الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب.
وأنا قد أجبتُ على استشارة لك قبل ثلاثة أسابيع تقريبًا، ورقم الاستشارة (
2438918) ووجّهتُ لك فيها بعض النصائح الإرشادية، فأرجو أن تأخذ بما ذكرتُه لك.
الآن –أيها الفاضل الكريم– سؤالك هو حول تناول الزيروكسات، وكيفية التوفيق ما بين تناول الدواء بصورة صحيحة وساعات العمل غير المنتظمة؟
طبعًا عملك يجب أن يكون له أسبقية في حياتك، من نواحي كثيرة، ويجب أن تجتهد في عملك، وأن تكون مُقدمًا عليه، وأن تستمتع بعملك.
الوضع المثالي طبعًا: الساعة البيولوجية للإنسان تتواءم أكثر مع أوقات العمل المنتظمة والمرتّبة؛ لأن هذا يُتيح للإنسان النوم في ساعاتٍ مُعينة، لكن مَن هم في مثل عمرك -الحمد لله تعالى- الساعة البيولوجية تتواءم أيضًا بسرعة، فاستمر على نفس المنوال والنمط الذي تسير عليه الآن، لكن بشرط أن تأخذ كمية كافية من النوم، يجب ألَّا تقلّ عن 6 ساعات، ويجب أن تمارس رياضة، الرياضة تُعوّضُ كثيرًا ما هو مفقود من النوم الصحيح، وأيضًا تُساعد على ترتيب الساعة البيولوجية، وتنشيط الموصّلات العصبية من أجل إفراز المواد الكيميائية الدماغية الإيجابية التي يحتاج لها الإنسان.
بالنسبة للزيروكسات: الحمد لله هو دواء نستطيع أن نقول إنه مُحايد، بمعنى أنه لا يزيد النوم ولا يُنقصه. هذه هي تجربة الكثير من الناس مع الزيروكسات، فأنت تناوله في الوقت الذي يُناسبك، وكل الذي نريده أنه في خلال الأربع والعشرين ساعة يجب أن تتناول الجرعة المطلوبة.
تناوله قبل النوم قد يكون أفضل؛ لأن بعض الناس يقولون إن الدواء يعطيهم شيئاً من الشعور بالاسترخاء، فإن حدثت لك تجربة مماثلة فتناوله قبل النوم، وقلّة قليلة من الناس تقول إن الزيروكسات زاد من درجة اليقظة لديهم، فإن كنت من هؤلاء طبعًا من الأفضل أن تتناوله بعد الاستيقاظ من النوم.
فالحمد لله تعالى الأمر فيه سعة كبيرة جدًّا من حيث التوقيت.
بالنسبة لتقسيم الحبة التي تركيزها خمسة وعشرون مليجرامًا إلى نصفين: نعم، هذا لا بأس به أبدًا، لن يحدث إن شاء الله خلل في نسبة التركيز الدوائي، فيمكنك أن تتناول 12,5 مليجراماً كجرعة تمهيدية.
بالنسبة لعقار إندرال: طبعًا لا مانع من تناوله أبدًا، لأنه دواء بسيط، ويفيد كثيرًا في الأعراض الجسدية للقلق والتوتر، وهو ينتمي لمجموعة من الأدوية تُسمَّى (مثبطات البيتا) ويعمل من خلال التحكم في النشاط الكيميائي للجهاز العصبي اللاإرادي، أو ما يُعرف بالجهاز السبمثاوي.
الإندرال عمومًا دواء عمره النصفي بسيط نسبيًّا، لذا فإن كنت تشعر أن لديك تسارعاً في ضربات القلب أو خفقاناً أو تلعثماً أثناء الكلام -كما ذكرت في رسالتك السابقة- من هذه الناحية سيكون الإندرال دواءً جيدًا جدًّا، ونسبةً لقصر عمره النصفي، يُفضّل أن تتناول جرعة عشرين مليجرامًا صباحًا وعشرين مليجرامًا مساءً؛ لأن ذلك يعطينا ضمانًا كاملاً -إن شاء الله- على أن الدواء سيكون في تركيزٍ جيد ومنتظم في الدم، وبعد أن تستقر أحوالك بعد أسبوعين مثلاً يمكن أن تخفض الجرعة وتجعلها عشرين مليجرامًا صباحًا، وهذه تستمر عليها لمدة شهر، ثم تجعل الجرعة عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم يمكنك التوقف عن تناول الإندرال.
عمومًا هو دواء بسيط، ومفيد، والجرعة اليومية لعلاج مثل حالتك هذه هي من عشرين إلى ثمانين مليجرامًا يوميًا، يعني أن جرعة الأربعين مليجرامًا هي جرعة صحيحة وسليمة جدًّا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك مرة أخرى على ثقتك في استشارات إسلام ويب.