غياب العقل وعدم الاستيعاب هل هو مرض نفسي أم نقص في الفيتامينات؟
2020-09-21 03:17:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
تخرجت من الجامعة منذ ٥ سنوات، وعملت فترة وجيزة (تدريب) تدربت في الشركات وكنت موضعا للسخرية، بدأت حكايتي في الجامعة حيث كانوا يقولون عني الناس (فاصل، مفهي، محشش، عقلك مشغول)، وليس لدي القدرة على التواصل مع الناس، ولا أستطيع أن أستوعب الذي أعمله، أقوم بعمل أمور ولا أتذكر أنني عملتها، لا أعرف ما هي المشكلة؟ هل هي عقلية أم نفسية؟ وما هو الحل؟ فهل ما أعاني منه نقص في الفيتامينات؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Morad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أخي الكريم: من يغيب عقله لا يُدرك أن عقله قد غاب، لا أريدك أبدًا أن تعتقد أن عقلك غير موجود أو غير فعّال أو أنك غير مرتبط بالواقع. ربما يكون لديك بعض الاضطراب البسيط في شخصيتك، والناس تختلف في مكونات الشخصية وسمات الشخصية وصفات الشخصية.
النمط الذي تحدثت عنه في حياتك وطريقة تعاملك مع الناس، وطريقة تعامل الناس معك: أعتقد أنه ناتج من عدم توازن أبعاد شخصيتك، مع احترامي الشديد لشخصك الكريم.
فيا أخي الكريم: لا تهتمَّ لما يقوله الناس، كن منضبطًا اجتماعيًا، هذا مهمٌّ جدًّا، وأحسنُ وسيلة للانضباط الاجتماعي هو أن يقوم الإنسان بالواجبات الاجتماعية: يجب أن تصل رحمك، أن تكون بارًّا بوالديك، أن تذهب إلى المناسبات، الأفراح، الأتراح، تُقدِّم التهاني في حالات الأعراس، وتمشي في الجنائز، تقوم بواجبات العزاء، تخرج مع أصدقائك، تُصلّي مع الجماعة في المسجد، تمارس رياضة، تُكثر من القراءة والاطلاعات المفيدة... هذه هي الحياة، وهذا هو الذي يقودك إلى توازن كبير جدًّا في نفسك وفي شخصيتك، وتحقق إن شاء الله تعالى طموحاتك وآمالك.
أخي: عليك بالرفقة الطيبة، رفقة الصالحين من الناس مفيدة جدًّا للإنسان، والإنسان يتطبّع بطباع مَن حوله. فالبيئة الغير صالحة لا تُساعد الإنسان على النمو أو التطور السليم، فتخيّر أصدقائك، وهذه وصية نبيِّك صلى الله عليه وسلم حيث قال: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل) يعني: من يُصاحب، وقال: (لَا تُصَاحِبْ إِلَّا مُؤْمِنًا، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ)، والمثل يقول: (الصاحب ساحب).
ويا أخي: لا أعتقد أنه لديك نقص في الفيتامينات أو شيء من هذا القبيل، الأمر كله يتعلّق بنضوج الشخصية وتطورها، ولا أرى أنك غائب العقل أبدًا، فلا تُقلل من شأنك – أخي الكريم – قيِّم نفسك التقييم الصحيح، وافهمْ ذاتك، واسعَ إلى تطوير ذاتك حسب الأسس التي ذكرتُها لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.