أشعر بالحزن والاكتئاب عندما يتغير مديري ليأتي آخر.. ما تفسيركم؟
2020-09-17 01:25:22 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
عندي مشكلة تسبب لي الأرق والتوتر، حيث إنه تم إنهاء تكليف مديري في العمل، وأتي بآخر ليحل محله، أشعر بانقباض شديد وحزن يصل لدرجة البكاء أحيانا، وأحس أنني لا أستطيع أن أتعامل مع الآخر.
(الحزن الذي أشعر به ليس على هذا المدير فقط، بل إذا رحل شخص من قربنا ونقل شخص آخر، أشعر بنفس الشعور، وقد يمتد إلى أكثر من يوم) لا أستطيع تبريره، ولا فهم هذا الشعور، في حين أن كل من معي قد يحزنون، ولكن أنا بشكل مبالغ فيه، وأدخل في حالة تغير مزاج، واكتئاب، وخوف، أريد تفسيرا لحالتي؟ وطريقة العلاج؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنت البلد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك ثقتك بنا وتواصلك معنا.
عزيزتي في هذه الحياة المليىئة بالأحداث اليومية المختلفة والمتنوعة من المجدي جدا أن نتعامل مع هذه المتغيرات بتقبل وعدم تضخيم الأمور أي إعطاء كل موقف حق من التفكير والتعامل معه، فالمبالغة في ردود الأفعال لن تجني علينا إلا الاستهلاك التام لمشاعرنا وعواطفنا، وبالتالي طاقتنا.
الحزن عاطفة حالها كحال العواطف الأخرى من الطبيعي أن نشعر بها عند حدوث أمر ما يستدعي لهذا الشعور، ولكن من غير الطبيعي الاستسلام لهذا الشعور لفترات طويلة لدرجة أن نشعر أن حياتنا قد أصيبت بالشلل بسبب هذه المشاعر السلبية التي تولدت لدينا نتيجة استسلامنا لها.
يختلف البشر في التعامل مع الحزن، فالبعض لا يستغرق الحزن معه سوى لوقت قصير، والبعض الآخر قد تطول معه الأعراض وقد يصاب بالاكتئاب نتيجة وقوعه فريسة سهلة لهذه المشاعر السلبية، كلا حسب شخصيته، وحسب ثقافته، وحسب تدينه، فجميع هذا العوامل تؤثر في مدى تقبلنا لتقلب الظروف والأحداث, فمن الواضح إنك تمتلكين شخصية حساسة أي أنك تعطين الأمور أكبر من حجمها الطبيعي وسريعة التأثر، فكل ما عليك فعله هو التغيير التدريجي للأفضل بمعنى عمل خطوات قد تساعدك في التخلص من الحساسية المفرطة، وبالتالي ستتعاملين مع مشاعر الحزن بصورة صحية، ومن أهم هذه الخطوات هي:
التيقن التام بأن هناك خللا في طريقة التعامل مع الأحداث، فعند الاعتراف بأن هناك مشكلة سيسهم ذلك بشكل كبير في إيجاد الحلول.
اقرئي عن تمارين الاسترخاء العضلي، وتمارين التنفس العميق.
عليك بإيقاف الفكرة السلبية فور ظهورها فورا، بمعنى عند الشعور بموجه حزن قادمة، قومي بعمل نشاط، واشغلي وقتك بشيء مختلف عما كنت تقومين به.
تقدير الذات وعدم المبالغة في تقديم التضحيات حتى وإن كانت بالمشاعر؛ لأن هذا العطاء في المشاعر بإفراط في الحزن لربما على فقد أحدهم، أو تغيير مكان عمل، أو خلافه من الأمور الحياتيه الكثيرة لن يشعر به أحدا سواك، وبالتالي ستشعرين بما تشعرين به الآن من تعب نفسي كبير، فالاعتدال في الأمور مطلب مهم جدا.
انظري للحياة بإيجابية أكثر، ونمي لديك شعور التقبل برضا لذاتك أولا، ولمجريات حياتك ثانيا.
أسأل الله لك أن ينعم عليك بالسكينة، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.