هل يجوز أن يمنع الأخ خطبة أخته؟
2020-10-14 05:35:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
جزاكم الله خيرا، أنا عمري ٢٢، وأخي الكبير ٢٩ ولي أمري، ووالدي متوفى، أمي موجودة -أطال الله عمرها-، تقدم لي شاب عمره ٢٤، وأحببته للزواج بالحلال، وهو ببلد وأنا ببلد، طلب يدي من أخي وكانت الأمور على ما يرام لكن أخي يدقق على تصرفاته، والشاب صفاته حسن خلق، ودين، وسمعة طيبة، بعد ذلك طلب يتحدث إلي لكن حصل دون علم أخي فقط بعلم أمي والله شهيد حصل الكلام عن الزواج والمتطلبات، أكتشف أخي هذا الأمر وأصبح يرفض ولايصدقني، ويقول لي هذا حرام ولا يحصل الزواج بسبب التحدث معه وهو لا يناسبنا بالمستوى ولا الرقي، وأساء الكلام معي!
أنا لا أريد الحرام، وتبنا إلى الله، ارتجيت أخي بفرصة للخطبة، تمت الخطبة دون كتب كتاب رغم رفض أخي، وقال إذا تزوجته انسي أن لديك أخا، أنا فعلت مساوء من قهري وردة فعلي اتجاه أخي، استسمحت منه لكن رفض وأصبح تأخير بكتب الكتاب لأسباب التأسيس، ومن خلال الخطبة حصل مشاكل قابلة للصلح، والشاب أراد الصلح كي يرضى أخي وتعجيل كتب الكتاب، وتدخل والده وأهله لكن أخي قال لا يوجد نصيب ورفضهم، هل أنا آثمة؟ هل أخي عاضل؟ وهل تبقى الولاية له رغم أننا تبنا وأخي يمانع بسبب المشاكل فقط؟ وينشر الخبر أني فسخت!
أفيدوني بالحل، أنا أريد الصلح والزواج من الشاب وهو يريدني، ولا أحد يريد مساعدتي من الأقرباء أو المعارف بسبب عناد وكبر رأس أخي، وعندما أقول له أريده زوجني إياه ينعتني بالفتاة غير المؤدبة وألفاظ سيئة وضربني، وحاليا لا أتجرأ أن أذهب للقاضي الشرعي خوفا من هجوم أخي علي، أفتوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان وييسّر لك الزواج بالرجل الصالح الذي تَقَرُّ به عينُك وتسكن إليه نفسك.
لقد أحسنت صُنعًا –ابنتنا الكريمة– حين حاولت استرضاء أخيك وطلب العفو والسماح منه، ونحن ندعوك إلى مواصلة هذا الطريق أولاً، ومحاولة الاستعانة بالأقارب، فكرري المحاولة، واستعيني بأمك كذلك، وحاولي أن تسترضي أخاك بعبارات اللطف، ورأينا أن تجعلي أمك واسطة لشرح المفاسد التي يمكن أن تطرأ، فلعلّه يتأثر بذلك.
ومن أسباب الإقناع أن تصل إليه رسالة مفادُها أن كلام المرأة مع الرجل الأجنبي ليس حرامًا بإطلاق، فإذا كان لحاجة من الحاجات مع التزام آداب الشريعة من عدم الخضوع في القول وعدم الانفراد، وعدم وضع الحجاب، ونحو ذلك من الآداب والضوابط، فإنه كلامٌ مباح.
فلعلَّ أخاك إذا علم ذلك قلَّ غضبُه، ومن أعظم الأسباب التي تستعين بها على ذلك سؤال الله تعالى ودعاؤه أن ييسر لك الخير، وأن يُقدّره لك، فاستعيني بالله وأكثري دعاؤه، فإذا لم تُجدي كل هذه الوسائل فمن حقك أن ترفعي أمرك إلى القاضي الشرعي لتزويجك، أو أن تُطالبي المحكمة بنقل الولاية إلى مَن يلي هذا الأخ من الأقارب العصبة، فإنه لا يجوز له أن يمتنع عن تزويجك لغير سببٍ صحيح.
وكوني على ثقة تامة – أيتها الكريمة – من أن الله تعالى سيُقدر لك ما فيه صلاحك، فربما تحرصين على شيء وتتمنين وقوعه والله تعالى يصرفه عنك لعلمه سبحانه وتعالى بأن الخير في صرفه، فقد قال سبحانه: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يُقدر لك الخير وييسره لك، وأن يحقق لك من الأماني ما فيه نفع لك وخير.