أمي تتدخل في حياتي الزوجية وتقيد حريتي، فكيف أتعامل معها؟
2020-09-08 05:45:36 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا متزوجة منذ ثمان سنوات ولدي ولد وبنتان، زوجي رجل خلوق وميسور الحال، وأنا أسكن في بيت مستقل فوق بيت حماتي منذ زواجنا، أهل زوجي طيبون لكنهم في أول سنوات زواجي افتعلوا لي الكثير من المشاكل مع زوجي وظلموني كثيرا، زوجي كان دائما في صفهم ويصدق ما تقوله أمه وإخوته عني، لكن الآن -والحمد لله- أصبح يعرف الحق ولم يعد يفتعل المشاكل معي.
أنا في الحقيقة في السنوات الأخيرة كنت أحاول أن أقنع زوجي بالسكن المستقل بعيدا عن منزل حماتي، وقد اقتنع أخيرا واشترى بيتا في بلد مجاور، ونريد أن ندرس أبناءنا في هذا البلد، لكن المشكلة أن هذا البيت قريب من بيت أمي وأبي متوفى، أمي تعيش معها أختي المطلقة والتي تعمل من الصباح إلى المساء، وأمي للأسف -وأعتذر عن قول هذا- من النوع المتسلط وتتدخل في جميع شؤون حياتي، وبما أنها في البيت وحدها طوال اليوم، فهي تريد أن آتي وأجلس معها طوال اليوم، وإذا اعتذرت بحجة أنه لدي ما أفعله فهي تأتي إلي وتجلس معي طوال اليوم، فلا أجد حريتي في بيتي.
المشكلة أني لا أستطيع أن أقول لأمي لا تأتي كل يوم، ولكني خائفة من أن تفتعل لي المشاكل مع زوجي، خاصة أنها تتدخل كثيرا وتغار كثيرا من أم زوجي؛ لأن زوجي دائما ما يشتري لها أثمن الأشياء.
أنا الآن في حيرة من أمري وأحس أني فاقدة لحريتي هنا وهناك ولا أدري كيف أتصرف.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تمر بحياة كل منّا مواقف يجب عليه مواجهتها وعدم الهروب، وأن يتخطاها، وأحيانًا تمرّ على أحدنا لحظات وأوقات نشعر فيها بأنَّ الدنيا قد ضاقت علينا بقدر ما رحبت، ولاشك أن كل إنسان يتمنى أن يحيا حياة سعيدة وهانئة ومطمئنة خالية من الهموم والأحزان، ولكن الابتلاء سنة من سنن الحياة، والسعادة مردها إلى القناعة، فالحياة لا تعرف التمام، ولا تعرف الكمال، ولا تأخذ أي امرأة من الدنيا كل شيء، بل لا بد من الابتلاء، تلك طبيعة الحياة الدنيا، هذا ليس شأنًا خاصًا بك وحدك، هذا وضع عام، والابتلاء بتحملك والدتك ليس هينًا، لكن الأجر عظيم، وربما أمك تعاني من الفراغ الذي يجعلها تتدخل في حياتك، ولهذا أنصحك بالآتي:
- الأم أجمل كنز وأول علاقة إنسانية لك في الحياة، فاجعلي البر معها هدفك، واصبري على تصرفاتها مهما كانت ومهما فعلت، وحاولي أن تجدي المبررات لها، وتذكري قول الله -جل وعلا-: "وقل لهما قولاً كريما"، فاحترام الوالدين من البر، وتذكري قوله تعالى: "فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما"، واعلمي أنه يجب عليك الاستمرار في برِّها والإحسان إليها.
- أنصحك أن تشعريها بتقديركِ واحترامكِ، حافظي على خصوصياتك من دون أن تجرحيها، واعلمي أنه ليس من حق أحد التدخل في حياتك، حتى لو كان أقرب الناس إليك، وتلك أمور لا تضير أحدا ولا يجب أن تغضب أحداً.
- يمكنك مناصحتها وأن توسطي أحدا من عائلتك (خالتك أو جدتك) ممن لهم رأي ومكانة عند والدتك ليتحدثوا إليها نيابة عنك، عسى أن تتقبل وتتفهم أن تدخلها الدائم في حياتك يؤثر سلباً على علاقتك الزوجية.
- اعلمي أن طاعة الزوج مفتاح الجنة، والزوجة التقية هي التي تسعى إلى إرضاء زوجها التقي البارّ بأهله، فديننا يا بنيتي يسير وسهل، ونحن نصعب الأمور على أنفسنا، والله ليس بظلام للعبيد، والعبيد يظلمون النفس، فالزوجة التي تحب زوجها تحب أهله وتكرمهم إكرامًا له.
وفقك الله لما يحب ويرضى، وأن تعم المحبة والسكينة والمودة والرحمة بينك وبين زوجك.