محتارة هل أقبل الخطبة من ابن خالتي أم لا؟
2020-07-29 02:08:52 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا فتاة بعمر 18 سنة، أدرس في الجامعة وملتزمة، والحمد لله، ومنذ ٩ أشهر تقدم لخطبتي ابن خالتي، هو شاب ذو خلق ودين، وقبل أن يتقدم لي بسنة كان خاطباً زميلته، وقال إنه دخل في علاقات حب قبلها، مما جعلني محتارة، شعرت بالذل والإهانة عندما تقدم لي، إذ أنه كان يعرفني وذهب وخطب زميلته ثم بعد أن تركته هي كما قال (وقبل أن يأخذ فترة كافية لنسيانها) تقدم إلي.
شعرت كأنني شيء رخيص ومتوفر متى قدم إلي وجدني متوفرة بعد أن يحب ويختار، كما أنه كان عفوياً في التعامل مع بنات العائلة، ومنذ أن قلت له إن هذا لا ينفع معي ترك ذلك.
ترددت أيضاً لأنه قريبي وأخشى من الأمراض الوراثية، ثم إنه الآن لا يملك شيئاً ولا يمكنه إقامة زواج، وأنا أخبرته أني لن أتزوج إلا إذا أكملت دراستي، فقال: إن هذا جيد معه لأنه غير جاهز، ولكن هكذا فترة الخطبة ستطول جداً، وهنالك محاذير كثيرة من طول فترة الخطبة، قلت له لم لم تتقدم بعد أن تكون جاهزاً؟ قال إنه يخاف أن يضيعني.
كنت سألته إن كان يحبني أم أنه فقط يريد زوجة؟ فقال: هو يحبني حباً لم يحبه فتاة غيري، وكل مرة يخبرني بحبه، وهذا مما جعل قلبي يميل إليه بعد أن كنت لا أطيقه.
أنا مترددة كثيراً، وأخذت تسعة أشهر أفكر ولا أخرج بقرار، صليت كثيراً الاستخارة ولكنني لا أزال مترددة، أرى فيه كل صفات الشخص الذي أريده وأخاف إن رفضته أن لا أجد مثله، وأرجع وأقول: أنا صغيرة ولا أفكر في الزواج أبداً، وقبلها كنت أرفض الخطاب قبل أن أعرفهم، وشعوري بالذلة والمهانة أكثر ما يؤرقني، فدلوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ترتيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك – بنتنا الفاضلة – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدر لك الخير، وأن يُحقق لك السعادة والآمال.
لا يخفى عليك – بنتنا الفاضلة – أن الخالة أُمّ، وأن ابن الخالة بأرفع المنازل، والصفات المذكورة في الشاب – ابن الخالة – كونه شاباً ذا خلق ودين، هذه صفات لا نرضى أن تفرّطي فيها أبدًا، ولذلك احرصي على إكمال المشوار مع الشاب المذكور، واعلمي أن وجود هذا القُرب لا يؤثّر، يعني غالبًا لا يؤثّر، والزواج أيضًا من الأقارب له ميزات، وقد تكون فيه بعض المخاوف لكن المخاوف لا تتحقق إلَّا إذا كانت هذه الزيجة متكررة لمدد وأجيال، يعني: يتزوج ابن الخالة ببنت الخالة وبنت الخال من ابن الخالة، ومن بنت الخال لابن العم، بهذه الطريقة.
على كل حال: هذا ليس مكان الإشكال، لكننا ننصح بإكمال المشوار معه، طالما كان بالصفات المذكورة، ولا تقفي عند مسألة ارتباطه بأخرى وتركه لها أو تركها له، فإنك الآن – كما أشرت – أنت صغيرة، وهي قد خطبها قبل أن تصلي أنتِ إلى هذا العمر، والآن تقدّم لك، ولا إشكال في هذا، لا إشكال في أن يخطب مرة أو مرتين أو ثلاثا وتكوني أنت الرابعة، لأن المهم هو أن يجد الإنسان مَن تُوافقه ويوافقها، والحمد لله حصل الميل بينكما.
لذلك أرجو ألَّا تقفي طويلاً عند مسألة أنه كان خاطبًا لفتاة زميلة له، ولا تقفي طويلاً عند كونه الآن ليس صاحب مال، يعني: كل هذه الأمور ليست المعايير التي ينبغي أن نهتمّ بها، خاصّة بعد وجود الخلق والدين، ولذلك أنت في مقام بناتنا ونحن في مقام الآباء؛ ونوصيك بأن تكملي مع هذا الشاب المشوار، وتتركي التردد، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدر لك وله الخير، وأن يجمع بينكما على الخير.
اعلمي أن رضاك به سيكون له أثر طيب على الأسرة، وهو أيضًا أكثر من يُقدّرك لكون القرابة الموجودة بينكما، وأيضًا من حقك أن تُكملي دراستك، وتستطيعي أن تُكمليها الآن ريثما يُجهّز نفسه، ويمكن إكمال الدراسة أيضًا حتى لو حصل الزواج، ونسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.
أرجو أن تعلم بناتنا أن الزوج فيه عونٌ على النجاح، ليس الأمر كما يظنّ الناس أن التي تتزوج لا تستطيع أن تُكمل دراستها، ولا تستطيع أن تُكمل النجاحات في الحياة، وعندنا تجارب ونماذج كثيرة مرَّت علينا، ولذلك المهم هو حصول هذا التوافق وهذا الميل، والأهم من ذلك هو وجود الدين والخلق، وهي صفة الأساسية التي أوصانا بها النبي، بل أوصى بها الفتاة وأوليائها: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلَّا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).
أسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدر لكم الخير، وأن يُبارك عليكم ولكم، وأن يجمع بينكما على الخير، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.