مصاب باضطراب ثنائي القطب ومؤخرا ظهر علي مرض جديد!
2020-08-10 03:53:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع الرائع وعلى اهتمامكم برعاية المرضى ووفقكم الله.
أنا شاب عمري ٤٠ سنة، أصبت منذ عشر سنوات بمرض نفسي شخص على أنه اضطراب ثنائي القطب، وعانيت ما عانيت من آثاره لدرجة أني كنت على شفى حفرة أن أفقد وظيفتي التي تعبت على حصولها وتعبت فيها لوصولي لما وصلت إليه بفضل من الله ومنه علي.
باختصار أصبت بمرض جديد وشخص من قبل الطبيب على أنه مرض الاضطراب الظلالي، حيث أنني أعجبت بموظفة لدي ولاحظت بأنها تبادلني النظرات التي تظهر، وأنها معجبة بي إلى أن وصل الحال بي أنني أستدعيتها إلى مكتبي وأخبرتها بذلك وأنكرت أنها كانت تنظر إلي، وما إن اتصل بي سكرتير مديري يخبرني بأن مديري يريد مقابلتي، وذهبت إليه ودخلت إلى مكتبه فسألني لماذا تحرشت بالفتاة، فأخبرته بأنها كانت تنظر إلي وهي معجبة بي طبعا، هو لم يصدق هذا الحدث، فقال لي بأنه إن تكررت هذه المشكلة سوف يتخذ إجراء بأن ينقلني إلى قسم آخر إن كررت هذا الفعل، عندها رجعت إلى مكتبي أفكر وقلت في قرارة نفسي لماذا هي تنظر إلي بنظرات إعجاب، وبعدها قامت بتقديم شكوى علي!
المهم قررت بأن أخبر طبيبي بتلك الحادثة فشخصني بهذا المرض (الاضطراب الظلالي)، فوصف لي دواء ريسبيردال ١ ملغ مرتين في اليوم، ومن شدة هذا المرض خطر ببالي أن أستقيل من عملي على أن أرتاح من كثرة التفكير بالبنت ولا أراها مطلقا أمامي، على أن يساعدني ذلك في التغلب على هذا المرض، لكن الدكتور نصحني بعدم الإقبال على هذا القرار، احترت ماذا أعمل! فأنا جدا تعبت!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والشفاء.
حالتك مشخصة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهذا مرض معروف ويستجيب للعلاج بصورة جيدة جدًّا ما دمت مداوما على الأدوية بالصورة الصحيحة وبالجرعة المطلوبة.
ما حدث بينك وبين هذه الفتاة أنا أعتقد أنه يأتي في نطاق شعور وجداني زائد نحو الفتاة، ولا أعتقد أنه وصل لمرحلة الاضطراب الضلالي، مع احترامي الشديد لرأي الطبيب الذي ذكر لك هذا الأمر، لكن نعتقد أن الموضوع هو في نطاق أو في حيّز المشاعر الوجدانية التي قد تحدث بين الرجل والمرأة.
وأعتقد أن المخرج من هذا الأمر هو أن ترجع لأصول دينك وما حثَّ الإسلام عليه حول كيفية التعامل مع المرأة الأجنبية، أنا أعتقد أن هذا سيكون حائط الصدِّ الذي يجعلك تعيش في أمانٍ وفي اطمئنان، وتتخلص من هذه الأفكار التي سبَّبت لك كل هذه الصعوبات التي تحدثت عنها فيما يتعلق باستدعاء مديرك لك والتحدث معك حول هذا الموضوع.
هذا هو الذي يجب أن تنتهجه، وجرعة واحد مليجرام من الرزبريادال قطعًا سوف تمنع الجانب الهوسي في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، لأن الإنسان إذا كان في حالة هوسية أو شبه هوسية تحدث له هشاشة نفسية كثيرة، وربما بالفعل تكون بعض تصرفاته غير منضبطة أو تحيد عن الحدِّ المطلوب.
فيا أخي: واصل علاجك، وواصل مع طبيبك، وأنا أنصحك حقيقة أن تَقْدِم على الزواج، الزواج وأنت في هذا العمر أعتقد أنه سيكون حلًّا للصعوبات التي تواجها الآن فيما يتعلق بمشاعرك وعواطفك الوجدانية حيال المرأة بصفة عامة، وهذه الفتاة بصفة خاصّة، والزواج هو الحل الصحيح.
أمَّا بالنسبة لموضوع ترك عملك وتستقيل من العمل: طبعًا الاستقالة ليست حلًّا، والحل هو أن تكون صارمًا مع نفسك حيال هذه المشكلة، وكما ذكرتُ لك أن تقدم على الزواج، وأن تحافظ على جرعاتك العلاجية حسب ما هو مطلوب، ودائمًا أيضًا – أيها الفاضل الكريم – في تعاملنا مع الآخرين – خاصة النساء – ما لا نرضاه لأنفسنا يجب ألَّا نرضاه للآخرين، ودائمًا يجب أن نعامل الناس كما نحب أن يعاملونا، العلاقة يجب أن تكون قائمة في الحدود المعروفة، حدود التقدير والاحترام وليس أكثر من ذلك، وهذا يُبعدك تمامًا من اقتراف أي خطأ أو مشكلة من النوع الذي تحدثت عنه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.