نصحني الأطباء بجلسات كهربائية لعلاج الوسواس، فما توجيهكم لي؟

2020-09-23 03:01:46 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا تناولت أدوية للوسواس، ووصفوه بالشديد جداً، تناولت لمدة أكثر من سنتين، وللأسف الأطباء أخبروني أنه لا حل سوي جلسات الكهرباء، وتواصلت معكم في استشارة سابقة منذ أكثر من شهرين أو ثلاثة، وأتناول ألوان الدواء الموصوف، وللأسف لا أشعر بأي تحسن ولو طفيف.

أنا الآن غير قادر على العيش بهذه الحال، وحياتي تتدمر يوماً بعد يوم، عزمت على الانصياع للأطباء، وقررت أن آخذ تلك الجلسات ولكن لدي عدة أسئلة: هل هي فعالة؟ هل يجب اختيار مكان محدد؟ وما هي مواصفات المكان؟ المستشفى أقصد، هل هناك مضاعفات؟ هل أشعر بألم شديد؟

أريد كافة المعلومات، لو أمكن.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك جدًّا في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

الجلسات الكهربائية ليست علاجًا مُعتادًا للوساوس القهرية البحتة، إلَّا إذا كانت مصحوبة بأعراض اكتئابية شديدة ومُطبقة، ففي هذه الحالة العلاج الكهربائي قد يكون مفيدًا.

أنا متأكد أن الأطباء لن ينصحوك بهذه الجلسات إلَّا إذا كانت بالفعل مفيدة لك، والحمد لله تعالى الآن الأجهزة التي تُستعمل لإعطاء العلاج الكهربائي لتنظيم إيقاعات الدماغ هي أجهزة سليمة وممتازة، وكلُّها تعمل من خلال الكمبيوتر.

ما دام الأطباء قد نصحوك بالعلاج الكهربائي، فأرجو أن تقْدِم عليه، وليس له مضاعفات أبدًا، قد تحس بشيء من ضعف في التركيز قليل جدًّا في الأسبوع الأول من هذه الجلسات، لا يوجد أي ألم مطلقًا، لأنه يُعطى تحت التخدير البسيط، تخدير لمدة عشر دقائق فقط. بعض الناس قد يحسّون بآلام عضلية بسيطة جدًّا، أو صداع بسيط جدًّا، نصف ساعة بعد الجلسة، ويختفي بعد عشر دقائق.

هذه هي المعلومات التي أودُّ أن أزودك بها، وطبعًا الطبيب سيشرح لك ما هي هذه الجلسات، وما قوة التيّار الكهربائي الذي سيُعطى لك؟ وكم مرة في الأسبوع؟ وما هي الآثار الجانبية؟ وما هي التحوّطات التي يجب أن تتخذها؟ طبعًا لا بد أن تكون صائمًا على الأقل ست ساعات قبل الجلسة، هذا كلُّه سيُوضح لك من خلال الطبيب المعالِج، وهذه قطعًا مسؤوليته.

أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تقْدِم على هذه الجلسات وأنت متفائل، واسأل الله تعالى أن يجعل لك خيرًا فيها، هذا مهمٌّ جدًّا، ولا تيأس أبدًا، الوسواس يُعالج ويُعالجُ بصورة فاعلة جدًّا الآن، والأدوية مفيدة جدًّا؛ إذا أُخذتْ بجرعة صحيحة. هذا هو الشيء المهم جدًّا.

كذلك الإنسان يُجاهد نفسه أن يرفض الفكر الوسواسي، أن يُحقّره، أن يتجاهله، ألَّا يُحلِّله، وأن يصرف انتباهه عنه، وهذا لا يأتِ إلَّا من خلال أن يُدير الإنسان وقته، ولا يترك مجالاً للفراغ.

عمومًا: نحن سعداء جدًّا بمشاركتك هذه، وطبعًا بالنسبة لاختيار المكان: لابد أن يكون مستشفى للطب النفسي، هذا هو المكان الوحيد الذي تُعطى فيه هذه الجلسات، وهنالك بروتوكولات وضوابط وأمور مُحددة، الأمور ليست فوضى أبدًا، أنا أطمئنك وأبشرك في هذا السياق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net