أعاني من توتر يلازمني طوال يومي.. ساعدوني
2020-08-31 06:00:34 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إخواني: أنا شاب عربي، أعاني منذ مدة من التوتر المستمر، والذي يبدأ مند الاستيقاظ وطيلة النهار، وبالخصوص عند الخروج والتعامل مع الناس سواء كانوا غرباء أو غير ذلك، أحس بهذا التوتر بين كتفي وعنقي، ويتطور في غالب الأحيان إلى ألم في العنق والرأس، وأشعر بتعرق مستمر بين الإبطين، الشيء الذي يحرجني، وينغص علي، ويحرمني من الاستمتاع كباقي الناس بيوم هادئ، بل يؤدي بي إلى تناول المخدرات للحد من التفكير والآلام، لكن بالعكس فهي مع إدماني في ازدياد مستمر -الحمد لله- استطعت الاقلاع، وقمت مؤخرا باستشارة طبية لدى دكتور نفساني، وأخبرني أني أعاني من الرهاب الاجتماعي، ووصف لي دواء، لكن التوتر لم يذهب بالرغم من تلك الأدوية، مما دعاني إلى الإقلاع عنها أيضا.
المهم إن حياتي لم تعد تحتمل حتى أني فسخت خطوبتي بدعوى أني غير مؤهل، أرجو من إخواني المساعدة، ولكم الأجر -إن شاء الله تعالى-.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ س الرفاعي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
أعراض القلق النفسي التوتري قد تؤدي إلى نفس الأعراض التي تعاني منها؛ لأن التوتر النفسي يتحوّل إلى توتر عضلي، ويُعرف أن عضلات الكتف والعنق وفروة الرأس والصدر هي أكثر العضلات التي يحدث لها انقباض عند التوترات النفسية، يعني: توتر نفسي يؤدي إلى توتر عضلي، ويظهر في الكيفية التي ذكرتها.
ربما يكون لديك أيضًا شيء من الخوف عند المواجهات، أو ما نسمّيه بالرهاب الاجتماعي البسيط، والذي وصف الطبيب لك الأدوية الخاصة به، لكنّك ذكرت أنك لم تستفد كثيرًا.
طبعًا التجربة مع المخدرات كانت تجربة بشعة – إذا جاز التعبير – لا شك أنها تجربة سالبة، ولا يمكن للإنسان أن يُعالج داءً بداءٍ أسوأ منه، لكن بفضلٍ من الله تعالى ورحمته أنت قد أقلعت وتوقفت، وأسأل الله تعالى أن يتقبّل توبتك، ويجب أن تكون حازمًا مع نفسك في هذا السياق، لا ترجع لهذا الداء أبدًا.
علاج حالتك ليس بالصعب أبدًا، أولاً: دائمًا حاول أن تُعبّر عن نفسك، لا تكتم، الكتمان يؤدي إلى احتقانات نفسية داخلية كثيرة، تظهر في شكل توترات نفسية عضلية.
وثانيًا: عليك بالواجبات الاجتماعية، دائمًا ضع الواجبات الاجتماعية في جدول أسبقياتك، إذا أتتك دعوة مثلاً لحضور مناسبة زواج لا تتخلف أبدًا، إذا سمعت بمريض في المستشفى اذهب وقم بزيارته، قدِّم واجبات العزاء، امش في الجنائز، قم بزيارة أصدقائك وأرحامك، وفي نطاق العمل: عملك عمل ممتاز وعمل نبيل، ولديك فرصة كبيرة جدًّا للتفاعل الاجتماعي المتواصل.
فمن خلال هذه الآليات – أيها الأخ الكريم – يمكن أن تُعالج نفسك بصورة متقدمة جدًّا، الصلاة مع الجماعة في المسجد أيضًا فيها نوع من التفاعل الاجتماعي الإيجابي جدًّا، وذلك بجانب الأجر بحول الله تعالى.
فهذه سلوكيات يجب أن تجعلها منهج حياتك، وعليك بالرياضة، رياضة المشي أو رياضة الجري، كل هذا الأنواع من الأنشطة تعود عليك بخير كثيرٍ جدًّا.
أمَّا بالنسبة للأدوية فهنالك أدوية فاعلة، ممتازةأ أنا لا أعرف الأدوية التي كنت تتناولها، لكن سوف أصف لك أدوية ممتازة جدًّا ونافعة جدًّا -إن شاء الله تعالى-.
الدواء الأول يُسمَّى (سبرالكس) واسمه العلمي (استالوبرام)، وهو الدواء الرئيسي، تبدأ في تناوله بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة (عشرة مليجرام) يوميًا لمدة شهرٍ، ثم اجعلها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام يوميًا لمدة شهرين آخرين، ثم خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول السبرالكس.
الدواء الثاني يُسمَّى تجاريًا (دوجماتيل) واسمه العلمي (سلبرايد)، تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرامًا – أي كبسولة واحدة – صباحًا لمدة أسبوعين، ثم تجعل الجرعة كبسولة صباحًا وكبسولة مساءً لمدة شهرٍ، ثم كبسولة واحدة صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناول الدوجماتيل.
كلا الدواءين – السبرالكس والدوجماتيل – من الأدوية السليمة والفاعلة، وغير إدمانية، التزامك بالدواء يؤدي إلى بناء كيميائي إيجابي، وهذا سوف يفيدك كثيرًا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.