هل أقبل وظيفة بساعات طويلة والراتب جيد؟
2020-10-01 04:50:59 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
مشكلتي أني أتراجع عن قبول الوظيفة بعد أن أجدها بسبب قلة الراتب، أو طول ساعات العمل أو غيرها، وحاليا قبلت بوظيفة 10 ساعات عمل يوميا، وأنا في فترة تجريبية لمدة ثلاثة أيام، والوظيفة متعبة قليلا، وبعد أسبوع سوف أوقع العقد لمدة سنة، وأنا محتار، هل أقبل أم أرفض؟
المشكلة الممل في الوظيفة بسبب الساعات الطويلة، والعمل على فترتين يأخذ اليوم كله، ولكن هناك إجازة يومين في الأسبوع، والراتب جيد، لكن لا أستطيع الاستقاله إلا بعد اكتمال العقد، وأنا شخص أفكر بطريقة سلبية دائما، فماذا لو لم تعجبني الوظيفة؟ كيف أتركها؟
حاليا أنتظر منهم مكالمة لتوقيع العقد، وأشعر بخوف وهلع من كثرة التفكير، علما أن الوظائف قليلة هذه الأيام، وأنا أريد دواما بساعات قليلة، وهذا نادر، أرجوكم ساعدوني، ماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – ابننا الكريم – في موقعك، ونشكر لك التواصل المستمر مع الموقع، ونشكر لك هذا السؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يوفقك في عملك، ويُهيأ لك السعادة والخير والاستقرار.
لا شك أن الوظائف نادرة، وأن هذه الوظيفة التي وجدتَّها نعمة من الله تبارك وتعالى، فحافظ على هذه النعمة، واشكر الله تبارك وتعالى عليها، واترك التردد فإنه لا يأتي بخير، واعلم أن الحياة فرص، والإنسان ما ينبغي أن يُضّع مثل هذه الفرص، واعلم أن زيادة الراتب أيضًا مع صعوبة العمل، ولا يوجد عمل ليس فيه صعوبات، ولكن الإنسان ينبغي أن يقبل التحدّي ويخوض التجارب ويكتسب من الخبرات في هذه الحياة.
فلا تفكّر أبدًا في الاستقالة، خاصة بعد ما ذكرت من تكرر الرفض لك للعمل، لأن هذا ليس في مصلحتك، سيجد غيرُك هذه الوظيفة وأنت ستكون الخاسر الأول والأخير، فتعوّذ بالله من شيطانٍ لا يريد لك الخير، واعلم أن الإنسان عليه أن يحافظ على الوظيفة التي سيجد منها مصدر الرزق، وستكون سببًا في الوصول إلى الأرزاق التي كتبها الله تبارك وتعالى له.
تجنّب الخوف والقلق الدائم والزائد، لأن هذه الأمور تُقعد الإنسان، فتعوّذ بالله من العجز والكسل، والعجزُ نقص في التخطيط، كما أن الكسل نقصٌ في التنفيذ.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير، وأنت تُقِرّ بأن الوظائف قليلة، فلا تُضيّع هذه الفرصة اليتيمة، واعلم أن الفرق بين ساعات العمل الطويلة والقصيرة ليس كبيرًا، وأن الإنسان قد لا يجد العمل الذي يفضله كما يُريد، نحن نعمل كأنظمة عالمية وأنظمة دولية، أنظمة للمؤسسات والجهات التي نعمل فيها، والإنسان لا يملك أن يتحكّم في شروط العمل، ولكن يملك أن يتحكّم في نفسه، والنفس تحتاج أن يحملها الإنسان على المعالي، وأن يحملها الإنسان على الجِدّ.
واعلم أن هذه النفس تحتاج منك إلى تدريب، كما قال الشاعر: (والنفس كالطفل إن تُهمله شبَّ على حُبِّ الرضاع، وإن تفطمه ينْفطمِ)، فعوّد نفسك على العمل والجِدّ والاجتهاد، وأنت في مقتبل العمر.
واعلم أن الذين وصلوا الرتب العالية من الأعمال والوظائف ما وصلوا إليها إلَّا بعد تضحيات كثيرة، إلَّا بعد تجارب خاضوها.
عليه: نحن نرفض أن تفكر مجرد التفكير في مسألة الاستقالة، فكّر الآن في العمل والتوفيق والنجاح، واجتهد في اتخاذ الأسباب التي تُعينك على النجاح، وكن منفتحًا على الزملاء، اكتسبت من خبراتهم، وكن عنصرًا إيجابيًّا، وحاول أن تكون منضبطًا في عملك، وحاول أن تُخلص في عملك لله تبارك وتعالى، لأن المخلص في عمله يأخذ أجرين: يأخذ الثواب من الله، ويأخذ الراتب، ويأخذ الدرجات والرُّتب التي ينالها من خلال تجويده للعمل.
فتوكل على الله تبارك وتعالى، واترك التردد، وتعوّذ بالله من الأفكار السالبة ومن شيطانٍ لا يريد لك الخير، وهذه وصيتُنا لك بتقوى الله تبارك وتعالى، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والنجاح.