أمي ترفض أن أعيد طليقتي، ماذا أفعل؟
2024-05-01 03:52:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
طلقت زوجتي بعد مدة زواج ٨ سنوات، ولم أرزق منها بأولاد، وكان الطلاق بسبب خلاف بين زوجتي وأمي وإخوتي، وأريد أن أردها ولكن أمي ترفض رفضاً شديداً، وأن ذلك سيسبب مشاكل بيني وبين إخوتي، وسأترك لهم البيت، وقالت أمي إن رددتها تذهب وتعيش وحدك بعيداً عنا، وأصبحت الآن مخيراً بين أهلي وبين طليقتي، ماذا أفعل؟
أرجو الرد، وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ربيع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحباً بك -أخي الكريم- ورداً على استشارتك أقول:
من أكبر أسباب المشاكل أن يعيش الولد المتزوج مع أسرته في بيت واحد، لك فيه غرفة واحدة، ويجتمعون مع بعضهم، والمطبخ واحد، وهكذا، لأن هذه البيئة تجعل الناس مقيدين بقيود كثيرة، فلا تأخذ المرأة حريتها وراحتها مع زوجها، ولا الرجل مع امرأته، وهذه عادات ليست محمودة أبداً، وبقاء بعض الأسر مصرين على هذه الطريقة هو مصدر للمشاكل التي تؤدي إلى الطلاق.
قد يكون من جملة الأسباب حصول الغيرة من بعض نساء الإخوة، فيسعين بالنميمة لإفساد الحياة، ولو كانت كل امرأة في شقة مستقلة أو في بيت مستقل لما حدث شيء، بعون الله.
مسألة مراجعتك لزوجتك مبنية على النظر في المصالح والمفاسد، فإن كانت أمك راضية عنك ولن تغضب منك، أو تقاطعك، وكنت قادرا على فتح بيت خاص ففي هذه الحال لا بأس بمراجعتها.
إن كنت غير قادر على فتح بيت مستقل فلن تستطيع المراجعة، خاصة أن أمك لن تسمح لك بالسكن في نفس البيت، فلا فائدة في هذه الحال من الإرجاع، اللهم إلا إن كانت لم تخرج الزوجة بعد من العدة فتريد أن ترجعها إلى عصمتك والاستمرار في البحث عن حل مناسب.
يبدو لي أن المشاكل بينك وبين إخوانك إنما ستحدث فيما لو عدت للسكن مع زوجتك في نفس البيت، أما إن استقللت في بيت مستقل فلا أظن أنه سيحدث بينكم شيء، حتى ولو كانوا في أنفسهم غير راضين، فإصلاح العلاقة سيحدث مع مرور الزمن بإذن الله، لكن الأمر الهام هو حال والدتك، فهذا الأمر الذي يجب أن تنتبه له.
إن كانت والدتك ستغضب عليك وسيؤدي إرجاع الزوجة إلى قطيعة الأرحام ففي هذه الحال لا أنصحك بالمراجعة؛ لأن حق الوالدة وحق الأرحام أوجب من غيره.
أنصحك أن تسترضي والدتك وتأخذ بخاطرها، من أجل أن تكون راضية عنك، وتأذن لك بمراجعة زوجتك، واستئجار سكن خاص، وأنا على يقين أنك إن استعطفت والدتك سترضى عنك بإذن الله تعالى.
أوصيك أن تكون متأنياً بكل أمورك وألا تستعجل أبداً كما تعجلت في طلاق امرأتك، وكان بالإمكان أن تجد حلولا للمشكلة دون إيقاع الطلاق، بل كان بالإمكان أن تذهب بها إلى بيت أهلها ومن ثم تبحث عن الحل المناسب، ولا بد من معرفة أصل المشكلة، ومن المخطئ فيها؛ حتى لا يحصل ظلم لأي طرف.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.