الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرًا - أخي الكريم - على ثقتك في الشبكة الإسلامية وفي شخصي الضعيف، وأحبّك الله الذي أحببتنا فيه، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.
أنت عبَّرت بصورة جليّة جدًّا عمَّا تُعانيه من وساوس قهرية، والحمد لله تعالى هي كلها وساوس أفكار، ووساوس الأفكار بالرغم من خُبثها وما تُسبّبه من إزعاج لكن علاجها أسهل كثيرًا من وساوس الأفعال أو الطقوس الوسواسية، حيث إن وساوس الأفكار بجانب العلاجات السلوكية والتي تتمثل في تحقير الأفكار وعدم الخوض فيها، العلاج الدوائي له فائدة عظيمة جدًّا.
أخي الكريم: لا شك أن القلق النفسي هو الطاقة الرئيسية التي تُحرِّكُ الوسواس، هي الطاقة الرئيسية التي تُساعد على تفتيت الوسواس، وهي الطاقة الرئيسية التي تُهيمن على الإنسان أيضًا حين يحاول أن يتخلص من الوساوس، لذا تجد الإنسان يرجع ويلين ويستكين ويستسلم لإرادة الوسواس خوفًا من القلق المُصاحب. لكن دائمًا نقول أن المبدأ السلوكي الصحيح هو المواجهة للوسواس، وتحقيره، وصرف الانتباه التام عنه، وعدم الخوض في تفاصيله.
أخي الكريم: أنا متفائل جدًّا أن العلاجات الدوائية سوف تفيدك، وتفيدك إن شاء الله تعالى بصورة فاعلة جدًّا.
أنا أجبتُ على استشارة لك سابق بتاريخ 2/6/2020 أيضًا قبل ثلاثة أشهر ونصف، وحقيقة كنتُ نصحتك بعقار (زيروكسات)، وأنت الآن ذكرت أنك تتناول عقار (إفكيسور) بجرعة علاجية كبيرة، ويُضاف إليه عقار (سوليان). إذا كنت قد استفدتَّ من هذه الأدوية فأرجو الاستمرار عليها، أمَّا إذا لم تحس حقيقة بتحسُّن ملحوظ ولا زالت تنتابك نوبات الغضب ونتف الشعر والقلق المُهيمن والفكر الوسواسي؛ فإذًا نقول أن هذه الأدوية ليست مفيدة بالنسبة لك.
وسوف تحتاج للتواصل مع طبيبك مرة أخرى، وأنا أرى أن الوصفة التي ذكرتها لك في الاستشارة رقم (
2425871) بتاريخ 9/4/2020 أعتقد أنها ستكون الوصفة الفاعلة، لأن السيرترالين عقار رائع لعلاج القلق، ولعلاج الوسواس، ولعلاج التوتر، وفي ذات الوقت يُحسِّنُ المزاج. يُضاف إليه عقار (رزبريادون) الذي يُعرف عنه تمامًا أنه يُحسِّنُ كثيرًا من دافعية الأدوية الأخرى مثل الـ (زولفت) في علاج الوساوس القهرية. كما أنَّ الدوائين - السيرترالين والرزبريادون - مع بعضهما البعض قطعًا سوف يؤدِّيان إن شاء الله تعالى لامتصاص الغضب الذي تعاني منه.
عملية الاستبدال - أي الانتقال من الإفكيسور إلى الزولفت - تحتاج لإشراف طبي، لأن الزولفت من الأدوية التي لها آثار انسحابية إذا توقّف عنها الإنسان.
فإذًا - أخي الكريم - تواصل مع طبيبك، وطبعًا لا أقول لك: املي عليه، لكن قدّم له مقترحنا هذا، وأوضح له أنك لم تستفد كثيرًا من الإفيكسور والسوليان، وتريد أن تنتقل إلى البدائل التي ذكرناها لك، وأعتقد أنها سوف تفيدك كثيرًا.
أخي: عليك بترتيب الوقت وتنظيمه، والتعبير عن الذات، وتجنّب الكتمان الذي كثيرًا ما ينتج عنه الغضب. كما أرجو تطبيق ما ورد في السنّة المطهرة حول كيفية إدارة الغضب.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.