أريد الزواج برجل أصغر مني سناً وأهله رفضوا، فما الحل؟
2023-02-16 02:50:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا أرملة، لدي طفلان، مر على وفاة زوجي 4 سنوات، أعيش مع أبي وزوجته، علماً أن لدي سكني الخاص، ولكني لم أستطع أن أعيش وحدي، وزوجة أبي ترفض وجودي معهما، ولهذا السبب قررت الزواج.
تقدم لي رجل يصغرني بست سنوات، وأهله رفضوا بسبب فارق السن، ولم يعجبهم شكلي ووضعي كأرملة وأم لطفلين، وهذا سبب لي عقدة نفسية، فأردنا الزواج من دون علم أهله، ولكن أبي رفض.
سؤالي: هل يجوز هذا الرفض؟ وهل يجوز تصغير أنفي بعملية، وشد بشرتي بالحقن حتى يختفي الفارق في السن بيني وبينه، ويتقبلني أهله وأكون أجمل في عينيه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دلال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – أختنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يكفيك بحلاله عن حرامه، وأن يُقدّر لك الخير حيث كان.
زواجك بهذا الرجل دون علم أهله جائز، ولا إثم فيه، ما دام العقد سيكون عقدًا شرعيًّا مستوفيًا للأركان والشروط، ولا يجوز لوالدك أن يمتنع من تزويجك بهذا الرجل إذا كان كُفؤًا لك، وامتناعه بسبب عدم علم أهله بأنه سيتزوجك اعتذارٌ غيرُ صحيح.
لذا فنصيحتنُا لك أن تُحاولي معالجة هذا الموقف إذا كان هذا الرجل كُفؤًا لك، ويصلح لك زوجًا، أن تحاولي معالجة هذا الموقف بالطرق التي يمكن أن تؤدي إلى تحصيل النتيجة الحسنة الطيبة، بالاستعانة بالأقارب من الأعمام ونحوهم، الذين لهم كلمة مسموعة عند والدك، وأن يتم تبيين الحكم الشرعي له بلينٍ ورفقٍ حتى يتقبّل الأمر ويعلم أن المصلحة في الزواج، فإذا امتنع من تزويجك وكان الرجل كُفؤًا لك، فمن حقك أن ترفعي أمرك إلى القاضي الشرعي، على أننا ننبهك إلى أن الوالد في الغالب لا يمتنع من تزويج ابنته إلَّا إذا كان يخشى عليها ضررًا أو يدفع عنها شرًّا، فلا بد أن تتعاملي مع موقف والدك بكثير من التروّي والتريُّث ومعرفة الأسباب التي تدفعه للامتناع من تزويجك.
أمَّا عن العمليات التي تسألين عنها – عمليات التجميل -: فإذا كانت هذه العمليات لقصد التحسين فقط وتحصيل مزيد من الجمال والحُسنِ، فهذه عمليات مُحرَّمة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر، كما في صحيحي البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود، قال: (لَعَنَ اللهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُستَوَشِّمَاتِ، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ)، و(المُتفلِّجات) معناه: أن تَبْرُدُ المرأةُ ما بين أسنانها حتى يبدو منظرها أجمل وأحسن.
قد بيَّن هذا الحديث أن الممنوع أن يكون ذلك للحسن، أي لمزيد الحسن فقط.
أمَّا إذا كانت العمليات الجراحية لإزالة التشوه والعيب، فهذه جائزة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أحد الصحابة، وقد قُطعتْ أنفُه في المعركة أن يتخذ أنفًا من ذهب، فإذا كانت هذه العمليات التي تسألين عنها لإزالة عيبٍ فيك وتشوه، وتقصدين من ورائها إرجاع الأمر إلى طبيعته وحالته الطبيعية المقبولة عند الناس؛ فهذه جائزة.
أمَّا إن كنت تقصدين فقط مزيد تجميل وتحسين، فهذه حرام لما سمعتِ في الحديث.
نسأل الله تعالى أن يُقدّر لك الخير حيث كان.