أتضايق من صاحباتي ولا أقتنع بنفسي.. ما نصيحتكم؟
2020-08-27 03:08:05 | إسلام ويب
السؤال:
قبل ثلاثة أعوام جافتني أقرب صديقة لي فجأة، وأصبح تعاملها مؤلم جداً كأنها تزدريني، وفي تلك الفترة كنت متعلقة بمعلمة لي درستني، للعلم هذه الصديقة فعلت هذه الفعلة مرتين خلال الـ٦ سنين السابقة، المشكلة أني كررت نفس الخطأ، في المرتين تأثرت جداً، وتدمرت نفسيتي وألححت وعاتبت كثيراً.
أما معلمتي فقد تعلقت بها بسبب خيالاتي عنها؛ لأنه في الواقع هي تبذل القليل مجاملة، ورغم معرفتي بهذا كررت نفس تلك الأخطاء معها، حالياً قطعت تواصلي معها منذ ٧ شهور تقريباً، وتلك الصاحبة كلمتها مرة أخيرة في رمضان عن قليل مما في نفسي، حسبت أنني هكذا أفرغ ما في نفسي، ولم يحدث ما زلت أحس بألم قي قلبي وذاكرتي لا تنسى، حالياً لدي صُحبة إن لم أسأل لا يسألون ولا يطلبون العلم، وديانتهم رقيقة، وعدد منهن سيئات خلق، كثيرات الصراخ عليّ.
لا أشعر بالوُد أبداً، لكني لا أريد أن أعتزل، وأترك الناس فتتضرر نفسيتي أكثر، فقد أصبحت أحب الهدوء أكثر من اللازم، وأخاف وأتلعثم وأقلق وأتردد، وعزيمتي خفت، وتركيزي تشتت، ولا أقتنع بنفسي، ولا يعجبني بذلي في الحياة، ولست حازمة، وأغلب أحلام اليقظة، لم تكن هكذا.
أصبحت لا أتحمل أحداً، أريد حذف كل الناس، لكني أخاف أن أتضرر من العزلة أكثر حتى أبي رغم أن سلوكه وضربه مشكلة إلا أني كنت أصبر الآن أصبحت أتجنبه، وإن تحدث لا أنظر إليه ولو نظرت إليه نظرت نظرة ازدراء وغضب..
لا أريد أن أعيش هذا التشتت أكثر، فماذا أفعل؟ أأترك كل شيء؟
يبدو أني لا أحب، ولا أعرف مواجهة المشكلات والحزم فيها.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maram حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كل التحايا لك -أيتها الأميرة-.
مما لا ريب فيه أن الصداقة هي حاجة اجتماعية محببة لا غنى عنها، وحياتنا مليئة بالمعوقات والتحديات والصدف والقصص التي نسمعها من هنا وهناك، لذلك علينا أن نتحلى بالروح الرياضية وألا نضخم الأمور أو نوقف حياتنا عند حدث أو فراق صديق، أو سوء فهم تصرفات الآخرين.
غاليتي: أشعر بك وأتفهم كم أنت تتوقين أن يكون لديك صديقات مخلصات، واعلمي أن هذه ليست صداقة بل علاقة متغيرة وتنتهي لأي سبب، وأحيانا بدون سبب، وقد قلت: "لدي صُحبة إن لم أسأل لا يسألون ولا يطلبون العلم، وديانتهم رقيقة وعدد منهن سيئات خلق، كثيرات الصراخ عليّ" أنصحك أن تقطعي علاقتك بهنّ، وتعلمي اختيار نوعية جيدة من الناس حولك، ويجب أن يكون عندك مجموعة صديقات، وليس صديقة واحدة فقط تتمحور الحياة كلها حولها، وكوني قوية لتنطلقي في حياتك وتستعيدي شخصيتك وقوتك وتذكري قول عمر رضي الله عنه وأرضاه حين قال: "ما أعطى الإنسان بعد الإسلام نعمة أفضل من صديق حسن".
ونظرتك التي وصفتها وقلت إنها أصبحت سوداوية؛ بإمكانك أن تسعين إلى تغييرها لتصبح وردية ومفعمة بالحياة، فنحن خُلقنا لنعيش الحياة ونتمتع بما أنعم الله علينا من نعم ضمن الحدود الشرعية، فنحن لدينا الكثير من الأجواء الإيجابية في عالمنا العربي والإسلامي، فقط انظري حولك غاليتي، واعملي بهذه النصائح، وتوكلي على الرحمن:
- ارفعي من قدر نفسك، واعلمي أن محبتك لله أولاً ثم لنفسك ثم للآخر سوف تجعل منك فتاة جديدة وقوية، مقبلة على الحياة بروح الثقة بالله، وليكن هذا شعارك في الحياة؛ وهذا سوف ينعكس إيجابيًا على طريقة تفكيرك.
- اشكري الله واحمديه أنه وهبك قلبًا محبًا وصدرًا رحبًا، وأنك تكرهين حياة العزلة، لذلك أنصحك أن تتعرفي على صديقات صالحات جدد، وشاركي بالأنشطة الرياضية والاجتماعية، واعلمي أن الصداقة الناجحة هي التي تقوم على طاعة ومحبة الله تبارك اسمه.
- تقربي من والدك، وابني علاقة طيبة معه بدل أن تجافيه وتشحني مشاعرك بالغضب منه، واعلمي أنه مهما بلغ بك الجفاء؛ فيبقى له حق البرّ عليك.
اجتهدي في خدمته، وقدمي له الطعام والقهوة، أو أي شيء هو يرغب به ويسعد قلبه، حتى لو رفض منك هذا الاهتمام، فلا تندمي أو تبدي له أي استياء، بل قولي له: كما تشاء يا والدي، وقبلي يده.
- تقربي من إخوتك وأشعريهم أنّك بحاجة لهم، ولا تنسي الابتسامة، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: "تبسمك في وجه أخيك صدقة" أخرجه الترمذي؛ فهي تبث العاطفة والسعادة.
- اهتمي بصحتك النفسية، فأنت في عمر الزهور، ولا تعطي الأمور أكثر من حجمها، وركزي في مستقبلك، وليكن هدفك في الحياة التميز والارتقاء بالعمل والحصول على شهادة جامعية..
- اهتمي بنفسك ولا تهمليها، ولا تسترسلي بالأفكار السلبية، والتي تنعكس على صحتك ونفسيتك؛ ولا تسمحي لأحد بأن يقلل من قيمتك أو يؤثر عليك وكوني قوية وواثقة من نفسك.
-اشغلي نفسك بالتقرب إلى الله عز وجل، وأكثري من الاستغفار والدعاء، وادعي لك ولصديقاتك بالخير، وأن تلتقوا على حب الله وفعل الخير.
تمنياتي لك بالتوفيق والنجاح والارتقاء والتميز.