ابنتي تستيقظ بالليل وتضحك بدون سبب، ما تفسير ذلك؟
2020-10-29 02:27:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
ابنتي تبلغ من العمر سنتين ونصفا، كانت طبيعية ولا تعاني من أي شيء، تتكلم وتلعب بشكل طبيعي، كثيرة الحركة واللعب، تستطيع العد من واحد إلى عشرة بالعربي والإنكليزي، وتعرف بعض الأرقام والحيوانات والألوان.
منذ فترة اشترينا قطة منزلية وبقيت عندنا حوالي 10 أيام، ولكنها بدأت تضربها بغير قصد، تريد أن تلعب معها ولكنها تؤذيها، لذلك تقوم القطة بالعض أو الخرمشة، تخلصنا من القطة، بعدها بدأت تدور في البيت تحاول البحث عنها، وتسأل عنها وتقول القطة خافت مني وذهبت.
استمر الموضوع حوالي شهر، منذ فترة أصبحت تستيقظ بالليل وتضحك بدون سبب، وعندما نكلمها أنا ووالدتها نشعر أنها ما زالت نائمة، وتبقى على هذه الحالة لمدة ساعة أو أكثر، عندما أقول لها شيئا تحبه مثل: "تروحين مشوارًا"؟ تستجيب فورا ونخرج وتكون طبيعية، تفتح الباب وحدها ونخرج.
عرضتها على طبيب أطفال وكان جوابه: أنها لا تعاني من شيء، وأعطاني دواء (فيتامين + قطرة أنفية + دواء يساعدها على النوم)، حاليا استفادت من الدواء، وأصبحت لا تستيقظ في الليل، ولا تضحك دون سبب.
بدأت أخاف جدا، وأركز بكل حركة تعملها البنت، وأحس أنها ليست طبيعية، مثلا إذا أرادت شيئًا تبقى تردد اسمه إلى أن نعطيها إياه، استجابتها لكلامي وكلام أمها لم تعد جيدة، نناديها عدة مرات ولا ترد.
أرجو إفادتي عن وضع ابنتي، هل يجب أخذها لطبيب نفسي، أم أن وضعها طبيعي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى أن يحفظ هذه البُنيّة.
أخي: أنا أعتقد أن حادثة القطة، وأن الابنة قد ارتبطت بها وبعد ذلك حدث هذا الفراق الكبير الذي بالطبع أدَّى إلى نوع من قلق الفراق بالنسبة للطفلة، وأصبح يُعبَّر عنه بالاستيقاظ الليلي، وتكون الطفلة منهمكة في خيالات تتعلَّق بالطفولة، وتبدأ في الضحك.
فأنا أرى أن هذا تفاعل وجداني ناتج من الحدث الكبير جدًّا في حياة الطفلة، وهو الألفة على القطة، والقط حيوان حركي جدًّا في نظر الأطفال، فالفقد كان كبيرًا بالنسبة لها، لكن هذه الأمور -إن شاء الله- ترجع تدريجيًا، طبيب الأطفال طمأنكم على الطفلة وأنها طبيعية، وهذا يجب أن يكون مصدر طمأنينة كبيرة بالنسبة لكم.
أفضل شيء لهذه الطفلة أن تُلاعب أطفالًا في عمرها إن كان ذلك ممكنًا، أو أطفالًا حتى عمر أربع سنوات، وفي ذات الوقت حاولوا أن تُلاعبوها عن طريق الألعاب المُسلّية، والخروج معها مثلاً في الحدائق، نعطيها فرصة أن تجري وتمرح.
والطفلة طبيعية جدًّا من وجهة نظري، فلا تتخوف عليها، ولا أرى أن هنالك حاجة لطبيب نفسي أو شيء من هذا القبيل، -ما شاء الله- مستواها وذكاؤها ممتاز، التطور الطبيعي لديها أيضًا ممتاز، ومرَّتْ بكل الحركات والمراحل الارتقائية التي تُناسب عمرها.
عدم استجابتها للنداءات -كما كان سابقًا- هو شيء من الاحتجاج، أو شيء من لفت الانتباه، أو شيء من العناد البسيط، وهذا يحدث، فلا تنزعجوا أبدًا، وحاولوا دائمًا أن تُعزِّزوا السلوكيات الإيجابية عندها، هذا أفضل من الانتقاد.
ذكرت أن الطبيب أعطاها الفيتامينات وقطرة أنفية ودواء يُساعدها على النوم، غالبًا الدواء الذي يُساعدها على النوم يكون أحد مضادات الهيستامين؛ لأن المنومات في الأطفال لا تُستعمل أبدًا، وأنا أثق تمامًا أن الأخ الطبيب راعى سلامة الطفلة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.