دقات قلبي تتسارع وأفكاري سلبية لا أستطيع تغييرها.. ساعدوني
2020-10-25 07:22:12 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شيماء، متزوجة، أريد أن أطرح سؤالا على فضيلة د. محمد عبد العليم أستشيره فيها عن حالتي النفسية التي بدأت أيأس منها لكثرة الأفكار السالبة التي تأتيني دائما.
بدأت حالتي النفسي قبل خمسة سنوات عندما كنت نائمة، روادني حلم عن وفاة أمي، استيقظت منه فزعة ترتجف جميع جوارحي، لا أستطيع أن أصرخ أو أطلب المساعدة من أحد، وبدأت دقات قلبي تتسارع، والدموع تنزل والأفكار تراودني عن وفاة أمي.
ثم بعدها بدأت تراودني أفكار سيئة عن الإسلام وكل ما هو ديني حتي يخيل إلي أني لم أعد مسلمة والعياذ بالله، كذلك أتخيل أن شيئا سيئا سيحصل للناس المقربين إلي خصوصا، وأني الآن متزوجة، ولي ابنة صغيرة أخاف عليها كثيرا، ولا أستطيع الابتعاد عنها.
أريد منكم مساعدتي في أقرب وقت خصوصا، وأني قد جربت جميع الطرق من استشارة نفسية، ورقية شرعية، واستعمال الأدوية المهدئة التي يزول مفعولها مع الأيام، وترجع إلي حالتي السيئة التي تأخذني إلى التفكير بالموت أو الخروج من البيت، والذهاب منه بغير رجعة.
أعيش صراعا نفسيا رهيبا، مهما حاولت أن أفكر في كل ما هو إيجابي لا أستطيع، أخاف من السكاكين، أو سماع خبر محزن عن الموت، أو مشاهدة حادث مرعب.
أشارك مخاوفي وأحزاني ووساوسي لزوجي وأخواتي، ومع ذلك أحس أنهم لا يفهمونني.
أخيرا أطلب استشارتكم في أقرب وقت، وأسألكم الدعاء بأن يشافيني الله من حالتي ووساوسي التي أرهقتني، وأسال الله أن يجعل أعمالكم في ميزان حسناتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية.
طبعًا الأحلام ذات المحتوى المخيف تؤدي إلى بعض المخاوف لدى بعض الناس، ومستوى تفهم الناس للأحلام يختلف تمامًا، نحن عامة حقيقة أبدًا لا نُشجع الناس لتفسير الأحلام أبدًا، الأحلام الإنسان يتعامل معها من خلال أن يسأل الله خيرها، ويسأله أن يُبعد عنه شرّها، ويتفل الإنسان ثلاثًا على شقه الأيسر، ولا يتكلم عن هذه الأحلام.
كما أن الصحة النفسية للإنسان تنعكس تمامًا على هذه الأحلام، مثلاً: أصحاب القلق والتوترات والإجهاد النفسي والجسدي تجدهم كثيري الأحلام، الذين يتناولون طعام العشاء في وقت متأخر، والذين يتناولون الأطعمة الدسمة في العشاء أيضًا تأتيهم هذه الأحلام المزعجة، وهي حقًّا من الشيطان.
إذًا لا أريدك أبدًا أن ترجعي دائمًا لمثل هذا النوع من الأحلام.
أمورك إن شاء الله بسيطة، الذي يظهر لي أن شخصيتك هي من النوع الحسَّاس، مستوى الفضيلة لديك ما شاء الله عال جدًّا، لكن هذا جعلك عُرضة للوسواس، فالذي تعانين منه هو نوع من قلق المخاوف الوسواسي، أحسبه من الدرجة البسيطة.
أهم شيء أن الإنسان يُوقف الفكرة الوسواسية، بل لا ندعها أن تصل لمرحلة الفكرة، نقاومها، نحقّرها، نتجاهلها، ونتخلص منها في بداياتها، عندما تكون خاطرة، في بداية الخاطرة تقولي: (قف، قف، قف، أنت وسواس حقير، أنا لن أحاورك، أنا لن أناقشك، أنت تحت قدمي، أنت لست جزءًا من حياتي ... وهكذا)، إذًا تحقير الوسواس وصرف الانتباه عنه، وهذه التمارين تُسمَّى بـ (إيقاف الأفكار)، وهي مُجدية جدًّا إذا كررها الإنسان صباحًا ومساءً مثلاً، في كل مرة عشرين إلى ثلاثين مرة.
صرف الانتباه عن الوسواس مهمٌّ جدًّا، حين تأتيك الخاطرة مثلاً خذي نفسًا عميقًا، استغفري، غيّري مكانك، والرسول صلى الله عليه وسلم نصح مَن يشتكي من هذه الوسوسة بأن يقول: (آمنت بالله) وأمره بالانتهاء، يعني الانصراف عن هذه الوسوسة والانشغال بشيء آخر، ينتهي يعني: لا تناقش، ولا تحاور، و(آمنت بالله) دعاء عظيم، أو ذكر عظيم، يصرف الانتباه عن مثل هذه الوساوس.
فيجب أن نُكثر من الاستغفار، والاستعاذة بالله من الشيطان، وأن تقولي (آمنت بالله).
ربط الفكرة الوسواسية بتفاعل استشعاري نفسي أو جسدي يكون متناقضا مع الفكرة الوسواسية، هذه تُسمَّى بـ (العلاجات التنفيرية)، مثلاً: مع بداية الخاطرة الوسواسية تذكّري أمرا كارثيا – كاحتراق طارئة، أو حادث سيارة فظيع، وشيء من هذا لا قدر الله – أو مثلاً: شمي رائحة كريهة في نفس اللحظة، أو قومي بالضرب على يدك بقوة وشدة على سطح صلب، حتى تحسين بالألم، وتكرري هذا التمرين، استجلاب الخاطرة والضرب على اليد، استجلاب الخاطرة والضرب على اليد، وهكذا، علماء السلوك وجدوا أن المزج أو التوافق الآني كما بين إيقاع الألم والفكرة الوسواسية يُبعدها تمامًا.
أعتقد أن نمط حياتك يمكن أن يكون نمطًا طيبًا وإيجابيًا، تخلّصي من الفراغ، مارسي رياضة، طبقي بعض تمارين الاسترخاء، الحمد لله أنت لديك عوامل عظيمة للاستقرار النفسي والأسري.
إذًا هذه هي العلاجات، وطبعًا الدواء أيضًا مفيد، أفضل دواء سوف يفيدك هو عقار (سيرترالين)، لكن إذا قابلت الطبيب النفسي ليصف لك الدواء المناسب، فهذا أيضًا أمر طيب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.