حائر بين ترك خطيبتي أو الاستمرار معها.
2020-09-14 05:37:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا شاب، عمري ٢٨ سنة، ومواظب على الصلاة منذ صغري، وأبتعد عن أي شيء محرم، وأنا أعمل في مجال التصوير، ومنذ سنة تعرفت على فتاة في عمل مشترك، وقالت لي: أنها معجبة بي، وأنا كنت معجبا بها قليلا.
هذه الفتاة خطيبتي حاليا، ولكن المشكلة أنه يحدث تجاوزات بيننا وأنا أحس بالذنب وأقول أنني سأتوب وأنها ستكون آخر مرة، ولكن يحدث هذا كثيرا، مع العلم أنها فتاة محترمة، لكنها تحبني بشدة، وتعاملني كأني زوجها، ولا يوجد فرق بيننا ولا تستحي مني.
لم يحدث الجنس بيننا، ولكن فعلنا كل شيء تقريبا ما عدا هذا، أنا أقول لها دائما أن هذا الموضوع يضايقني وأنه يبعدني عن الله ولا أحب هذا، ولكن نقوم به لاحقا مرة أخرى وأقوم بعتابها ونستغفر ربنا، ونقوم بالأمر ثانية وهكذا.
أنا لا أعرف هل أتركها وأبتعد عنها، أم أكمل معها وأعجل بالزواج؟ فهذا الموضوع يضايقني ويشغلني وأحس بالذنب ولا أعرف ماذا أفعل؟ أنا حقا أريد المساعدة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – ابننا الفاضل – في موقعك، ونشكر لك هذا الوضوح في طرح الاستشارة، ونسأل الله أن يُعينك على التوقف عن هذا الفعل الذي لا يُرضي الله تبارك وتعالى، واعلم أن للمعاصي شؤمها، فإذا أردتَّ أن تُكمل مع هذه الفتاة فابدؤوا حياتكم بتوبة لله نصوح، ثم سارع في المجيء للبيوت من أبوابها، واعزم على الزواج، ولا تقبل باستمرار هذه التجاوزات، فإنها مصدر شؤم وشرٍّ في حياتكم المستقبلية.
وإذا تبت إلى الله وتابت هذه الفتاة إلى الله تبارك وتعالى وطرقت باب أهلها فقد سلكت طريق الخير والصواب؛ فأفضل مَن شاركتك في الطاعات هي مَن كانت معك في الغفلات، ونسأل الله أن يتوب عليك وعليها، لكن نُحذّرك من التمادي في هذا الطريق، طريق الغفلة والمعاصي، {فليحذر الذين يُخالفون عن أمره أن تُصيبهم فتنة أو يُصيبهم عذاب أليم}.
وعليك أن تتخلص من أسباب ما يحدث، إذا كان ما يحدث من طبيعة العمل فعليك أن تُغيّر العمل، وأن تبتعد منها، وأن تتجنب الخلوة بها، وأن تنتبه وتُراقب الله تبارك وتعالى في كل أحوالك، وبيِّن لها أن من بركة الحياة الزوجية أن تبدأ بالطاعات، وأن البدايات الخاطئة لا تُوصِلْ إلى نتائج صحيحة، وأن لكل معصيةٍ شؤمها وثِمارُها المُرَّة.
إذا كنت بحق تُريدُها وهي بحق تُريدُ أن تكونَ شريكةً لك فابدؤوا حياتكم بالتوبة، وبالصدق، وبالتقيُّد بأحكام وآداب هذا الشرع الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
وأرجو أن تُعجّل بالتوبة، وتُعجّل بحسم هذه الأمور، وتسدّ كلّ بابٍ، أو مصدرٍ للشر، كلّ ما كان سببًا في إتاحة الفرصة لفعل أشياء لا تُرضي الله تبارك وتعالى يجب سدَّ وغلق هذه الأبواب، حتى لو اضطررت إلى تغيير مكان عملك، أو تغيير هاتفك، وهذا هو دليل الصدق في أنك تريد فعلاً أن تبدأ بداية صحيحة، واعلم أن توبتك إلى الله وتوبتها إلى الله هو من أول المعايير والشروط التي ينبغي أن تنتبهوا لها، وصدق التوبة أيضًا دليل على صدق المحبة في هذه الحالة، لأن الحب الفعلي هو ما كان في طاعة الله تبارك وتعالى، ووفق قواعد هذه الشريعة شرفنا الله تبارك وتعالى بها.
فتوقف، ولا تفعل مع هذه البنت ما لا ترضاه لأختك أو لعمّتك أو لخالتك، واعلم أن قُربك منها وهذا الشيء الذي يجمعك بها هو السبب، فإن الشيطان هو الثالث، والنبي -صلى الله عليه وسلم- حذّر من أن يخلو رجلاً بامرأةٍ؛ لأن الشيطان هو الثالث.
فسدَّ أبواب الشر، ولا تُعطي للشيطان فرصة، واعلم أن مَن يريد الحلال ينبغي أن يسلك الأبواب والطرائق الصحيحة للوصول إليه، ونسأل الله أن يُقدّر لك ولها الخير، وأن يتوب علينا وعليكم، وأن يُلهمكم السداد والرشاد.
نكرر دعوتنا لك بأن تُعجّل بالتوبة وتصحيح هذه الأخطاء قبل أن يُحال بينك وبين التوبة، قبل أن يحِلَّ بكم أجل الله، وحينئذ لا توبة ولا رجوع، {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيمًا * وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابًا أليمًا}، فإن ربنا يستر على الإنسان ويستر عليه، لكن إذا تمادى فضحه وهتكه وخذله، ونعوذ بالله، فإنه {لا يأمن مكر الله إلَّا القوم الخاسرون}.
ووصيتُنا لكم بتقوى الله ومراقبته، والحذر من التمادي في معاصيه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.