زوجي لا يعدل بيني وبين زوجته الثانية!
2020-09-01 06:12:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا متزوجة، ولي 13 سنة، ولي ابنتان، في بداية زواجنا لم يكن مقتنعا فيّ، وبعد مدة اقتنع، والحمد لله عشنا عيشة طيبة، وحصل شيء عادي هو أن زوجي أمرني بأن لا أفتح ستائر الشباك وفتحتهن وهجرني 4 أشهر، اعتذرت مرارا ولكن لم ينفع، وبعد 4 أشهر تصافينا ووعدته بأن لا أعيدها، وفجأة تغير علي وهجرني في رمضان 4 أشهر.
تزوج علي وأخبرني أنه سوف يعدل بيني وبينها وحلف على ذلك، ولكن بعد فترة من زواجه لم يعد يعدل بيني وبينها، حتى أنه أخرجني من بيته إلى بيت أهلي بسبب تافه جدا، وأخبرته بأن يجعلني في البيت أرعى بناتي ورضي، وتركني في بيت أبي سنة وكاد يطلقني، وأرجعني إلى بيته بشروطه هو، وأنا وافقت لأجل بناتي لكي لا يضعن، وأنا عدت، وهو لا يعدل بيني وبين زوجته الثانية أبدا، وتغير جدا علي، وهو يغيضني جدا عندما يراسلها ويهاتفها أمامي ويخرج معها ويجعلها تذهب أين أرادت، وأما أنا فيرفض تمام.
ما الحل في رأيكم؟ أنا عدت لله ثم من أجل بناتي، كيف أتعامل مع هذا الأمر؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبدالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يُصلح أحوالك كلها، ويُصلح ما بينك وما بين زوجك، ويُعيد الألفة بينكما، وقد أحسنت – أيتها الأخت الكريمة – حينما رجعت إلى بيتك من أجل رعاية بناتك والحفاظ عليهنَّ، فإذا احتسبت هذا العمل لوجه الله تعالى فإن الله تعالى لن يُضيِّع سعيك، فإنه سبحانه وتعالى وعد بذلك في كتابه الكريم فقال: {إن الله لا يُضيع أجر من أحسن عملاً}.
وممّا لا شك فيه أن بقائك مع بناتك تقومي عليهنَّ وتُصلحي أمورهنَّ ويعيشنَ معك في ظلّ عطفك ورحمتك؛ كلُّ هذه المصالح كبيرة ومنافع جسيمة تستحق أن تُضحي من أجلها، فينبغي أن يكون هذا حاضرًا دائمًا في ذهنك، منصوبًا بين يعنيك، مهما تجرَّعت من المرارات أو الآلام؛ فإنك إذا حققت هذا المقصود فقد أنجزت شيئًا كبيرًا وحققت أمرًا عظيمًا.
أمَّا عن علاقتك بزوجك فنحن نصيحتُنا لك أن توازني بين الأمور، فإن الله سبحانه وتعالى أرشد الزوجين والمرأة على وجه الخصوص إلى الموازنة، ورجَّح سبحانه وتعالى جانب المصالحة ولو بإسقاط بعض الحقوق، كما قال الله جلَّ شأنه في كتابه الكريم: {وإن امرأةٌ خافت من بعلها نشوزًا أو إعراضًا فلا جناح عليهما أن يُصلحا بينهما صُلحًا والصلح خير}.
وقد قيل في سبب نزول هذه الآية أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- صالح سودة بنت زمعة أمّ المؤمنين زوجته، ورضيت بأن تبقى زوجة ولا يُطلّقها في مقابل أن تهب ليلتها لأُمِّ المؤمنين عائشة – رضي الله تعالى عنها وأرضاها – هي رضيتْ بهذا في مقابل أن تبقى زوجة ولا يُطلِّقها، فتكون زوجةً معه يوم القيامة.
فهذه مصالحة بإسقاط بعض الحقوق للمحافظة على مصالح أخرى، فاجعلي هذا النموذج حاضرًا بين يديك، وحاولي بقدر الاستطاعة كسب قلب زوجك بأنواع الإحسان إليه، وحسن التبعّل له، وطاعته فيما يأمرك ... إلى غير ذلك ممَّا تكسبين به قلبه، فإن ساوى وعدلَك بينك وبين زوجته الأخرى فذاك، وإن لم يعدل ووافقت على رجوعك إليه ببعض الشروط التي اشترطها لإسقاط بعض حقوقك، فنصيحتُنا لك أن تُسقطي شيئًا من حقوقك من أجل المحافظة على بيتك وبناتك، وإذا احتسبتِ ما تتعرضين له من شعور بالهضم أو الظلم، فإن هذا مكتوب لك في صحائف أعمالك.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان ويرضّيك به.