أعاني من تخيلات فقدان أمي وما سيحصل بدونها.. ما نصيحتكم؟

2020-09-28 06:51:02 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا في ١٦ من عمري، وأعاني من مشكلة تخيل أن أمي قد توفت، وتخيل ما سيحصل بدونها، أظن أن هذه المشكلة بدأت معي بعد أن تعرَّفت على عائلة قد توفيت أمهم، وهي صغيرة بعض الشيء، أنا خائفة من هذه الهلوسات والتخيلات؛ لأنها بدأت تسيطر عليّ وأتخيلها بكل موقف، وبكل مكان، ربما ما يزيدني قلقاً أنني منذ فترة ليست ببعيدة قد تعرَّضت لحادث قوي على الدراجة الهوائية، وكنت قد تخيَّلته سابقاً مراراً، وتكراراً - حدث مع بعض التغييرات عن ما تخيلته طبعاً - وأنا خائفة من مقولة " ما تفكر به تحصل عليه".

أعتقد أنني كتبت قصتي هنا؛ لأنه لا يوجد أحد أستشيره وإن لم أتكلم سأنفجر.

شكرًا على هذا الموقع الذي أقرأ منه دوماً عندما أعاني من مشكلة.

جعلكم الله سبباً لأتخلَّص من مشكلتي.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

الحمد لله أنت لست مريضة، وليس لديك حالة نفسية، إنما هي ظاهرة بسيطة.
كما تفضلت: أنت تعرفت على هذه العائلة التي تُوفيت أمهم وهي صغيرة في السن، نسأل الله لها الرحمة، وهذا قد أثّر على كيانك الوجداني الداخلي، وتمّ تخزين هذا الحدث الكبير على مستوى العقل الباطني، ومن ثمّ بدأ لديك في شكل وسوسة، هذه ليست هلاوس – أيتها الفاضلة الكريمة – وليست تخيلات، إنما هو نوع من حديث النفس ذي الطابع الوسواسي، التخوف أو التخيل من أن أمك توفيت: هذه وسوسة، هذا حديث نفس أكثر ممَّا هو هلاوس أو تخيلات.

أنا أعتقد أن هذا يمكن تجاوزه حقيقة، قناعتك يجب أن تكون صلبة وقوية، وأنا أحسب أنك تعرفين ذلك، الأعمار بيد الله، والخوف من الموت لا يُقدم في حياة الإنسان لحظة ولا يُنقص من حياة الإنسان لحظة، أسألِ الله تعالى لوالدتك الحفظ وأن يُطيل في عمرها وفي عمر والدك، وأن يُصلح أعمالكم وأن يختم حياتنا وحياتكم بالصالحات.

الدعاء هنا إن شاء الله تعالى يزيل هذا الفكر السخيف، وفي ذات الوقت يجب أن تُحقري هذا الفكر، هذا الفكر لا أساس له أصلاً، وقع عليك تأثير إيحائي – كما ذكرتُ لك – بعد أن عرفت وفاة أمُّ تلك العائلة، الذي يظهر لي أنك شخص حسّاس، عندك ميول للقلق، وقطعًا تكون الجوانب الانفعالية الوسواسية أيضًا لديك موجودة، وهذه كلها طاقات نفسية، ليست طاقات مرفوضة، لكن يجب أن نحولها من طاقات نفسية سلبية إلى طاقات إيجابية، وهذا يتم من خلال التفكير المنطقي، لا ندخل في فكر وسواسي أبدًا، وإذا حاول الوسواس أن يدخل على أنفسنا نرفضه من أول لحظة، تخاطبين الفكرة قائلة: (قفي، قفي، قفي)، وتكرر هذا عدة مرات، وتصرفي انتباهك لشيء آخر، مثلاً: تأخذي نفسًا عميقًا، تستغفري، تُغيري مكانك، هذا كله وسائل لطرد هذا النوع من الفكر الوسواسي.

حادثة الدراجة الحمد لله قد انتهت، والله تعالى حفظك، ويجب أن تفكري في هذا السياق، هذه الأحداث الحياتية تحدث، لذا أنا أرى أن أذكار الصباح والمساء مهمّة جدًّا، أذكار بعد الصلوات، أذكار النوم والاستيقاظ، تلاوة القرآن، الورد اليومي؛ لأن هذه حقيقة كلها تبعث على الطمأنينة في النفس الإنسانية، أضف إلى ذلك فهي حافظة، الإنسان حين يدعو الله تعالى بأن يحفظه هذا قمة الدعاء وقمة الرجاء.

فأعتقد أن نلتفت لهذا الأمر، يجب ألَّا تتركي مجالاً للفراغ، اجتهدي في دراستك حتى تكوني من المتميزين، يجب أن تكون لك آمال وطموحات إيجابية، يجب أن تكون الدافعية لديك دائمًا إيجابية.

ممارسة الرياضة – أيًّا كان نوعها – سوف تفيدك، وكذلك تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مفيدة جدًّا، خاصة إذا طبقها الإنسان بشيء من التدبُّر والتأمُّل، تمارين قبض العضلات وإطلاقها، تمارين التنفس التدرُّجي (الشهيق والزفير وحصر وحبس الهواء في الصدر)، توجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) يمكنك الاطلاع عليها وتطبيق ما ورد بها من إرشاد حول التمارين الاسترخائية.

أنت لست محتاجة لعلاج دوائي، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net