أشعر بخوف وقلق عند تذكر حادثة ضرب حيوان أليف
2020-10-12 03:10:16 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
قبل يومين شهدت موقف ضرب لحيوان أليف أمام عيني، وأنا لدي فوبيا من الحيوانات، حاولت التدخل وحماية الحيوان ولكني لم أستطع لخوفي الشديد، استنجدت بغيري للتدخل وبعد ما تم حل الوضع ونقلوا الحيوان بعيداً، إلى اليوم وأنا لم أستطع النوم ولا الأكل ولا ممارسة اليوم بشكل طبيعي، طوال الوقت أبكي وأنا في خوف ورعب أن الله لن يسامحني لحماية هذا الحيوان، وأبكي شفقة بهذا الحيوان.
وجهي وأسفل عيني تقرحوا من كثرة البكاء، وعيني لم تغمض أبداً، كل ما حاولت النوم يأتي المشهد أمامي ويزداد وضعي للأسوأ، تعبت نفسيتي وصحتي أيضاً.
كيف أتخطى هذا الموضوع؟ يعلم الله أني حاولت إيقاف الأذى عن هذا الحيوان والدفاع عنه ولكن خوفي الشديد منعني، أشعر بالذنب والخوف والشفقة ولا أتمنى لنفسي الآن سوى الموت؛ لأني أشعر بأنه الحل الوحيد.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Suad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وجزاك الله خيرًا على هذه المشاعر الطيبة نحو هذا الحيوان، وحقيقة تفاعلك هذا يدلُّ على الرحمة والشفقة التي تحملينها بين وجدانك، وهذا في حد ذاته -إن شاء الله تعالى- فيه ثواب عظيم لك.
أيتها الفاضلة الكريمة: ليس هنالك ما يجعلك أن تحسّين بالأسى أو بالذنب حول موقفك، فأنت قمت بكل ما تستطيعين القيام به، وهو أنك رأيت هذا المنكر، وتأثرت بذلك، وحاولت التدخل، ولكن لم تستطيعي نسبةً لخوفك الشديد، وقطعًا الله تعالى هيأ لنا ولأنفسنا وسائل نحمي بها أنفسنا، وأحد هذه الوسائل هو تجنُّب المواقف، مهما كانت هذه المواقف حسّاسة، و: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، أو بلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه)، فبفضلٍ من الله تعالى أنت هذا الأمر منكر ومرفوض بالنسبة لك، وهذا تغيير المنكر بالنية عن طريق القلب، وقطعًا تكوني تلفظت بشيء بلسانك أيضًا يرفض هذا الوضع، وبيدك كانت لديك النية الصادقة ولكن لم تتمكني من ذلك نسبةً لشعور الخوف الذي تملَّكك، والإنسان إذا واجه خطرًا إمَّا أن يُداهم وإمَّا أن يهرب، وكلا التفاعلين سليم.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: ليس هناك شيء يجعلك تحسين بهذا الحرج، على العكس تمامًا بارك الله فيك، وأنت قمت بكل ما يمكن القيام به، وحقيقة موقفك أعجبني كثيرًا، الشفقة والرحمة والنية والمحاولة، وحماية نفسك، كلّها مواقف سليمة. فأرجو أن تتجاوزي هذا الموضوع، ومثل هذه التفاعلات نسمِّيها (عدم القدرة على التكيُّف مع ظرفٍ مُعيَّن) وهي حالات لا تتكرر كثيرًا، أرجو أن تتخطي الموضوع، وارجعي إلى نص الحديث النبوي، هذا مُريح جدًّا بالنسبة لك، لأن المحاولة على الأقل عن طريقة النية كانت موجودة، وهذا يكفي تمامًا.
قطعًا استغربتُ كثيرًا لقولك أنك لا تتمنين لنفسك سوى الموت. المؤمن لا يتمنى الموت، هذا بكل صدق شعور غريب، الأمر لم يصل لهذه الدرجة، أسأل الله تعالى أن يحفظك وأن يُطيل في عمرك في عمل الصالحات، ويجب أن تعيشي الحياة بكل أمل وبكل قوة ورجاء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.