أشكو من الوحدة وينقصني الصديق المقرب، فماذا أفعل؟

2020-10-20 06:05:13 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا طالب جامعي، أعاني من مشكلة، فأنا شخص معروف بالنسبة للمحيطين والذين أتعامل معهم، ولكن ينقصني الأصدقاء الذين يشاركوننا تفاصيل الحياة سواء كان في مشاكلنا أو أفراحنا، لا يعني هذا أن ليس لدي أصدقاء أو (شلة) بالمعنى المنتشر في المجتمع، وهذا يهمني جدا.

ولكن الذي أعاني منه أن ليس لدي أحد أتكلم معه، فأنا أدرس في كلية داخلية، بعيدا عن أهلي، وأزورهم بين كل فترة وأخرى، فأنا لا أجد أحدا أكلمه أو أتحدث معه عن ما يحصل لي خلال يومي ويشاركني وأشاركه، يتعبني هذا الأمر ويعود علي بشكل سلبي وعلى مذاكرتي وصحتي ومزاجي، فأنا أعد الساعات والدقائق خلال اليوم وأنتظر نهايته لكي أنام، وأحاول أن أنسى أو أجد حلا في اليوم التالي، وهكذا، ولكني لا أجد الحل.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالإنسان بطبيعته يولد ولديه إمكانيات التفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين، ولكن الفرق بين الناس هو في قدرتهم على استخدام الاستراتيجيات المناسبة التي تبني وتحافظ على التواصل مع الآخرين، تجد أحيانا شخصاً ما ولمجرد أن يلتقي بك تشعر وأنك تعرفه منذ عشرين سنة، وفي المقابل قد تقضي مع شخص آخر في نفس المكان عدة سنوات ولكنك لا تعطيه ولا تكتسب منه أي مهارات، ولا يتم بناء أي علاقة صداقة بينكما، إذاً نحن البشر تحكمنا خصائصنا الشخصية وتكويننا النفسي والجسمي وما ورثناه من جينات، إضافة للعوامل البيئية التي تؤدي دوراً كبيراً في تكوين شخصياتنا بشكل عام.

فيما يلي مجموعة من الإرشادات التي ستساعدك بمشيئة الله في تخطي الحالة التي تمر بها:
- ابحث عن أسباب ضعف التواصل مع الآخرين وتكوين الصداقات معهم، هل المشكلة في كلامك؟ شخصيتك؟ مظهرك؟ وضع في الحسبان أن هناك فرقا كبيرا بين ما إذا هم لا يريدون التواصل معك أو أنت الذي تريد ذلك، أما إذا كانت طبيعة العلاقات في الكلية هي كذلك رسمية بين الجميع، إذاً الوضع مختلف.

- يُمكن تكوين علاقات صداقة قويّة من خلال الاهتمام بالآخرين، ويجب إظهار هذا الاهتمام لهم ليتمكنوا من معرفة قيمتهم لديك، ويجب الاستماع لهم بانتباه تام مع مراعاة كل ما يقولونه وكل ما هو مهم لهم ومحاولة فهمِهم، وهذا بالطبع سوف ينعكس على العلاقة كاملة، وبالتالي يُصبح الاهتمام مُتبادلا وجزءًا أساسيا فيها.

- نمِ في نفسك مهارة القراءة فكما تقول الحكمة (خير جليس في الزمان كتاب)، اختر قراءات تميل إليها وأحضرها معك عند الرجوع من إجازتك.

- استثمر وقتك في قراءة القرآن الكريم، وكتب السير بذلك تقضي وقتاً مفيداً، وهذه الفوائد لن تحصل عليها في علاقات العمل أو غيره.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه

www.islamweb.net