أريد تغيير تخصصي في الجامعة ولكني في حيرة!
2020-08-17 06:24:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو :عن تغيير التخصص.
تخرجت من الثانوية العامة بمعدل عال جدا، وأراد أهلي أن أسجل في تخصص الصيدلة، وأنا لا أحبه إلا أنني تلبية لرغبة أهلي صليت الاستخارة لهذا التخصص، وبالفعل جرت الأمور إلى تسجيلي في هذا التخصص ووفقت إليه بالرغم من أنني لم أحبه.
الآن لقد مرت سنة على هذا التخصص وما زلت أكرهه، ولا أريده، ولقد أمضيت السنة الأولى وأنا أبكي، وأشعر بالحزن حياله، ولم أرتح، وأشعر بالتخبط في أمر التحويل، حيث إن هذا التخصص ممتاز من ناحية العمل في بلدي، إلا أنني لا أحبه.
مؤخرا أصبحت أراه كالكابوس الذي أريد الابتعاد عنه.
الآن صليت الاستخارة مجددا، وعدة مرات لكي أحول لتخصص أسهل فقط ليرتاح بالي، ولم أجد نتيجة، أشعر بالحيرة مجددا.
مع العلم أنني ذهبت لتسجيله في الجامعة، ووجدت أن طريقة التحويل أسهل مما يجب؛ لأنني ما زلت في السنه الأولى، وهو ما لم أكن أعلمه.
لا أعرف هل علي أنا آخذ بالاستخارة الأولى، أم أغير تخصصي وأبقى في حالة الخوف والحزن الذي أنا فيه أم أغير التخصص؟
وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – بنتنا الفاضلة – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يعينك على بر والديك، وعلى إرضاء الكبير المتعال، وأن يُصلح الأحوال، وأن يُحقق لك الطمأنينة والسعادة والآمال.
لا شك أن التخصص الذي مضيت إليه بناءً على رغبة أهلك وبعد الاستخارة وحققت فيه ولله الحمد نجاحات – وهو التخصص الأفيد من حيث الفرص ومن حيث العمل – وأنت تريدين أن تتركيه لما هو أسهل، نحن نجد في أنفسنا ميلا إلى الاستمرار في هذا الطريق، وتعوذي بالله من شيطانٍ لا يريد لك السعادة، ولا يريد لك الخير، واعلمي أننا نؤيد فكرة الاستمرار في هذا التخصص، وطرد هذه الوساوس السلبية، والتعوذ بالله تبارك وتعالى من شرِّها.
واعلمي أن الإنسان إذا دخل في تخصص واستطاع أن ينجح فيه ويحقق درجات عالية، وهو في ذلك يجمع رغبة أهله – وفيهم الوالد والوالدة، وفيهم أحب الناس وأحرص الناس على مصلحته –فأرجو أن تجاهدي نفسك في الاستمرار في هذا الطريق.
أيضًا هناك اعتبار مهمٌّ جدًّا وهو مسألة تضييع سنة في حالة التغيير، وأعتقد أن الجامعة ستُجبرك أن تبدئي من البداية، وسنة من عمر الإنسان ليست سهلة، والتخصص الآخر الذي تميلين إليه يمكن أن تجعلي مجاله هواية أو أمرا تميلين إليه.
هذا ما نراه في هذه المسألة، مع أننا لو تشاورنا في البداية دائمًا نتمنى للإنسان أن يميل ويتخصص في الجانب الذي يجد نفسه فيه، ولكن قد مضى عام، وحققت النجاحات، وهو التخصص الأعلى، وهو الأفيد، وهو الأكثر في فرص العمل وفي إرضاء والديك، وأنت ولله الحمد لا تعانين من عجز أو صعوبة في الاستمرار فيه، وإن وجدت صعوبة فهي لمصلحة، فدائمًا الذي يريد المعالي لا بد أن يتعب.
وهذا ما نراه، والأمر لك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.