أشعر بأنني لا أدرك الواقع وعقلي خامل
2020-07-14 02:59:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ناقشت حالتي مع عدة أطباء ولم يفهمها أحدهم.
قبل 4 سنوات تقريبا كنت جالسا أمام الحاسوب وأطلت الجلوس عليه، كنت في غرفة مظلمة وفي حالة تركيز مع شاشة الجوال استمرت 5 ساعات، وبمجرد النهوض فجأة شعرت بأن عقلي خامل بدرجة كبيرة، وكأنني شربت الخمر والمسكرات، ووجدت صعوبة كبيرة في التركيز وإدراك المكان أو الواقع.
أثر الأمر عليّ كثيرا، خاصة في دراستي وفي أمور أخرى، والمشكلة منذ 4 سنوات، -أي الوقت الذي حدث فيه الأمر- لم أشعر بأي تغيير أو تحسن، نفس الشيء، وأحيانا أسوأ.
أتمنى إفادتي بالحل، وشكرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الشيء الغالب هو أن الجلوس لفترات طويلة أمام الحاسوب (الكمبيوتر) سبب لك نوعا من الإجهاد الجسدي والنفسي، وقد يكون حدث لك نوع من الهبوط المؤقت في الدورة الدموية، الإنسان حين يكون جالسًا لفترات طويلة تكون حاجته للأكسجين قليلة، وهذا يؤدي إلى إبطاء في الدورة الدموية، وانخفاض في ضغط الدم، وحتى انخفاض في نسبة نبضات القلب، هذا أمرٌ معروف، وحين ينهض الإنسان فجأة تكون هناك حاجة مُلحّة للأكسجين ولتدفق الدم ولزيادة نشاط القلب.
هذا التغيُّر الفسيولوجي المباشر والسريع يؤدي إلى الشعور باضطراب أو تشويش في التركيز، وكما تفضلت بعض الناس يفقدون القدرة على إدراك المكان والزمان، وحتى الأشخاص، لكن يكون هذا الأمر مؤقتًا، وربما يكون هنالك شعورًا بالدوخة الخفيفة أو خِفّة في الرأس.
هذه الحالات لا تستغرق وقتًا طويلاً، خمس دقائق، ربع ساعة، بعد ذلك يتحسَّن الإنسان، هذا هو الشيء الذي يحدث، وأعتقد أن هذا هو الذي حدث لك. لكن بعض الناس يُصابون بوسوسة حول ما حدث لهم، بمعنى أن الحالة قد انتهت والنوبة انقشعت لكن يظلّ الإنسان متخوّفًا، يظلّ موسوسًا، يُصابُ بقلق توقعي أن هذه الحالة سوف تحدث له، وأن، وأن، ويبدأ في مسلسل التفكير السلبي القلقي الذي يُشوش على الإنسان كثيرًا، ويجعله لا يكون مستقرًّا نفسيًّا.
أعتقد أن هذا هو الذي حدث لك، لذا بعد تفهم ما شرحتُه لك أرجو أن تطمئن، أنت صغير في السن، عش حياة صحيّة، حياة نشطة: أولاً مارس الرياضة، اجعل الرياضة جزءًا من حياتك، الرياضة مهمّة جدًّا لعلاج مثل هذه الحالات، وأحسن إدارة الوقت، نم ليلاً نومًا مبكّرًا، لا تسهر، تجنب أي نوم بالنهار، اجتهد في دراستك، اجتهد في أداء عبادتك على الوجه الأكمل، ابني علاقات جدية مع الصالحين من الشباب، كن شخصًا بارًّا بوالديك، لا تترك مجالاً للفراغ أبدًا.
هذه هي الأسس العلاجية، حالتك ليست مرضية، حالتك هي حالة قلقية وسواسية مستمرة معك، لذا تُشعرك بأنك لا تتمتع بصحة جيدة.
الأمر الآخر: اجعل غذائك غذاءً متوازنًا، وأريدك أيضًا أن تجري فحوصات طبية عامَّة، تشمل مستوى الدم، مستوى السكر، وظائف الكبد، وظائف الكلى، وظائف الغدة الدرقية، مستوى تركيز الدهون، مستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12).
مثل هذه الفحوصات دائمًا الإنسان يُجريها مرة أو مرتين في السنة، عند أي طبيب، طبيب الأسرة، أو طبيب الباطنة، أو الطبيب العمومي؛ لأن الإنسان حين يعرف وضعه الصحي على أسس علمية هذا يجعله يطمئنّ كثيرًا.
إذًا هذا هو التفسير لحالتك، وأرجو أن تقتنع بما ذكرتُه لك، فما شرحناه لك قائم على أسس علمية، وأريدك أن تكون إيجابيًا في كل شيء: (في شعورك، في سلوكك، وفي أفكارك، وفي أفعالك).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.