التواصل بين المدرسة والطالبة بعد التخرج والزواج
2003-12-01 18:11:49 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كانت تربطني بمدرسة لي تكبرني بسبع سنوات علاقة وثيقة منذ الثانوية، وقد كانت بمثابة أخت كبرى لي، نتبادل الزيارات والمكالمات، بل وكانت تتذكرني في المناسبات، وحضرت زفافي في حين لم تحضره بعض صديقاتي المقربات، تسمعني بسعة صدر وتنصحني عند الحاجة، وهو ما أفتقده عند جميع صديقاتي.
وبعد زواجي قطعت اتصالي بها؛ لكثرة ما تردده صديقة لي من أنني ما زلت مراهقة أكلم مدرستي، وقد مضى علينا أكثر من ثلاث سنوات وأنا ما زلت أسأل عنها كل من يعرفها لأطمئن على أخبارها، فأنا مشتاقة لها كثيراً وأحتاجها كأخت لي ترشدني للصواب، وأحب السير على منهاجها في الدعوة وفعل الخير، هل بالفعل أنا مراهقة؟ وكيف يجب أن تكون علاقتي بها؟ وما هو حد العلاقة بين الطالبة والمدرسة؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أختي الكريمة: أسأل الله العظيم أن يوفقك لما يرضيه، وأن يرزقنا وإياك الذرية الصالحة، وأسأل الله لك الثبات والرشاد.
الوفاء من شيم الأخيار، وشكراً لك على الوفاء لتلك المعلمة والاعتراف بفضلها، فإنه لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل.
والمعلمة أمٌ ثانية للفتاة، واحترام المعلم والتأدب معه من آداب هذا الإسلام الذي شرفنا الله به، وأنصحك بمواصلة هذه المعلمة التي قلت أنها بمثابة الأخت الكبرى، واطلبي من زوجك أن يمكنك من زيارتها، وأن يساعدك على الوفاء لها والاستماع لنصحها، والسير على دربها في الدعوة إلى الله.
أما فهم هذه الصديقة فهو غريبٌ جداً، وأرجو أن تجتهدي في الوصول إليها بكل وسائل الاتصال، وأكثر ما يسعد المعلم والمعلمة أن يجد الوفاء من طلابه وطالباتها، وما نشاهده من الجفاء بين التلاميذ والمدرسين، والقطيعة والكراهية بين المعلمة وتلميذاتها مخالف لآداب هذا الإسلام الذي جعل ابن عباس رضي الله عنه يقبل يد زيد رضي الله عنه ويأخذ بركابه، ويردد: هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا!
ويتأكد هذا الحق إذا كان المدرس والمدرسة من أهل الخير والصلاح، ولا يجوز الإساءة للمعلم حتى ولو كانت عنده قسوة في طريقة تدريسه وتعليمه للناس.
أما علاقة الطالبة بمدرستها فهي -بالدرجة الأولى- علاقة المسلمة بأختها في الإسلام، وهي علاقة التلميذة بمن لها فضل عليها، ولا حد لهذه العلاقة، شريطة أن تكون في الخير وفي طاعة الله تعالى، وعلينا أن نوازن بين الواجبات والفضائل التي جاء بها هذا الإسلام؛ حتى لا يطغى جانب على آخر، وأبشري بوفاء البنين والبنات، وعرفان الجميل من الأخوات والجارات إذا أحسنت لمن تستحق الإحسان؛ (( هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ ))[الرحمن:60].
أسأل الله لك الثبات والسداد، والله الموفق.