كيف أتعامل مع والدي وعمي؟
2020-10-20 02:48:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 30 سنة، موظف، وأخي عمره 24 سنة، موظف، كان أخي يشرف على بناء بيوت سكنية لوالدي وعمي، وبعد انتهاء الشغل اتهماه بأنه سرق أموالهم، وفي نفس الوقت يريدان منه أن يدير أعمالهما، وأنا أشرفت على أحد البيوت، واتهماني أني السبب في زيادة التكلفة عليهما، علما أني أعطيتهما سعر التكلفة قبل البدء في العمل.
والدي وعمي لا يواجهاني، وإنما يشكو والدي لوالدتي، ويخاصمها، ويسبب لها المشاكل، وهي صبورة محتسبة، ويهددها بطردنا من البيت، وعدم مساعدتنا في الزواج، وإفساد خطبة أخي، لكنه يرجع في كلامه، لكن يعود للتهديد عند كل مشكلة.
وعمي يشتكي عند الآخرين، يستمعون لأي أحد إلا نحن، أبناء أخواتهم يحترمونهم ويثقون بهم، كيف أتعامل مع والدي وعمي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Omar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أيها الابن الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير، وأن يُعينك على الصبر على البرّ، فإن بر الوالد وبرّ العم من أهم واجبات هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، والبرُّ لا يكتمل إلَّا إذا صبرت على ما يأتيك من الأذى، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
لا يخفى عليك أن الذي يعمل هو الذي يكون عليه الكلام، وأن الذي لا يعمل والعلاقة معه بعيدة ربما يكون ثوبه نظيفا وليس عليه شيء، فالذي يعمل هو الذي تتسخ ثيابُه، ولذلك أرجو ألَّا تتحرّجا ممَّا يحصل، فقط عليكما المزيد من الوضوح ومزيد من الشفافية ومزيد من التوضيح والتصحيح، إذا تكلّم الوالد أو تكلّم العمّ فعليكما أن تتكلما بالحقيقة التي معكما، ومن المهم إذا كُلفتما بأي عملٍ أن تضعوهما مع التفاصيل، وتجعلوهما يُتابعان معكما كل صغيرة وكبيرة، وتسجّلا هذه الأشياء التي أخذتموها والمبالغ التي تمَّ دفعها وأين صُرفت، يعني: إحكام العمل وأداء ما عليكما؛ هذا أساس في هذه المسألة.
ومع ذلك أيضًا إذا لم يتحمّل الإنسان والده ولم يتحمّل عمَّه فعلى مَن يكون التحمُّل وعلى مَن يكون الصبر؟! وعمُّ الرجل صنو أبيه، ولذلك أرجو ألَّا تتأخذ المسألة أكبر من حجمها، كذلك الوالدة طيبا خاطرها، وملِّكوها الحقائق حتى تضعها أمام الوالد، إذا كان يصعب عليكما مواجهة الحقائق، وكذلك العم: ليس من الضروري أن تلوماه أو تُعاتباه، لكن من الضروري أن تكون الحقائق أمامه واضحة، وأن يكون كل شيء مُسجّلا وواضحا، عندها ستختفي هذه الأمور.
وأرجو أن تعلما أن مثل هذا الأمر قد لا ينتهي، فهذه أمراض اجتماعية موجودة، بل في الناس ربما نمَّام يُحرّض، وربما مَن يُشجّع على مثل هذا الكلام، وإذا قيل: دفعنا كذا فإنه سيقول: "معقول، هذا المبلغ مرتفع"، هناك من الناس مَن يتكلم بهذه الطريقة، ولذلك أرجو ألَّا تأخذ المسألة أكبر من حجمها، يظلّ الوالد والدًا، والصبر عليه مطلب، ويظل العم عم وهو والد أيضًا، والصبر عليه مطلب، ولن يحدث في كون الله إلَّا ما أراده الله.
تجنبا الاحتكاك بهما، واحرصا على بِرِّهما واحترامهما وتقديرهما، ووضحا الحقائق أمامهما مجرّدة، ولا تُشعروهما أنكما سمعتما من كذا، ولأنكما قلتما كذا، يعني الإنسان لا يُعاتب والده، لا يقول: "لماذا قلت، ولماذا تكلمت، ولماذا، ولماذا"، ولكن من المهم أن يُوضح له الحقائق، وأن يضع الأرقام بين يديه، وإذا كُلف بعمل أن يضع له خيار، يعني: هل هناك مَن يمكن أن يقوم بهذا العمل؟ هل عندك مَن تثق فيه؟ حتى لا يشعر أننا نرغب في العمل لأننا نريد أن نأخذ أموالاً من ورائه أو نحو ذلك.
فنتمنَّى أن تأخذ المسألة حجمها، ونسأل الله أن يُعينكما على الصبر، وهنيئًا لكما بخدمة الوالد وخدمة العم والصبر عليهما، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.