أعاني من خوف في أماكن الظلام وفزع في النوم
2020-07-09 05:25:54 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
بدأ الأمر منذ أسبوعين عندما كنت مع أخي في البيت، وكان يجب أن نذهب لشقة غير مسكونة في المنزل، فذهبنا إلى هناك ونظرت أنا في المرآة ثم أطفأت الأنوار عندما أحضر أخي ما يريده، ولكن كلينا سمع صوت مفاتيح صادر من إحدى الغرف ففزعنا وتركنا المكان مسرعين.
من يومها أسمع همسات مخيفة وغير مفهومة حولي، وأستيقظ من النوم مفزوعة دون سبب، وأسمع صوت أحد يتنفس بجانبي، وبهواء بارد على وجهي، وأصبحت مشتتة كثيراً ولا أستطيع التركيز، ولقد سمعت الرقية وتلوت الأذكار، ولكن هذه الأصوات لا تتوقف.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
هذا الذي حدث لك أمرٌ شائع جدًّا في مجتمعاتنا بكل أسف، وكثيرًا ما يعتقد البعض أن الأماكن المهجورة قد تكون مسكونة بالجن أو بالشياطين، ويتماهى عند الناس هذا الفكر السلبي، وبعد ذلك يبدأ تكوين الدليل، وهو سماع أصوات أو همساتٍ تصدر من هذا المكان المهجور.
هذا نُسمِّيه بالهلاوس الكاذبة، أو شبه الهلاوس، وهي ناتجة من حالة القلق والخوف والتوقّع لديك، وأقصد بالتوقع أن ما يسود في المجتمع لدى بعض الناس هو أن هذه الأماكن قد تكون مسكونة بأرواح شريرة.
هذا الذي حدث لك يمكن تجاوزه تمامًا، وتكونين أكثر قوة وأكثر صلابة، ويكون إدراكك بصورة مطلقة أنك في حفظ الله وفي رعايته.
سماع الرقية أمر جيد، وتلاوة الأذكار أمر مفيد لا شك في ذلك، لكن لا بد أن تكون لديك القناعات الداخلية، بأن الذي تمرين به هو مجرد تجربة خاطئة، وهي مجرد نوع من الهلاوس الكاذبة – كما نُسمِّيها – وتعيشي حياتك بكل قوة واستقرار، وتكوني قويّة الشكيمة والعزيمة.
أنا أنصحك أن تذهبي لتلك الشقة مرة أخرى، مع شقيقك أو مع أي أحدٍ، اذهبي لمرة ولمرتين وسوف لن يكون هنالك أي شيء ولا أي ضرر، لا يوجد تمامًا، بل على العكس أنا قصدتُّ بأن أطلب منك الذهاب إلى الشقة حتى لا يحدث نوع من التجنُّب، لأن المواجهة لمصدر الخوف دائمًا هي نوع من العلاج.
اصرفي انتباهك لدراستك، لعبادتك، للاستمتاع بالحياة بصورة جيدة، كوني مُشاركة لأسرتك في كل الأنشطة الأسرية، كوني بارَّةً بوالديك، ويجب أن تُصححي أفكارك حول هذه الأمور، كل ما يُقال في معظمه خطأ، وهي مجرد توهمات، وأنت إن شاء الله في حفظ الله وفي رعايته.