أصبحت لا أطيق الحياة وأصبحت كسولا ومنعزلا.. ساعدوني
2020-10-06 14:51:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتكم.
أود التنبيه إلى أنني أطرح هذه الاستشارة للمرة الثالثة نظرا لسوء حالتي، وأنا مقدر كم الرسائل التي تصلكم والضغط الكبير عليكم، وأسأل الله أن يعينكم على ذلك.
أحتاج وصفا وعلاجا لحالتي.
منذ حوالي عام تقريبا أو أكثر تعرضت لمشاكل أسرية، وضغوطات نفسية أثرت علي بشكل كبير جدا، مما أدى إلى انخفاض معدلي بالدراسة، كما أنني فقدت دافعيتي لفعل أبسط الأشياء، وأدمنت العادة السرية، وأصبح الوقت مملا بالنسبة لي، وأنا الآن كسول جدا، وأتأثر بأبسط الأشياء، كما أنني فقدت لذة القرآن والصلاة.
حاولت النهوض كثيرا واسترجاع همتي، ولكن دون جدوى، فقد تأثرت كثيرا بسبب المشاكل التي حدثت لي، إلى أن وصلت إلى حالة اليأس وأخاف المحاولة الآن.
أشعر بأن لا أحد يشعر بي، والجميع قلوبهم قاسية، أنا الآن أعاني من صداع مستمر تختلف حدته من فترة لأخرى، كما أعاني من تعب عام في أنحاء جسمي كله، توتر وقلق وعصبية، وفقدت الشهية، كما أن وزني انخفض، وظهرت لي شامات سوداء عديدة في أنحاء جسدي.
كما أنني أحلم أحلاما غريبة وتفسيرها يكون مرعبا، لقد فقدت رغبتي في الحياة، وأشعر أنني سأموت، أرجو المساعدة، مع العلم أنني في السنة الأخيرة من الثانوية العامة (توجيهي) وهي مرحلة حاسمة لتحديد مصيري.
الجميع يستغرب من ردود أفعالي، ومن انعزالي وعدم مخالطتي لأحد، ولكنني لا أبوح لهم بمشاكلي، وأحاول كتم مشاعري.
أرجو المساعدة بأسرع وقت، وبارك الله فيكم.
ملاحظة:
* لا يمكنني الذهاب لطبيب نفسي لعدة أسباب.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ابو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
رسالتك واضحة جدًّا، وهي معبرة، وأنا أقول لك أن المشكلة الأساسية التي لديك هي أن التفكير السلبي قد هيمن عليك جدًّا، والإنسان لا بد أن يرفض تمامًا التفكير السلبي، التفكير السلبي والمشاعر السلبية والأفعال السلبية هي التي تعيق الناس.
فيا أيها الفاضل الكريم: كن أكثر تفاؤلاً، وهذا ليس مستحيلاً، وأنا أنصحك أيضًا أن تُركز على الأفعال، الذي يفعل الفعل الإيجابي، الذي يقوم بالسلوك الإيجابي يختلف تمامًا فكره ومشاعره، وتُصبح إيجابية جدًّا.
أولاً: أن تنام مبكّرًا، هذا مهم جدًّا، هذا الإجهاد النفسي والجسدي الذي تعاني منه غالبًا ناتج أيضًا من سوء إدارة الوقت، فعليك بالنوم الليلي المبكّر، تجنب النوم النهاري، ويجب أن تكون الرياضة جزءًا أكيدًا في حياتك، علاجك في الرياضة، هذا الكلام ليس مبالغًا فيه أبدًا، الرياضة تُحرك الكيميائيات الدماغية الإيجابية، مادة الـ (سيروتونين Serotonin) ومادة الـ (إكستوكسين exotoxin) الذي يُسمَّى بهرمون السعادة، هذا كلُّه يُفرز من خلال ممارسة الرياضة، فالآن الكرة في ملعبك، وعليك أن تمارس الرياضة بجدية، عليك أن تتجنب النوم النهاري، عليك أن تنام مبكّرًا، وحين تستيقظ مبكّراً وتصلي الفجر ابدأ في الدراسة لمدة ساعة، ساعة دراسية في هذا الوقت المبكر – وقت البركة – ساعة واحدة تعادل ساعتين أو ثلاث من بقية اليوم، والإنسان الذي يبدأ يومه بهذه الإيجابية الفعّالة لا شك أنه سوف يكون منشرحًا بقية اليوم، ويكون أدائه ممتازًا جدًّا.
فهذه نصيحتي لك، وهي نصيحة جوهرية، وعليك التطبيق، وعليك التنفيذ، لا أحد سوف يُغيرك، أنت الذي تُغير نفسك، {إن الله لا يغيروا ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، ونحن – أيها الفاضل الكريم – لتعود الأمور عليك بإيجابية كبيرة لم نُطالبك بالكثير، طالبناك بحسن إدارة الوقت، طالبناك بممارسة الرياضة، طالبناك بعدم النوم النهاري، والاعتماد على النوم الليلي المبكّر، طالبناك بأداء صلاة الفجر في وقتها، وأن تدرس في فترة الصباح، أمورٌ كلها ممكنة، وجائزة.
وحقيقة مطالبتي المهمَّة لك أيضًا هي أن تتوقف عن العادة السرية؛ لأن الإنسان لا يمكن أن يجمع بين الخير والشر، العادة السرية تجعلك تستغرق في نوع من الأفكار السخيفة، خيالات جنسية، امتصاص للذات، وهي غير أنها منقصة للدين منقصة لصحتك النفسية وكذلك الصحة الفكرية، وهي تُشتت التركيز بشكل واضح وسيئ جدًّا، وطبعًا تُشعرك بالذنب، وهذا أمرٌ معروف.
بقي أن أقول لك أنك محتاج لعلاج دوائي ليُحسّن من شهيتك ومن نومك، وأيٍّ من محسنات المزاج أعتقد أنه سوف يفيدك كثيرًا، يوجد دواء يُعرف باسم (فافرين) واسمه العلمي (فلوفكسمين) أعتقد أنه سوف يُناسبك جدًّا، لأنه جيد لعلاج الوسواس أيضًا، تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم تجعلها مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، الدواء سليم وفاعل وغير إدماني، لكن التطبيقات الإرشادية حقيقة يجب أن تعطيها أهمية خاصّة، وطبعًا تتناول الدواء، -وإن شاء الله تعالى- هذه الآليات العلاجية تؤازر بعضها البعض، -وإن شاء الله تعالى- تعود عليك بخير كثير.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.