شفيت من الهلع، ولكن أصابتني حالة مخيفة قبل الامتحانات، ما تفسير ذلك؟
2020-10-29 01:38:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أشكركم على موقعكم الرائع والممتاز، والذي يعمل على طمأنة الناس.
كانت لي رغبة منذ مدة بطلب استشارة، لكن شاء الله أن تحسنت حالتي ولم أعد طلبها.
فقد عانيت من هجمات الهلع لمدة ثلاثة أشهر، ووساوس بمختلف أنواعها: وسواس موت وعقيدة ومستقبل، لكنني تغلبت عليها -بفضل الله-.
السبب الرئيسي في هذه الهجمات هو القلق المستمر، فخلال الدراسة كنت أعاني من حرقة شديدة، وشعور بالغثيان في الصباح، استمرت الأعراض لمدة طويلة حتى تحولت لهجمة، ظننت في الاول أنها نهايتي، وبعد ظهور هذا الوباء والخوف منه شعرت بآلام برقبتي وصدري، ظننت أنني مصاب بالكورونا.
بعدها تعلمت كل شيء حول هذه النوبات، وتغلبت عليها، لمدة أربعة أشهر كاملة لم تأتني، ولإزالة الشك ذهبت لطبيب القلب فطمأنني بأنني بصحة جيدة، بعدها بدأت تأتيني ضربات هاربة في قلبي فأخاف كلما شعرت بها، ثم علمت بأنها ناتجة عن إجهاد نفسي أو جسدي.
غير أن مشكلتي الآن تتمثل في ما حصل لي قبل امتحان البكالوريا، فقد ذاكرت كثيرا له إلا أنني أتفاجأ بتسارع في دقات قلبي قبل الامتحان بيوم، ظننت أنها نوبة هلع بسيطة، لكن الأمر استمر وتحول لقلق شديد جدا، حتى أنني لم أستطع المذاكرة ذلك اليوم.
في اليوم الذي يليه استمر الشعور بغثيان ونبضات سريعة أو هاربة، ووسواس الموت كان مختلفا عن نوبة الهلع بعد اجتيازي للاختبار، أصبت بقلق متواصل، وعاد لي وسواس الموت، وأعاني من تشنجات في البطن كأنها متقلصة، ولم أعد أنام جيدا، وضيق مفاجئ بالصدر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية.
حالتك تُشير أن نوبات الهلع لديك مرتبطة بالضغوطات النفسية، أو الضغوطات الحياتية العادية، وبعض الناس أصلاً لديهم هذا النوع من الاستعداد النفسي، يعني: شخصياتهم تحمل السمات القلقية أصلاً، وحين يكون الإنسان عُرضة لضغوط نفسية تظهر الأعراض بشكل شديد وقوي، وتتمثَّل في نوبات هرع أو هلع.
الحمد لله النوبات التي أتتك نوبات متباعدة جدًّا، وهذا دليل أنها بسيطة، ويدلُّ على أنك يمكن أن تُعالج نفسك من خلال الاستمرار في نمط حياة يتميَّزُ بممارسة الرياضة باستمرار، وتطبيق تمارين استرخائية، تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين قبل العضلات وشدِّها ثم إرخائها، وبهذه المناسبة تُوجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، فأرجو أن تستفيد من أحد هذه البرامج وتُطبِّق هذه التمارين.
أيضًا من المهم جدًّا ألَّا تُكثر من شُرب الشاي والقهوة، لأن الكافيين يُثير الجهاز العصبي اللاإرادي، ممَّا يؤدي إلى ظهور تسارع في ضربات القلب، وربما هذه الضربات الهاربة -كما وصفتها-.
فإذًا الرياضة مهمة، وتمارين الاسترخاء مهمة، وعدم الإكثار من الكافيين، والحرص على النوم الليلي المبكّر، هذا أيضًا يُساعدك كثيرًا، ويُجدد طاقاتك بصورة جيدة.
الأمر الخامس هو: حسن إدارة الوقت، تجعل لنفسك جدولاً يوميًّا تُدير من خلاله وقتك، وتقوم بتغطية كل الأنشطة الحياتية المختلفة: (الدراسة، المذاكرة، الصلاة، العبادة، الترفيه عن النفس، النوم الليلي المبكر، الجلوس مع الأسرة، التواصل مع الأصدقاء وهكذا)، هذه الأنشطة اليومية تُساعدك في التخلص من الفراغ، والإنسان حين يتخلص من الفراغ هذا يعني أنه استثمر وقته وحياته بصورة إيجابية، وهذا قطعًا يُعزِّز الثقة في النفس ويصرف الانتباه تمامًا عن القلق والوسوسة والمخاوف.
هذه نصيحتي لك، ولا أريدك في هذه المرحلة أن تتناول أدوية، فمن وجهة نطري يمكن من خلال هذه التعديلات السلوكية في حياتك أن تختفي هذه الحالة تمامًا.
فأرجو أن تُطبِّق ما ذكرتُه لك، -ولا قدَّر الله- إذا لم تختف الأعراض؛ ففي هذه الحالة اذهب وقابل طبيبًا نفسيًّا ليكتب لك أحد الأدوية الفعّالة مثل عقار (سبرالكس) مثلاً، لكن في جميع الأحوال يجب أن تستمر في تطبيق نمط الحياة الإيجابي، فهذا مهمٌّ جدًّا، وهذه وسيلة علاجية جيدة وصحيحة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.