بسبب ظروف الحرب أصبحت أخاف من كل شيء!
2020-09-01 02:35:29 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة عمري ٢٣ سنة، من سوريا، طالبة في الجامعة، ودائما متفائلة، وليس عندي اكتئاب الحمدلله، لكن:
بسبب ما شهدناه من حروب أعاني من خوف شديد في الليل، خوف من العدو أن يهاجمنا دائما وكل ليلة أخاف وأقلق ولا أستطيع النوم، وأنا أحاول أن لا أركز على خوفي، لكن أحيانا أفشل، خاصة عندما أستيقظ في الليل لأشرب الماء فأقلق وأخاف وأرتجف كثيرا، ويخفق قلبي بشدة، وأعود لنفس التفكير.
دائما أركز على الأصوات في الخارج إذا كانت غريبة أم لا، قلقة من أن تعاد هذه الكوارث، ويحدث هذا معي منذ مدة طويلة، لكن كان بشكل أخف، الآن أصبحت أخاف أكثر وكل ماحدث شيء جديد يزداد خوفي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Kenaz حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.
بادئ ذي بدئٍ - أيتها الفاضلة الكريمة - يجب أن تُركزي على الأذكار وعلى الدعاء، أذكار الصباح والمساء حافظة، أذكار النوم تبعث طمأنينة عظيمة في نفس الإنسان، أذكار الاستيقاظ تزود الإنسان بطاقات معنوية عالية جدًّا لمواجهة يومه، هذه أول نقطة وددت أن أذكرها لك، لأنها بالفعل علاج ومجرب ومعروف.
والنقطة الثانية أقول لك: هذا الخوف الذي تعانين منه إلى درجة كبيرة هو خوف مكتسب، وربما يكون مبرَّرًا، قد يكون أصلاً شخصيتك لديها شيء من الميول نحو القلق، أو أنك شخصية حساسة، شخصية طيبة، ودودة، والظروف غير المواتية في بلادكم والعنف الموجود والقصص التي تُحكى قطعًا هذا قد يؤثّر على الكيان الإنساني، لكن، هذا أمرٌ عام، ونسأل الله تعالى أن يصرفه عنكم.
فابعثي في نفسك القوة، ابعثي في نفسك الأمل، ابعثي في نفسك الرجاء أن هذا الأمر إن شاء الله بحول الله وقوته سوف ينتهي تمامًا. والحياة لابد أن تستمر إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولاً، وعلى ضوء ذلك تشبَّثي بالأمل والرجاء، وكوني قوية، اجتهدي في دراستك، اجتهدي في عباداتك، كوني بارَّة بوالديك، مارسي أي رياضة ممكنة بالنسبة للفتاة المسلمة، تواصلي اجتماعيًّا ... هذه الأمور إن شاء الله تعالى تصرف انتباهك عن هذا النوع من الخوف.
وأريدك أيضًا أن تُطبقي تمارين الاسترخاء، هذه التمارين يمكنك أن تطلعي على اليوتيوب وتُشاهدي أحد المقاطع التي توضح كيفية ممارسة هذه التمارين وتحاولي أن تطبقيها بدقة، مفيدة جدًّا. طبعًا تسارع ضربات القلب مع الخوف يأتي من نشاط زائد في الجهاز العصبي اللاإرادي، إذًا هي عملية فسيولوجية بحتة، والرياضة والتمارين الاسترخائية تفيد جدًّا في هذا السياق.
سوف أصف لك أحد الأدوية الجيدة والبسيطة والسليمة وغير الإدمانية، والتي لا تؤثر على الهرمونات النسائية، دواء معروف بأنه مضاد للمخاوف، الدواء يُسمَّى (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام) يمكن أن تبدئي في تناوله بجرعة نصف حبة - أي خمسة مليجرام - تناوليها لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلي الجرعة حبة واحدة (عشرة مليجرام) يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، وهذه جرعة صغيرة، ليست جرعة كبيرة. وبعد انقضاء الثلاثة أشهر اجعلي الجرعة خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوع، ثم توقفي عن الدواء.
يُضاف للسبرالكس دواء آخر بسيط يُسمَّى (إندرال) هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (بروبرالانول)، تناوليه أيضًا بجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناوله. هو دواء جيد وداعم ويتحكم تمامًا في الخفقان.
هذه هي نصيحتي لك، وإن استطعت أيضًا أن تجري فحوصات طبية عامة هذا يكونُ أفضل، تتأكدي من مستوى الدم لديك ، وظائف الكلى، والكبد، ووظائف الغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (ب12)، وفيتامين (د)، هذا لمجرد الاطمئنان العام، دائمًا نحن نحاول أن نذكّر الناس بأهمية الصحة الجسدية، وكذلك الصحة النفسية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.