جائحة كورونا سببت لي الخوف والهلع، فكيف أتخلص منها؟
2020-09-15 11:49:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أول ما بدأت الكورونا في الظهور كنت أقلق كثيرا، وأسمع الكثير عنها وعن أعراضها إلى أن بدأت في الانتشار في جميع البلدان، زوج أختي طبيب، أصيب بالكورونا هو وأختي وابنها، ثم أصبنا به أنا وعائلتي حيث أن الأعراض ذاتها التي ظهرت على أختي.
الحمد الله بعد الشفاء من الكورونا بأسبوع شعرت وكأن الأعراض عادت لي مرة أخرى، فأصبت بقلق وضيق نفس فظننت أنني أصبت به مرة أخرى، ولكن بعد التحاليل ذهبت إلى عدة أطباء صدر وقلب، وأخبروني أنني بخير، ولكن كنت ما زالت أشعر بالقلق، وبعدها بدأت ضربات قلبي تزيد وأصبت بنوبة هلع، حتى أنني ذهبت إلى طبيب نفسي، وظننت أنني سأموت، ولكن بعد ذلك بدأت الأمور تتحسن -الحمد الله-، ولكن بين الفترة والأخرى أشعر بالخنقة، وضيق في النفس.
ذهبت مرة أخرى إلى طبيب الصدر، وأخبرني أن الأعراض التي لدي هي توتر عصبي، وأخبرني بأن أعمل في وظيفة، وأصلي في الليل ركعتين لله لإزالة ضيق النفس، وبدأت أشعر واحدة واحدة أنني أتحسن نوعا ما، ولكن أخذت أبحث في الإنترنت عن أعراض التوتر، وقرأت أن استمراره يؤدي إلى مشاكل خطيرة كالسكتة الدماغية وأزمة قلبية فقلقت، ولكن حاولت ألا أفكر في الأمر كثيرا خاصة أن الأعراض لدي خفيفة ولا تظهر إلا وقت التوتر.
كنت أشعر بدوخة فعملت تحليلا للأنيميا منذ يومين، وظهرت لدي أنيميا بسيطة ونقص بسيط في الكالسيوم، السؤال هنا أنني لا زلت أشعر بآلام في الصدر من وقت لآخر، وكتفي وظهري، كما أنني أشعر بقلبي في بعض الأوقات ينبض بقوة وأشعر به يحرك بطني وصدري، فأخشى أن أصاب بأزمة قلبية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Eman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأقول لك الحمد لله على السلامة، وربنا كتب لكم العافية والشفاء من الكورونا، والذي بقي عندك يُعتبر نوعًا من الاجترارات والقلق النفسي الارتدادي، كثير من الناس تتولّد لديهم مخاوف بعد أحداثٍ مُعيّنة، وحتى بعد انقضاء الأحداث تحدث لهم ذكريات ونوع من الاجترار والتذكُّر حتى قد يكون على مستوى العقل الباطني، وهذا قد يجلب أعراض القلق والخوف والهرع في بعض الأحيان.
هذه الظاهرة ظاهرة معروفة جدًّا، وطبعًا جائحة الكورونا حقيقة سبَّبت فزعًا وهرعًا في جميع العالَم.
الحمد لله تعالى أنكم - كنت أنت وأسرتك - من الذين كُتب لهم الشفاء، وهذا يجب أن يكون عاملاً ارتياحًا كبيرًا بالنسبة لكم.
أنا أعتقد أنه لديك أصلاً قابلية للقلق وللتوتر، والمخاوف، وربما الوسوسة، لذا أصبحت تأتيك آلام الصدر هذه، آلام الصدر ناتجة من التوتر النفسي، تحوّل إلى توتر عضلي، وعضلات القفص الصدري أكثر العضلات التي تتوتّر حين تكون النفس متوترة، سبحان الله، وهذه الحالات نعتبرها حالات نفسوجسدية، يعني: تعطي في ظاهرها عرض عضوي مرضي، لكن في الحقيقة هو نفسي.
فالحمد لله تعالى حالتك هذه لا علاقة لها بأمراض القلب، ولا علاقة لها بالسكتات الدماغية أبدًا، فأرجو أن تقتنعي بتفسيري هذا، وأرجو أن تصرفي انتباهك من خلال أن تشغلي نفسك بما هو مفيد في حياتك وفي أسرتك، واحرصي على صلاتك في وقتها، والدعاء، خاصة أذكار الصباح والمساء، ولا تنسي الورد القرآني أبدًا.
طبّقي تمارين الاسترخاء، تفيدك كثيرًا، تمارين التنفُّس التدرّجي، وتمارين شد العضلات وقبضها ثم استرخائها، مع التأمُّل الإيجابي، توجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو أن تحرصي عليها، فائدتها كبيرة جدًّا في مثل حالتك هذه.
أيضًا الرياضة وممارسة المشي سوف تفيدك كثيرًا. حاولي أن تتجنبي النوم النهاري، وتحرصي على النوم الليلي المبكّر. وأنا أعتقد أنه سيكون من المفيد لك جدًّا إذا تناولت أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، وأعتقد أن عقار (سبرالكس) بجرعة صغيرة سيكون مفيدًا جدًّا لك، يُضاف إليه عقار آخر مضاد للقلق، وأرى أن عقار (ديناكسيت) بجرعة حبة واحدة صباحًا يوميًا لمدة شهرين سوف يفيدك كثيرًا.
أمَّا جرعة السبرالكس فهي: أن تبدئي بنصف حبة – من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – يعني: تتناولي خمسة مليجرام يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة واحدة يوميًا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.
أدوية بسيطة، وأدوية سليمة، وأنا متأكد أنها سوف تُساعدك كثيرًا، بجانب التطبيقات الإرشادية السلوكية التي حدَّثتُك عنها. أرجو ألَّا تترددي على الأطباء، أرجو أن تعيشي حياتك بكل ثقة وأمل ورجاء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.