أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟
2020-07-15 03:36:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قبل شهرين تقريبا أصبت بحمى وبرد مصحوبة بكوابيس شديدة طوال الليل، وصعوبة في التنفس، تناولت حبوبا للحساسية، وقطرة للأنف على أساس أنها جيوب أنفية، ولم أذهب إلى المستشفى خوفا من الكورونا، واستخدمت حقن زيتية باعتبارها ملاريا، وبعدها أصبحت أعاني من فتور حاد، ورعشة، ودوار، أشعر كأني فاقد للسوائل.
اتصل بي شخص يخبرني بوفاة شخص أحبه جدا في نفس اليوم عصرا، شعرت بضيق نفس وكأني سأموت، تجاهلته ثم تكرر الأمر يوميا، ذهبت إلى المستشفى كنت خائفا، وقالت لي الطبيبة: يمكن كوفيد19 أو ذبحة، عملت لي تحاليل للدم، ورسما للقلب، ظهر نظيفا إلا التهاب في البول.
أيضا لدي (زغللة) بالعيون، اتصلت بطبيب العيون قال لي: في احتقان، وكتب لي حبوبا للحساسية وقطرة، واتصلت بطبيب للجيوب الأنفية، وكتب لي بخاخا للأنف، ومضادا حيويا وفلوتاب، وطوال هذه الفترة أنا نائم على السرير لا أتحرك ولا أتكلم حتى أن صوتي تعبان جدا، وأذناي مغلقات وفيهما حكة، وتجشؤ دائم حتى وأنا جائع.
بعدها توفي شخصا آخر قريبا منا خفت جدا، وأغلقت هاتفي، وظننت أنني سأموت في أي لحظة، ثم عدت للمستشفى لأكثر من مرة تجرى لي التحاليل ولكن لا يزال التهاب البول موجودا.
فطلب مني أحدهم زيارة طبيب نفسي، ففعلت وكتب لي zotral-50 حبة واحدة ليلا و Cimadral 10 حبة صباحا ومساء، الآن بعد 6 أيام من استخدام الحبوب أشعر بغشاوة في العين ودوخة، فهل مرضي نفسي أم عضوي أم روحي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناجي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
مرضك بدأ قبل شهرين، وأصبت بحمة وبرد، وهذه مشكلة عضوية، وكثيرًا ما تكون الحمَّة مصحوبة ببعض الكوابيس الليلية.
صعوبة التنفس في ذاك الوقت قد تكون ناتجة من الحساسية أو من الالتهاب، كل هذا وارد، لا أعتقد أبدًا أن صعوبة التنفس في ذاك الوقت كانت ذات منشأ نفسي. وبعد ذلك اتخذت الإجراءات الطبية اللازمة، وتناولت هذه الحقن الزيتية باعتبار أن العلة ملاريا، ويُعرف أن هذه الإبر إبر قوية جدًّا، بالرغم من أنها شائعة الاستعمال في السودان.
وأنا أعتقد أن الفتور الذي أصابك نتيجة لتناول هذه الإبر، وفي ذات الوقت أنت أصلاً لديك التهاب في البول كما تفضلت، والتهاب البول أحيانًا يحتاج لعمل مزرعة للبول لتحديد نوعية الميكروب، ومن ثمَّ تناول المضاد الحيوي المناسب.
طبعًا هنالك عامل آخر مهم وهو عامل الكوفيد 19.
موضوع الكرونا سبَّب الكثير من الصعوبات للناس الجسدية والمعنوية والاجتماعية وحتى النفسية.
الآن – أخي الكريم – أنت كما تفضلت زرت طبيبًا نفسيًّا، وأراه قد أعطاك بعض الأدوية المضادة لقلق المخاوف والمُحسّنة للمزاج، وأنت تأثّرت كثيرًا بوفاة الشخصين التي حدثت، وهذا طبعًا أدخلك في حالة نفسية، وأصبحت أنت نفسك تتخوف من الموت.
هذا جانب نفسي، فإذًا نستطيع أن نقول أن هناك جانب عضوي في حالتك، وجانب نفسي في ذات الوقت، الجانب العضوي قد يكون فقط هو الإجهاد الجسدي، ليست علة جسدية رئيسية، وإن كان التهاب البول – كما تفضلتَ – لا زال موجودًا. والجانب النفسي هو أيضًا يتمثل في الإجهاد النفسي، في الشعور بالدوخة، المخاوف العامة.
فأنا أرى – أخي الكريم – أن تركّز على غذائك، هذا مهمٌّ جدًّا، وتأخذ قسطًا كافيًا من الراحة، هذا أيضًا ضروري، وفي ذات الوقت تتناول الدواء الذي وصفه لك الطبيب. حبوب (زوترال zotral) خمسين مليجرامًا – على وجه الخصوص – هي حبوب ممتازة جدًّا، وأعتقد أنها سوف تفيدك كثيرًا، واصل في تناولها حسب الإرشاد الذي ذكره لك الطبيب، وقطعًا فترة الستة أو العشرة أيام لتناول الدواء ليست مدة كافية لنعطي حكمًا كافيًا على الدواء. هذه الأدوية تحتاج لوقتٍ حتى يتم البناء الكيميائي الصحيح، وحبوب الـ (كيمادرال Cimadral) ربما تكون مفيدة بالنسبة لك، وإن كنت أرى أن الزوترال هو الأهم، ويمكنك أن تناقش هذا الموضوع مع طبيبك النفسي حين تقابله للمرة الثانية.
إذًا – أخي – أهم شيء في هذه المرحلة هو الراحة والغذاء، ولا تحمل همومًا، توكل على الله، استعن بالله، صلاتك يجب أن تكون في وقتها، اجعل لنفسك وردا قرآنيا، الأذكار، وقضية الموت – يا أخي – قضية محسومة، الآجال بيد الله، ونسأل الله تعالى حسن الخاتمة لنا ولكم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.