بعد إنجاب طفلي الثاني لم أعد أحب أهلي زوجي ولا الجلوس معهم.
2020-10-07 05:17:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا متزوجة من ثلاث سنوات، وكنت أحب أهل زوجي جدا كإخوتي، ولكن بعد إنجاب الطفل الثاني وتم نقل مكان سكنهم، لم أعد أحب التواجد معهم، مع أنهم لم تتغير معاملتهم لي، ويحبونني كثيرا، ويحبون أولادي، وبدأت أشك في زوجي، وأبحث من وراءهم بمن اتصل، ولا أشعر بالراحة عند الاتصال بأي أحد من أخواته أو أمه، ولم أعد مثل الأول مع أن معاملة زوجي لم تتغير معي، ويحبني كثيرا.
أصبحت أعمل مشاكل على أتفه الأسباب، وعند التجمع الأسري أبذل مجهودا كبيرا جدا حتي لا يشعر أحد بشعوري نحوهم، وهذا يتطلب مجهودا ذهنيا كبيرا، أحاول أتخلص من هذا الشعور، ولا أعرف أتخلص منه!
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Tahr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك أختنا الكريمة، وردا على استشارتك أقول:
فاحمدي الله تعالى على حسن تعامل أهل زوجك معك، وهذا يندر أن تجديه في صفات أهل الزوج كونهم يحبونك ويحبون أبناءك، ولا يتدخلون في حياتك، ولا يشون بك أو يؤثرون على زوجك ليسيء معاملتك.
لو أردنا أن نعمل نسبة وتناسب في مشكلتك هذه، وقلنا هل سبب المشكلة أهل زوجك أم زوجك أم عامل خارجي أم من أهلك أم أن ذلك من نفسك، فلو جعلنا لكل قسم نسبة 20% فسوف نصل إلى ما يأتي (أهل زوجك 0% زوجك 0% أهلك 0% سلوكياتك وأخلاقياتك معهم 0% العامل الخارجي احتمال 20% )، ولذلك فإني أتوقع أن يكون ثمة عمل خارجي كالحسد وما شابه.
الذي أنصح به هو أن تجتهدي في عدم إظهار مشاعرك هذه مع كثرة الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم كلما أتتك هذه المشاعر السلبية.
عليك أن ترقي نفسك صباحا ومساء بما تيسر من الآيات القرآنية والأدعية المأثورة، ثم تنفثي ثلاثا في كفيك وتمسحين ما تيسر لك من جسدك.
إن كنت تشكين في أحد يحسدك في حسن تعاملك مع أهل زوجك، وحسن تعامل أهل زوجك معك، فإن استطعت أن تطلبي منهم أن يغتسلوا، ثم تأخذين ذلك الماء فتغتسلين به، فذلك هو الشفاء -إن شاء الله تعالى- إن كان ما بك حسد أو عين وإن لم تقدري على ذلك، وقدرت أن تأخذي من ثيابه الداخلية التي تلتصق ببدنه، فافعلي بشرط ألا يكون قد غسلها وذلك من أجل أن تبليها بالماء، ثم تغتسلين بذلك الماء.
لا بأس أن تعرضي نفسك على راق أمين وثقة من أجل أن يستكشف ما أصابك بشرط أن تكون الرقية بحضور زوجك، أو أحد محارمك وبموجب ذلك سيتبين الداء والدواء بإذن الله تعالى.
قد يكون ما تحسين به نوع من أذى الشيطان الرجيم ووساوسه ليفرق بينك وبين أهل زوجك، ولذلك فإن كثرة تلاوة القرآن الكريم واستماعه والمحافظة على أذكار اليوم والليلة، فذلك فيه طمأنينة لنفسك ودفع لوساوس الشيطان الرجيم وحرزا من شر شياطين الإنس والجن.
أوصيك كلما ذهبت إلى أي تجمع فيه نساء أن ترقي نفسك بالدعاء المأثور: (أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة).
تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتحيني أوقات الاستجابة، وسلي الله تعالى أن يذهب عنك ما تجدين، وأكثري من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
اجتهدي في توثيق صلتك بالله تعالى من خلال كثرة العمل الصالح فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة يقول تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
احذري من الشك فإن ذلك من وساوس الشيطان الرجيم يريد أن يفسد حياتك ويهدم بيتك، فأصل وأساس الحياة الزوجية الثقة، فاحذري من تقبل تلك الوساوس، بل عليك أن تكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم كلما أتتك هذه الوساوس والشكوك، واحذري كذلك من البحث والتجسس عليه أو تفتيش هاتفه، فذلك من أبواب الشيطان الرجيم ليفسد حياتك معه.
عمل المشاكل ليس لصالحك، فاحذري من البحث عن أسباب تافهة لتلك المشاكل، بل عليك أن تتغاضي عن بعض الزلات والهفوات إن وجدت، فالحياة لا تصلح إلا بذلك.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.