أختي في حالة نفسية أصبحت تتكلم كلاماً غير مفهوم ولا تهتم لصحتها
2020-10-25 06:43:07 | إسلام ويب
السؤال:
أنا طالبة توجيهي، معدلاتي دائماً كانت عالية، وأطمح أن أحصل على معدل عالٍ في التخصص التوجيهي، وللأسف دخلت أختي في حالة نفسية فأصبحت تتكلم كلاماً غير مفهوم، ولا تهتم لصحتها ولا لأكلها، وأمي أيضاً حزينة وتعبانة فهي دائماً تتكفل عناء هذه المشاكل، وهي من تعول على البيت، وتنفق عليه.
علماً بأن أبي طبيب لكنه لا ينفق علينا، ودائماً يعيرنا بأنه يدفع أقساط الجامعة، وبأنه بنى لنا منزلاً، وقد اشترت أمي سيارة مؤخراً، وقد كانت تحلم دائماً بامتلاك السيارة وتدربت على استخدامها، إلا أن أبي دائماً يستهين فيها، وأخذ سيارتها، وأمي بالطبع حزنت، وأنا أتعب كثيراً نفسياً، أأحزن على أختي أم على أمي أم على الحال التي وصلت لها!
علماً بأننا في الشهر الثالث من السنة الدراسية، لكن نفسيتي محطمة، كما أنني أعاني مشاكل في الأكل، فعندي اضطراب النهم العصبي، عانيت منه منذ سنتين، ولا زلت، ولا أحد من أهلي متفهم للوضع والبعض يتنمر علي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
أيتها الفاضلة الكريمة أنت وأسرتك في نعيم، نعيم عظيم، والدك في وظيفة محترمة، ووالدتك الآن امتلكت سيارة، وأشاء كثيرة أخرى.
هنالك مَن هم في هذه الدنيا قد لا يملكون قوت يومهم، فيا أيتها الفاضلة الكريمة: لماذا كلّ هذا الحزن؟ لماذا هذا التشاؤم؟ لماذا كل هذا السعي لالتقاط السلبيات وعدم التفكير في الإيجابيات؟ أريدك أن تعيدي النظر في التفكير.
بالنسبة لأختك قطعًا ستُعالج بحول الله وقدرته، والدك يأخذها إلى طبيب نفسي محترم، مع الرقية الشرعية، إن شاء الله تعالى تكونون على أحسن حال وأفضل حال، والدك حتى وإن كان لا يصرف ولا يُنفق بالصورة التي تُريدونها قطعًا هو لا يبخل عليكم أبدًا، له حكمته وله رويّته.
أرجو - إن كانت هناك طلبات معينة لم يُوفها – أن تتحدثوا معه بالتي هي أحسن، وأن تُشعروه دائمًا أنكم تسعون لبرِّه، وأنكم تريدون أن تكونوا على أفضل ما يكون.
لا بد أن تساهمي أنت أيضًا في أن تجعلي أسرتك أكثر سعادة، لا بد أن تهيئي لنفسك ولمن حولك الجو المناسب، أنت أيضًا مسؤولة، نعم أنت بعمر ستة عشر عامًا، لكني ألاحظ أن عقلك الحمد لله كبير، فالأُسر والتكوين الأسري هو شراكة بين أفراده، كلُّنا يجب أن يُساهم.
أنا أريدك حقيقة أن تكوني على هذا النهج، أن تعرفي أنك على خير، وأسرتك بخير، وهذه الصعوبات البسيطة سيتم تجاوزها تمامًا، ركّزي على دراستك، وأنا أنصحك بالنوم الليلي المبكّر لمفتاح رئيسي لإدارة الوقت.
النوم الليلي المبكّر يؤدي إلى هدوء، ويؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، وتستيقظين وتصلين الفجر في وقته، وبعد ذلك الاستحمام، كوب من الشاي، وتبدئين في الدراسة لمدة ساعتين قبل أن تذهبي إلى مدرستك.
الدراسة في هذا البكور الجميل والمبارك – كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم – حيث تُفرز المواد الكيميائية الإيجابية الدماغية التي تُساعد على التركيز؛ الدراسة في هذا الوقت قد تكون كافية تمامًا، وأنا أعرف أنك ستدرسين في بقية اليوم، لكن أريد أن يكون تحصيلك في هذا الوقت.
قطعًا الذي يُنجز في الصباح يُنجز في بقية اليوم، لأن الذي يبدأ بداية صحيحة ينتهي نهاية صحيحة، هذه حكمة معروفة، وقطعًا حين ننجز في الصباح يحدث لنا دفع إيجابي داخلي، وهذه أكبر مكافأة ذاتية يُقدّمها الإنسان لنفسه، اجعلي هذا منهجك.
تنظيم الوقت على هذه الأسس، التفكير الإيجابي فيما يتعلق بالأسرة، وقطعًا بعد أن ترجعي من المدرسة تأخذي قسطًا من الراحة، طعام الغداء، رفهي عن نفسك بشيء طيب، صلواتك في وقتها، وردك القرآن -ما شاء الله- في وقته، أذكار الصباح والمساء، الترفيه عن النفس بشيء طيب وجميل، هذه هي الحياة المطلوبة، وهذا ممكن.
لا تغمسي نفسك في الفكر السلبي أبدًا، تطلّعي، وعيشي قوة الآن، أنت الحمد لله قويّة، لا تفكري في هذه السلبيات هنا وهناك، وساهمي أنت في استقرار أسرتك.
أنت لست في حاجة لعلاج دوائي، الأمر كله يتعلق بموضوع التكيف على وضعٍ هو إيجابي لكنّك لا تستشعرينه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.