، مما يجعلني أبدي رد الفعل الغير لائق أحيانا، خصوصا في الأيام الأخيرة، فوصف لي دواء سيلونترا 10 ملغ حبة ونصف ليلا، ودواء سوليان 50 ملغ نصف حبة ليلا.

تناولت هذا الدواء لمدة خمسة أيام، فأحسست ببعض الأعراض مع عدم النوم، مما دفعني إلى العودة إليه، فما كان رده إلا أن قال لي الأعراض ستزول مع مرور الوقت، وبدلا من أن تأخذ نصف حبة من سوليان خذ حبة واحدة، ويكون خيرا -إن شاء الله-، ومن اليوم الخامس من بداية الدواء إلى اليوم الثالث عشر وأنا أتناول حبة ونصف من سيلونترا، وحبة من سوليان، ولكن لا زلت لا أنام جيدا، وأفقد الشهية شيئا ما.

السؤال: هل سيتحسن حالي مع مرور الوقت؟ علما أنني ابتدأت منذ أسبوعين، وهل هذا الدواء جيد بما فيه الكفاية؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على الثقة في هذا الموقع.

الذي يظهر لي أنك ظللت تعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة من القلق الاكتئابي، وأعتقد أن أهم علاج بالنسبة لك سوف يكون أن تُغيّر نمط حياتك، أن تجعله نمطًا إيجابيًّا، وأول الأمور المطلوبة هو أن تبحث عن عمل، العمل فيه تأهيل كبير للإنسان من الناحية النفسية والاجتماعية والمعنوية، وقطعًا القيمة الاقتصادية.

فيا أخي الكريم: قيمة الإنسان في العمل بالنسبة للرجل، فأرجو أن تبحث، وإن شاء الله تجد أي عمل مناسب وتبدأ فيه.

الأمر الثاني هو: أن تكون لك أهداف في هذه الحياة، تكون لك آمال، تكون لك طموحات، تكون لك برامج تُطبِّقها لتوصلك إلى غاياتك، والمجال مفتوح لأن يكون الإنسان برامج حياة، يمكن ذلك أن يكون عن طريق العمل، عن طريق تعليم إضافي، عن طريق حفظ القرآن أو أجزاء منه، الانخراط في عمل خيري، هذه كلها تُعتبر برامج حياتية مهمَّة جدًّا، من خلالها يشعر الإنسان أنه بالفعل نافع لنفسه ولغيره، وهذه أكبر نفسية يُقدِّمها الإنسان لنفسه، فأرجو أن تحرص على ذلك.

النقطة الثالثة هي: القيام بالواجبات الاجتماعية، هنالك واجبات اجتماعية حتمية في مجتمعاتنا بفضل الله تعالى: المشاركة في الأفراح، المشاركة في الأتراح، تقديم واجبات العزاء، المشي في الجنائز، زيارة المرضى، صلة الأرحام، تكوين مجموعة من الأصدقاء المتميزين والترفيه معهم، الصلاة مع الجماعة، هذه كلها طاقات اجتماعية ذات قيمة نفسية كبيرة جدًّا، ولا تستعجل التغيير، أنت ابدأ في نمط الحياة، هذا الذي أقوله لك.

تنظيم الوقت أيضًا نقطة مهمّة جدًّا، والذي يُدير وقته بصورة صحيحة يُدير حياته، الرياضة الآن اتضح أنها ذات قيمة عالية جدًّا، تشرح النفوس، وتقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام، الرياضة تُساعد كثيرًا في إفراز المواد الدماغية الناقصة التي يُعتقد أنها هي التي تؤدي إلى الاكتئاب والتوتر، فهذه هي العلاجات الأساسية والمهمة جدًّا.

بالنسبة لاضطراب النوم: طبعًا ناتج من القلق، وعسر المزاج، وربما يكون أيضًا صحتك النومية غير منتظمة من خلال تناول الشاي والقهوة في الأمسيات، والنوم النهاري، هذه كلها قد تضرُّ، فلا تنوم نهارًا أبدًا، لا تتناول الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة، وثبت وقت الفراش، وقت النوم ليلاً، لا تسهر؛ لأن الإنسان حين ينام مبكّرًا هذا يؤدي إلى ترميم كبير في خلايا الدماغ، يستيقظ نشطًا، يصلي الفجر، ويبدأ يومه وحياته؛ لأن البكور فيه خير كبير، وهو وقت الاطمئنان، وهو وقت الإنتاج، وهو وقت التركيز، وكل الذين نجحوا كانوا دائمًا يستفيدون من الصباح، هذا أمرٌ مؤكد.

لتحسين نومك -كما ذكرت لك- مارس الرياضة، لا تنم نهارًا، لا تتناول الشاي أو القهوة بعد الساعة السادسة مساء، وثبت وقت النوم، وكذلك عليك بالأذكار مهمّة جدًّا.

الأدوية التي كتبها لك الطبيب أدوية ممتازة، (سيلونترا) دواء ممتاز، لكنّه لا يُحسّن النوم، تناوله صباحًا، ويمكن أن تتناول (سوليان) مساءً، وبعد أن تُطبق التغيرات السلوكية التي ذكرتها لك أعتقد أن نومك سوف يتحسّن، هذا أفضل من تناول المنومات، وهي كثيرة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على ثقتك في استشارات الشبكة الإسلامية.

www.islamweb.net